سلاح بريطانيا "السرّي" في بغداد.. تعرّف على تفاصيل زيارة دوقة أدنبرة إلى العراق ودورها في السياسية البريطانية
انفوبلس..
بتكليف من وزارة الخارجية البريطانية، زارت دوقة أدنبرة "صوفي ويسكس" العراق خلال الشهر الماضي، لدعم أجندة المرأة والسلام والأمن، ومناصرة الناجين من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع.
وتُعد دوقة أدنبرة "صوفي كونتيسة وسكس" ـ بحسب وصف صحيفة "ذا صن" البريطانية- السلاح السرّي لملك بريطانيا، حيث ظلت أدوارها بعيدة عن الأضواء بدرجة كبيرة، إذ تعتبر عضوا فعّالا ومهما في العائلة الملكية، حيث ترعى أكثر من 70 جمعية ومنظمة خيرية في بريطانيا والعالم، وتقوم كل عام بمئات الزيارات إلى المدارس والجامعات والقواعد العسكرية ومقار الجمعيات الخيرية من أجل معرفة المزيد عن عملها.
وذكر تقرير الصحيفة البريطانية، أن "صوفي، زوجة من الأمير إدوارد، دوق أدنبرة، الشقيق الأصغر للملك تشارلز، كانت قريبة بشكل خاص من الملكة الراحلة اليزابيث منذ انضمامها إلى العائلة الملكية في العام 1999 بزواجها من ادوارد"، لافتة إلى أن "نفوذ صوفي تنامى على مرّ السنين وأصبحت تقوم بزيارات تاريخية، بما في ذلك زيارة سرّية استغرقت 4 أيام إلى العراق في أيار/ مايو الماضي".
وأشار التقرير إلى أن "زيارة صوفي إلى العراق كانت مهمة، لكنها اجتذبت القليل من التغطية الإعلامية، وهو ما يرجع جزئياً إلى أن الحكومة لم ترغب في الإعلان عنها سوى بعد حدوثها لأسباب أمنية".
وأضاف التقرير، أن "زيارة صوفي إلى العراق كانت بهدف زيادة الوعي حول القضايا التي تؤمن بها منذ فترة طويلة، وخلال زيارتها إلى بغداد التي أمضت فيها يومين، عبّرت عن استمرارها في دعم الناجيات من العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات".
وختم التقرير بالإشارة إلى أن صوفي أصبحت واحدة من ضمن عدد قليل من أفراد العائلة الملكية في بريطانيا الذين يقومون بزيارة إلى العراق، مبيناً أن "الملك تشارلز، كان بصفته أميراً لويلز، زار العراق في العام 2004 حيث تفقد الجنود البريطانيين المتمركزين في البصرة، كما أن الأمير فيليب، دوق أدنبرة الراحل، قام في العام 2006، بزيارة مفاجئة لتفقد القوات البريطانية في البصرة أيضاً، عندما كان يبلغ من العمر 85 عاماً.
وفي بيان صادر عن مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية ومقره دبي، فقد "زارت صاحبة السمو الملكي دوقة إدنبرة بغداد خلال الفترة من 21-22 أيار 2023، وتُعد هذه أول زيارة ثنائية يقوم بها أحد أفراد العائلة الملكية البريطانية إلى بغداد".
والتقت دوقة إدنبرة خلال زيارتها بالرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، والسيدة الأولى، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني. وخلال هذه الاجتماعات، ناقشت معهما ملف المرأة والسلام والأمن، والاستراتيجيات المتبعة في العراق لمنع العنف الجنسي في النزاعات، والاستجابة له.
حقوق المرأة
كما ألقت دوقة إدنبرة، وهي زوجة الأمير إدوارد شقيق الملك تشارلز الثالث، كلمة في مؤتمر إقامته منظمات حقوق المرأة، حيث استمعت للمزيد عن مكانة المرأة في المجتمع العراقي، والمبادرات لحماية وتعزيز حقوقها.
وزارت الدوقة أيضاً مدرسة ثانوية للبنات، حيث تحدثت إلى الطالبات والمعلمات حول تعليم الفتيات في العراق، واستمعت إلى آمال الطالبات حول المستقبل.
لقاء عراقيات
كما التقت بنساء عراقيات بارزات في مجال الأعمال، حيث استمعت لشرح حول التحديات التي تواجهها النساء العراقيات في مجال الأعمال، وأهمية التمكين الاقتصادي للمرأة من أجل تحقيق ازدهار البلاد. وقد شملت زيارة صاحبة السمو الملكي أيضاً مركزاً لتنظيم الأُسرة، حيث اطلعت بنفسها على أعمال تموّلها المملكة المتحدة يجري تنفيذها لدعم صحة ورفاه المرأة العراقية.
وخلال هذه الزيارة، التقت صاحبة السمو الملكي بنساء عراقيات من فئات المجتمع كافة، بما في ذلك ناشطات في المجتمع المدني.
تصريح السفير ريتشاردسون
وقال السفير البريطاني مارك برايسون ريتشاردسون: "أسعدني الترحيب بصاحبة السمو الملكي هنا في العراق، هذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها أحد أفراد العائلة الملكية البريطانية إلى بغداد، والحقيقة أن هذه الزيارة جاءت بعد فترة وجيزة من تتويج جلالة الملك تشارلز الثالث لتظهر أهمية وقوة الشراكة الحديثة بين المملكة المتحدة والعراق".
وأضاف: "دوقة إدنبرة مدافعة شغوفة عن تحقيق المساواة للمرأة، ومناصرة لأجندة المرأة والسلام والأمن، ومبادرة المملكة المتحدة لمنع العنف الجنسي في حالات النزاع. إن تحقيق قدر أكبر من المساواة للمرأة وضمان حماية حقوقها أمر حيوي لازدهار العراق واستقراره في المستقبل."
العنف الجنسي
يذكر أن منع العنف الجنسي في حالات النزاع هي مبادرة تقودها حكومة المملكة المتحدة تعمل على زيادة الوعي بكيفية استخدام العنف الجنسي المرتبط بالنزاع كسلاح في الحرب.
ويؤثر هذا العنف بشكل غير متناسب على النساء والفتيات، ولكنه يؤثر أيضاً على الرجال والفتيان في جميع أنحاء العالم. تسعى المبادرة إلى تحفيز العالم على اتخاذ مزيد من الإجراءات لمعالجة العنف الجنسي في حالات النزاع من خلال التشجيع على مكافحته، وتعزيز العدالة والمساءلة، ودعم جميع الناجين والأطفال المولودين نتيجة العنف الجنسي المرتبط بالنزاع.
وواصلت دوقة إدنبرة منذ ذلك الحين لفت الانتباه إلى العمل الذي تقوم به النساء من بُناة السلام، وتجارب الناجيات من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع والأطفال المولودين نتيجة لحوادث الاغتصاب في البلدان المتضررة من النزاع.
رسالة الملك إلى الرئيس
كما حملت الدوقة معها رسالة خطية مُرسَلة من ملك بريطانيا تشارلز الثالث إلى الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، جاء فيها:
(يطيبُ لي أن أتقدّم بأحرّ وأصدق التحيات لفخامتكم وللشعب العراقي، وأنني في غاية الامتنان لرسالتكم الطيبة بمناسبة الاحتفال بأعياد نوروز ولحضوركم مراسيم حفل التتويج لتولي عرش المملكة المتحدة في كاتدرائية وستمنستر في لندن مطلع الشهر الحالي).
(إن المملكة المتحدة والعراق تربطهما وتجمعهما علاقات صداقة ثنائية تاريخية طويلة الأمد وفريدة في نوعها بالمنطقة. ويحدوني الأمل بأن في فترة حكم بلدي ستُبنى علاقات الصداقة الوثيقة القائمة على الروابط التاريخية بين بلدينا لإقامة شراكات حديثة التي يمكن من خلالها أن نعمل معاً لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا جميعاً بما في ذلك تغيّر المناخ والأمن الدولي وحقوق الإنسان).
(أفكارنا وصلواتنا مع الشعب العراقي الذي تحمل كل ما تحمله من المعاناة والألم، كما عانى في الآونة الأخيرة من وحشية داعش والجماعات الإرهابية المتطرفة الأخرى).
(إن جهودكم المبذولة لدعم الفئات السكانية المتضررة بشكل كبير هو موضع تقدير عظيم، ونأمل أن يتسنّى لهم فرصة الحصول على عدالة مُجدية، بعد أن عانوا الأمرّين).
(لطالما كنتُ حريصاً على العمل معاً لترسيخ احترام وحماية حرية الدين أو المعتقد لكل شخص وفي كل مكان. تقف المملكة المتحدة بجانب العراق كصديق وحليف من أجل توطيد السِّلم والأمن وتحقيق الرفاه لجميع العراقيين. كما أتطلع إلى العمل المشترك بين بلدينا لتحقيق هذه الغاية).