سقوط الرمادي والتآمر مع الامريكان ضد الحشد والمجيء بالكاظمي.. تاريخ العبادي الذي خان من صنعه
جردة حساب مع رئيس وزراء التقشف
سقوط الرمادي والتآمر مع الامريكان ضد الحشد والمجيء بالكاظمي.. تاريخ العبادي الذي خان من صنعه
انفوبلس/..
كما عودنا، يقدم زعيم ائتلاف النصر، ورئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي نفسه على أنه صانع النصر في العراق، لكن ثمة وراء هذه المقدمة المزيفة سلبيات أخرى جمّة، تتمثل بسقوط مدينة الرمادي إبان حكومته، والتآمر مع الولايات المتحدة الأمريكية ضد قوات الحشد الشعبي، ناهيك عن دوره في المجيء بمصطفى الكاظمي رئيساً للبلاد بعد التظاهرات التي اجتاحت البلاد خلال عامي 2019 و 2020.
*التقشف
بدأ حيدر العبادي حكومته بـ"التقشف" وكان دائما ما يبرر ذلك، بأن "المسؤول عن التقشف خلال ولايته هما التراجع في الاقتصادي العالمي وسياسة الهدر بالمال العام".
ورأى الكثير من المراقبين، أن العبادي كان قد أخطأ كثيراً بإشاعته روح التقشف في صفوف الناس بتصريحاته المستمرة في وسائل الاعلام عن الضيق الاقتصادي الذي كانت تمر به البلاد في حكومته.
وكانت الدولة العراقية في زمن العبادي، تواجه شبح الإفلاس، ولمواجهة الأزمات التي كانت تمر إبان حكومته، تم اللجوء إلى الاحتياطي من النقد الأجنبي.
وفي العام 2015، قررت الحكومة برئاسة العبادي فرض ضرائب على الخدمات المقدمة للمواطنين، إضافة إلى قطع نسبة من رواتب الموظفين الحكوميين تحت بند الادخار الإجباري. هذا القرار جاء لسد العجز الحاصل في موازنة الدولة.
*سقوط الرمادي
كانت الرمادي، مركز محافظة الأنبار بغرب البلاد، قد سقطت في يد التنظيم الإرهابي "داعش" في مايو/أيار 2015 عندما كان حيدر العبادي رئيساً للبلاد، ما بدد آمال بغداد في طرد مقاتلي التنظيم بسرعة من شمال البلاد وغربها بعد انتصارات سابقة في المحافظات الشرقية.
وتبرأ العبادي من المسؤولية، ليعطي موافقته على إحالة مسؤولين عسكريين للمحاكمة، بتهمة التخلي عن مواقعهم في المعارك ضد عناصر داعش في الرمادي، الأمر الذي أدى إلى سقوط المدينة بين أيدي المتطرفين، رغم انه كان القائد العام للقوات المسلحة والمسؤول الأول عن الملف الأمني في البلاد.
*التآمر مع الامريكان
وبحسب مراقبين، فإن العبادي كان قد تآمر مع الولايات المتحدة ضد قوات الحشد الشعبي.
ولم يسلم الحشد الشعبي وقادته من تصريحات العبادي السيئة، فقد قال قبل سنوات، إن "قادة الفصائل والحشد اغتنوا من المال العام".
وفي محاولة لإبعاد المنتمين او الداعمين للحشد الشعبي عن المشاركة في العمليات الانتخابية، كان العبادي يتذرع بأنهم يمولون حملاتهم من ميزانية الحشد.
وكان العبادي من الرافضين لعودة المفسوخة عقودهم في الحشد، وقال: "ينبغي التحقيق بأسباب فسخ عقود المقاتلين من الحشد الشعبي.. لا ينبغي المساواة بين المضحين والمنسحبين من القتال"، معتبراً أن "تحديد 30 ألفا من المفسوخة عقودهم بالحشد رقم مضخم".
وفي 20 آب 2018، قال الناطق العسكري باسم المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله العراق جعفر الحسيني: "من وعد الأميركيين في البقاء بالعراق يتلاشى، مبينا أن العبادي حاول الضغط على قوى المقاومة لإبقاء القوات الاميركية في البلاد".
من جهته، قال المسؤول الامني للمقاومة الإسلامية كتائب حزب الله ابوعلي العسكري "اننا نعلم يقينا إن العبادي محابي وداعم لوجود قوات الاحتلال على الاراضي العراقية، ولا يمكن اعتباره قائدا عاما للقوات المسلحة بسبب اهتمامه وتفضيله لمصالح المملكة المتحدة باعتباره أحد رعاياها ولا نرجو منه خيرا لبلدنا".
وأضاف: "إننا سنمارس حقنا الشرعي والوطني في التعامل مع هكذا نموذج".
أما النائب عن كتلة صادقون النيابية، سعد الخزعلي، فقد أكد في (20 آب 2019)، أن حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، افضل من حكومة رئيس الوزراء السابق، حيدر العبادي، فيما لفت الى أن التودد للأمريكان لن يعيد احدا لمنصبه.
وقال الخزعلي، إن "عودة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي الى السلطة امر مستحيل".
وخاطب، العبادي قائلا: إن "العودة الى السلطة لا تأتي عن طريق دبابة امريكية او مشروع امريكي او عن طريق دعوات حل الحشد الشعبي والتودد للأمريكان وتطبيق مشروعه".
ولفت الى، ان "وضع الحكومة مستقر ولا يوجد فراغ دستوري او خلل في المنظومة الحكومية، ونحن كنواب نقيم حكومة عبد المهدي بانها أفضل من حكومة العبادي بالنسبة للخدمات وغيرها".
*تناقضات العبادي
في عام 2019، أكد مفتش عام هيئة الحشد الشعبي سعود عزيز فاضل، أن "هناك تناقضا كبيرا في تصريحات العبادي وكلامه معي، معتبراً أن تصريحات الأخير تمثل تحاملا على الحشد".
وأضاف، "عانينا كثيرا في التعامل مع العبادي حين كان قائدا للقوات المسلحة، فهو لم يدفع رواتب العديد من مقاتلي الحشد الشعبي حتى يومنا هذا"، مبيناً أن "نائب رئيس الهيئة أبو مهدي المهندس منعنا من الرد على العبادي بشكل مباشر في وقتها".
وتابع سعود عزيز: "طالبنا بالحد الادنى من قانون هيئة الحشد والعبادي لم يطبق منه شيئا".
*المجيء بالكاظمي
يقول المحلل السياسي، زيد عيسى، إن "المبررات التي ساقها العبادي لتبرير تعيين الكاظمي رئيسا لجهاز المخابرات – الذي تعتبره كل دول العالم الصندوق الاسود لكل اسرارها التي تمس امنها وسيادتها – تؤكد مسؤوليته حصريا عن هذا التعيين الذي فتح الباب على مصراعيه لان يصبح رئيسا للوزراء".
وأشار الى ان "العبادي يعرف ان منصب رئيس المخابرات كان المنصة التي انطلق منها الكثير من رؤساء الجمهورية مثل ( بوش الاب)، وهذه المبررات تتلخص في؛
١. الكاظمي موجود في العملية السياسية
٢. له علاقات متينة مع معظم الكتل
٣.اقل شخصية تم الاعتراض عليها
٤. “انحصرت” الكل يريد هذا المنصب".
وتابع: "هذه هي المعايير المضحكة التي استند عليها العبادي وهي تكشف الخصائص التي يبحث عنها العبادي في تعييناته. فالكاظمي لا يملك :
١. المؤهلات والشهادات العلمية و الاكاديمية
٢. الخبرة العملية والميدانية
٣. التسلسل الوظيفي والمهني في الاجهزة الامنية
٤. لم يكن له نشاط واضح او حضور معروف في المعارضة العراقية".
وأردف العيسى: "بالرغم من ان العبادي ينفي ان تكون لأجهزة الامن الامريكية دور مباشر في تعيين الكاظمي و لكن يجب ان لا ننسى ان العبادي جاء الى رئاسة الوزراء بمباركة امريكية و الاهم من ذلك بمباركة سعودية نادرة حيث ان السعودية لم تكن في ذلك الوقت تعترف بالعملية السياسية كلها و ترفض فتح سفارة في العراق منذ ٢٠٠٣ بل انها كانت – حسب شهادة بايدن و هيلاري كلنتون – المصدر الاساسي لتمويل وتصدير الارهابيين و الايدلوجية الوهابية للقاعدة وداعش".
ولفت إلى أن "قيام العبادي بتعيين الكاظمي رئيسا للمخابرات كان نزولا عند رغبة السعودية و رسالة تطمين و ترضية و شكر لها على مقابل فتح سفارتها في ٢٠١٦ و ارسال سفيرها – رجل المخابرات ثامر السبهان – الذي سمح له العبادي كما سمح لوزير خارجية السعودية ( عادل الجبير ) بالتدخل السافر العلني في تحديد اي من القطاعات العسكرية تدخل المعركة ضد داعش لتحرير المدن و اي المدن يتم تحريرها اولا. فكان ثامر السبهان من داخل بغداد و الجبير من الرياض يهاجمان الحشد الشعبي و يطالبان بمنعه من تحرير المدن و كان العبادي يمتثل لذلك".
واكمل: "بالفعل طالب السبهان والجبير و كذلك برت ماكورك المبعوث الامريكي بتأجيل معركة الفلوجة و الذهاب الى الموصل اولا بالرغم من ان بغداد كانت في ٢٠١٦ تضرب بالمفخخات القادمة من الفلوجة مما زاد من حدة المظاهرات التي كانت تخرج في بغداد في ذلك الوقت".
العيسى قال أيضا: "نزولا عند رغبة السعودية وامريكا قام العبادي بإرسال القوات الى الموصل و لكن فشل العملية العسكرية و تهديد الحشد بأنه ذاهب لوحده لتحرير الفلوجة اولاً أرغمه على التراجع".
وأوضح ان "العبادي قام بتنفيذ رغبة السعودية التي ارادت ان تزرع الكاظمي الذي يرتبط بها عضويا في اهم اجهزة الامن العراقية".
واستدرك في حديثه: "العبادي يقول متهكما لماذا لم يقوم الكاظمي بزعزعة الامن بوجودي؟ والجواب ان امريكا والسعودية كانتا تقاتلان من اجل استمرار العبادي في رئاسة الوزراء ولكن صدمة سقوط العبادي بعد انتخابات ٢٠١٨ وتولي عادل عبد المهدي كان بمثابة الضوء الأخضر السعودي الامريكي الى الكاظمي لاستغلال الفساد وسوء الخدمات وفشل الحكومات السابقة في اشعال المظاهرات في ٢٠١٩. لذا قام الكاظمي باستغلال المظاهرات بدعم امريكي وسعودي للوصول الى رئاسة الوزراء".
وأتم الباحث السياسي بالقول: "العبادي مازال لحد الان لم يفق من صدمة الولاية الثانية التي قاتل من اجلها بعد انتخابات ٢٠١٨ فقد تحالف مع الفتح – لمدة يوم واحد- ومن ثم انتقل للتحالف مع مقتدى الصدر وعمار الحكيم ضمن كتلة الاصلاح والهدف من كل تلك التقلبات كما قال مقتدى ساخرا “قاتل نفسه على الولاية الثانية”.