زيارة وزير الجولاني تفجر الجدل.. غضب شعبي وبرلماني: العراق ليس ساحة لتبييض صفحات المجرمين

شرارة الاحتجاج اندلعت بالبصرة
زيارة وزير الجولاني تفجر الجدل.. غضب شعبي وبرلماني: العراق ليس ساحة لتبييض صفحات المجرمين
انفوبلس/..
منذ يوم أمس والأوساط السياسية والشعبية، لم تهدأ بشأن زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لبغداد، حتى تصدر الترند في العراق سواء على مواقع التواصل الإجتماعي، أو حتى ارض الواقع، وامتد ذلك ليشمل الخروج في تظاهرات غاضبة بمحافظة البصرة رفضا لهذه الزيارة، وسط تأكيدات على أن العراق لم ولن يكون ساحة لتبييض صفحات المجرمين.
*زيارة لم تراعِ مشاعر العراقيين
في هذا الصدد، أكد النائب المستقل محمد عنوز، اليوم السبت، أن زيارة وزير خارجية النظام السوري الجديد أسعد الشيباني إلى بغداد لم تراعِ مشاعر العراقيين الذين فقدوا أبناءهم وأقاربهم جراء انخراط بعض رموز النظام السوري الجديد في التنظيمات الإرهابية داخل العراق.
وقال عنوز، في تصريح،: "لسنا ضد مبدأ العلاقات بين الدول، لكن يجب أن يُؤخذ في الاعتبار شعور عوائل الشهداء والمفقودين، خصوصاً أن بعض رموز النظام السوري الجديد كانوا متورطين في أعمال إرهابية داخل العراق، ومن بينهم الرئيس المؤقت أبو محمد الجولاني، الذي لا يزال مطلوبًا للعدالة”.
وأضاف أن “زيارة وزير الخارجية السوري إلى بغداد مرفوضة على المستوى الشعبي قبل السياسي، رغم أنها جاءت بضغط مباشر من الولايات المتحدة وتركيا".
وانتقد عنوز فيي الوقت ذاته “صيغة الاستقبال الرسمية التي حظي بها الوزير، والتي شملت لقاءات مع رؤساء الجمهورية والوزراء والبرلمان، في حين كان من المفترض أن تقتصر زيارته على لقاء وزير الخارجية العراقي فقط”.
*من يلتقي الشيباني لن يكون مسؤولا عن الشعب
من جهته، أكد النائب مختار الموسوي، اليوم السبت، انه لا يمكن لمن يلتقي بوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن يكون مسؤولًا عن الشعب.
وقال الموسوي في تصريح، إن " من التقى بوزير الخارجية السوري الجديد لا يمكن أن يتحمل أي مسؤولية تجاه البلد والشعب”، مشيرًا إلى أن " هؤلاء لم يأخذوا بعين الاعتبار مشاعر العراقيين وخصوصًا عوائل الشهداء الذين فقدوا أبناءهم بسبب الإرهاب".
وأضاف أن "الذين التقوا بالشيباني نسوا أنه كان جزءًا من نظام دعم الإرهاب وكان عليهم الانتظار لعقود قبل التفكير بلقائه"، مشددًا على أنهم " لا يمثلون الشعب العراقي بل يمثلون الفساد والسرقات فقط".
وأشار إلى أن "من التقوا بالشيباني تناسوا ما حدث من إرهاب وتفجيرات ومجزرة سبايكر"، مؤكدًا أن "هذا السلوك لا يعكس إرادة العراقيين الحقيقية".
*الحكومة تتحمل المسؤولية
من جهة أخرى، حمل عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب، النائب ياسر وتوت، الحكومة العراقية مسؤولية قبول الزيارة.
وقال وتوت في تصريح، إن "مجلس النواب سيتقدم بطلب رسمي للحصول على توضيحات شاملة حول نتائج هذه الزيارة وأهدافها".
وأضاف أن “موقف غالبية القوى السياسية في العراق هو رفض زيارة أي مسؤول سوري، وخاصة أولئك الذين ساهموا في قتل العراقيين من خلال دعم التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش، وعلى رأسهم أبو محمد الجولاني”.
*مدونون يتفاعلون
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل عدد من المدونين على موضوع الزيارة، وكتب علي اركان "المجتمع الدولي يضغط على #العراق للاعتراف بحكومة أبو محمد الجولاني وزيارة #أسعد_الشيباني واستقبال رئيس الجمهورية عبداللطيف رشيد و رئيس الوزراء محمد شياع ومدير الاستخبارات حامد الشطري ومستشار الأمن القومي قاسم الاعرجي و وزير الخارجية فؤاد حسين هو بداية الاعتراف بهذا النظام".
بينما كتب هاشم العامري، "الإرهابي السابق أو وزير الخارجية السوري يزور العراق! هل لدماء الشهداء والشعب العراقي مكان في سياساتكم وبروتوكولاتكم، سيادة السوداني؟ هل الخطوة التالية هي لقاء الجولاني الإرهابي؟".
من جهته، كتب مرتضى عبد الزهرة، "الشعب العراقي الشريف يرفض مجيء وزير الخارجية السورية للعراق لان العراقيون مقاومون ولم يصافحوا المجرمين والقتلة".
*تظاهرات
في السياق، تظاهر العشرات من المواطنين، امس الجمعة، رفضاً لزيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى العاصمة بغداد.
وقال مصدر محلي، إن العشرات من المواطنين نظموا وقفة احتجاجية أمام مكتب وزارة الخارجية – دائرة القنصليات في منطقة الجزائر بمحافظة البصرة؛ رفضاً لهذه الزيارة.
وأكد المتظاهرون، في لافتات رفعوها خلال التظاهرة، أن "العراق لا يمكن أن يكون محطة لتبييض صفحات الإرهابيين".
*تفاصيل الزيارة
واستقبل رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، في قصر السلام ببغداد، صباح اليوم السبت، وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.
وذكرت الرئاسة في بيان مقتضب، أن “الاستقبال تم بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين”، مبينة أن اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والتطورات الجارية في المنطقة”.
وكان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني قد وصل الى العاصمة بغداد، أمس الجمعة، في زيارة رسمية هي الأولى له منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول ديسمبر 2024، وتشكيل حكومة سورية جديدة، حيث أجرى لقاءات مع رئيسي الوزراء والبرلمان، وعقد مؤتمرا صحفيا مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين.
وتصدر الملف الأمني والمواجهات التي تشهدها مناطق الساحل بين قوات الأمن السوري والعلويين، المباحثات التي يجريها وزير الخارجية السوري مع مسؤولين عراقيين، وفق وكالة “فرانس برس”.
فيما تطرق وزير الخارجية فؤاد حسين، خلال المؤتمر الصحفي، لبحث التحديات الأمنية مع سوريا، وأكد أن “غرفة العمليات “الخماسية” لمواجهة عمليات داعش التي شكلت في مؤتمر عمان سترى النور قريبا”.
وجدد رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، أمس الجمعة، تأكيده على موقف العراق الثابت في دعم وحدة سوريا واحترام خيارات شعبها، خلال استقباله الشيباني، وفيما شدد على “أهمية استقرار سوريا كعامل رئيسي لأمن المنطقة”، مشيرا إلى “رفض العراق لأي تدخلات خارجية في الشأن السوري، في ظل سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على أراضٍ سورية”.
يشار إلى أن زيارة الشيباني إلى بغداد كان من المفترض أن تحصل في وقت سابق، إلا أنها لم تتحقق لأسباب لم تتضح بشكل رسمي حتى الآن.
وفي منتصف شباط فبراير الماضي، أعلن الشيباني، عن تلقيه دعوة رسمية من السلطات العراقية لزيارة العراق، وأكد أنه سيزور بغداد قريباً.
يأتي ذلك في ظل انتشار قوات حفظ القانون، بوحدات إضافية لتعزيز حماية محيط السفارة السورية في منطقة المنصور غربي بغداد، منذ مساء أمس الأول الخميس وحتى اليوم السبت.
ودائماً ما تلقي التطورات في سوريا بثقلها بشكل مباشر على العراق، الذي يتشارك حدوداً طويلة معها، إذ يؤثر الوضع المرتبك فيها على الداخل العراقي الذي يحاول الحفاظ على توازن في علاقاته الإقليمية.
وكان المحلل السياسي علاء الخطيب أكد، أن “ما يحدث في سوريا لا بد أن تكون له أصداء في العراق، وهو أمر لا مفر منه فهناك حدود مشتركة وعمق سياسي وديني وعقائدي بين البلدين، خاصة أن من تسلموا الحكم في سوريا رفعوا مؤخرا شعارات دينية أو ذات مساس بالمجتمع العراقي كـ(جئناك يا كربلاء)، وهذه الشعارات لا تجعل من المجتمع مستقرا”، مشيرا إلى أن “العراق مر بهذه التجربة ودفع الكثير من شبابه ضحايا وتعرقل استقراره وتأخرت عملية التنمية لسنوات عديدة ولا يريد لأي إنسان أن يرث هذه التجربة”.
ولم يتفاعل العراق رسمياً حتى اللحظة مع إعلان الإدارة السورية الجديدة، في 29 كانون الثاني يناير الماضي، تعيين الشرع رئيساً للبلاد في المرحلة الانتقالية.
وتجنب العراق بشكل عام التعامل بشكل مباشر مع الإدارة السورية الجديدة بإدارة الشرع، كما أن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني أكد من جهته موقف العراق الرسمي بالحرص على وحدة الأراضي السورية والاستعداد لدعم عملية سياسية شاملة في سوريا دون التدخل بشؤونها.
واكتفت بغداد إلى الآن بإيفاد وفد رسمي برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات العراقي حميد الشطري في 26 ديسمبر كانون الأول 2024، إلى سوريا، حيث التقى الشرع في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، وبحث معه جملة ملفات مشتركة.