سلسلة "كارفور" تتجه لافتتاح فروع جديدة في بغداد رغم إدراجها ضمن حملة #قاطع وضعف الإقبال عليها في كردستان
فروع جديدة رغم دعوات المقاطعة
انفوبلس/..
تتجه سلسلة المتاجر العالمية الفرنسية "كارفور" لافتتاح فروع جديدة لها في العراق، لتضع أولى فروعها الواقعة خارج إقليم كردستان في العاصمة بغداد ومحافظة ديالى، بالتزامن مع حملات المقاطعة التي طالتها في شمالي العراق نتيجة تواطؤها في جرائم الاستعمار الإسرائيلي في فلسطين.
وبصفتها شركة متعدّدة الجنسيات للبيع بالتجزئة، تمتلك مجموعة "كارفور" أكثر من 3400 متجر حول العالم، فيما تشارك في دعم الكيان الإسرائيلي الذي يواصل جرائمه وعدوانه المستمر على فلسطين، ويحصل على دعم الحكومات والشركات المتواطئة مثل "كارفور".
وترتبط الشراكة التي وقّعتها مجموعة "كارفور" في إسرائيل، ارتباطاً مباشراً بتقديم الخدمات التي تدعم وجود المستعمرات غير الشرعية وتمكينها، فضلاً عن نهبها المستمر للموارد الطبيعية الفلسطينية لأغراض تجارية.
"كارفور" في العراق
وتمتلك السلسلة خمسة فروع في إقليم كردستان شمالي العراق، موزعة بين محافظة أربيل والسليمانية ودهوك، وتوفر مجموعة من خيارات التسوّق المنزلي والغذائي وغيرها للمستهلك.
سلسلة "كارفور" العالمية للتسوق -التي تحفظت لسنوات عن دخول سوق العراق- قد حسمت أمرها وتستعد فعلاً لافتتاح فرعين في العاصمة، سيكون الأول في منطقة الجادرية ضمن "الجادرية مول"، والثاني ضمن مول "مجمّع بسماية السكني"، على أن يكون موعد الافتتاح للفرعين متزامناً وفي موعد قريب.
ووفقاً لمعلومات من مصادر مختلفة، فإنه قد تم التراجع عن افتتاح سلسلة الأسواق في مول الحارثية، وبحسب ما هو معلن، فإن التراجع جاء لدواعي الحاجة الى مساحة أكبر لأن "كارفور" يحتاج مساحة كبيرة جداً لم يوفرها "الحارثية".
وقد حصل بالفعل على ما يريده حيث استحوذ على الجزء الأكبر من مساحة مول الجادرية، الذي سيضم أيضاً مجموعة من فروع الوكالات العالمية، بينما سيحصل فرع السلسلة في بسماية على مساحة كبيرة أيضاً ضمن مول المجمّع السكني، وكان من المقرر افتتاح مول الجادرية بعد عيد الأضحى الماضي لكن تأخر بعض التشطيبات حالت دون ذلك.
ويتواصل العمل في مجمع بسماية السكني جنوبي بغداد، لاستكمال بناء مول تجاري كبير، حيث سيضم المول "مجمع كارفور" التجاري، كجزء من السلسلة التي ستدخل الأسواق الفرنسية المشهورة إلى بغداد للمرة الأولى.
أثر المقاطعة
المقاطعة تركت أثرا على الشركات الداعمة للكيان الإسرائيلي، وحققت جزءا من جدواها، حيث كانت حركة المقاطعة قد نجحت -مؤخراً- في استهداف شركات بارزة مثل ستاربكس وماكدونالدز وأمازون وكوكاكولا وكارفور وديزني وغيرها، لانحيازها السافر الى "إسرائيل" في حربها المدمرة على قطاع غزة.
وحققت المقاطعة - كأكثر الأدوات الشعبية فعالية - نجاحاً على نطاق واسع في الإضرار بالعلامات التجارية والشركات الداعمة لإسرائيل، مقابل توجه المستهلكين نحو دعم المنتجات المحلية في بلدانهم، حتى إن مجموعة ستاربكس فقدت 11 مليار دولار من قيمتها التسويقية، خلال أقل من شهرين على بدء الحرب.
وبدأت حملة مقاطعة وسحب الاستثمارات من سلسلة متاجر "كارفور" العالمية، مع إعلانها عن اتفاق تبدأ بموجبه بالعمل في كيان الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنات، فيما لم ترتبط الحملة بأي تاريخ لصلاحيتها واستمرارها إلا بإنهاء السلسلة فرنسية الأصل لضلوعها في انتهاكات "إسرائيل" الجسيمة لحقوق الإنسان في فلسطين.
وكانت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل، قد أطلقت أوسع ائتلاف في المجتمع الفلسطيني وقيادة حركة المقاطعة، حملة #لنقاطع_كارفور، دعت فيها مناصري القضية الفلسطينية وداعمي حقوق الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء العالم لمقاطعة مجموعة "كارفور" والضغط لسحب الاستثمارات.
اتفاقية امتياز في "إسرائيل"
وكانت مجموعة "كارفور" لتجارة التجزئة قد أعلنت في آذار 2022، عن اتفاقية امتياز جديدة في "إسرائيل" مع شركة "إليكترا كونسيومر برودكتز - Electra Consumer Products وشركتها الفرعية "ينوت بيتان - Yenot Bitan"، وكلاهما نشط في المشروع الاستيطاني الإسرائيلي.
ووفقًا لهذه الشراكة الجديدة مع "إليكترا كونسيومر برودكس، ستنتشر لافتات "كارفور" في نظام الفصل العنصري، وستتمكن جميع متاجر "ينوت بيتان"، وهي أكثر من 150 حتى الآن، من التعامل مع منتجات كارفور التجارية.
وفي سياق رد الشركة على موقع "انتفاضة إلكترونية"، زعمت أنها "لطالما اختارت موقف الحياد الصارم فيما يتعلق بالآراء السياسية أو الدينية"، إلا أن رئيس قسم شراكة كارفور الدولية، باتريك لاسفارج، قال عند إعلان الاتفاق لأول مرة: "نحن على ثقة من أن وصول كارفور إلى إسرائيل سيساعد بشكل كبير في تحسين تجربة التسوق المحلية بالإضافة إلى القوة الشرائية للعملاء من خلال عروض أفضل بأسعار معقولة".
ومن خلال محاولة الاختباء وراء الحقيقة المُضللة، بأنها تعمل من خلال شريك امتياز محلي، تريد كارفور الاستفادة في كل الحالات، وجني الأرباح من ممارسة الأعمال التجارية في "إسرائيل" ومستعمراتها غير القانونية، مع عدم تحمل أي من المسؤولية الأخلاقية والقانونية.
في تشرين الثاني 2022، كشف تقرير وقّعته 7 منظمات مجتمع مدني بارزة عن تواطؤ مجموعة كارفور في الجرائم التي يرتكبها نظام القمع الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
ووفقًا لهذا التقرير، فإن شركة "إليكترا كونسيومر برودكت" و"الشركة الشقيقة إليكترا غروب" مملكتين لشركة Elco Ldt الدولية ومقرها "إسرائيل"، وتشترك شركة Electra Consumer Products والعديد من الشركات التابعة لها والعلامات التجارية التابعة لها، بما في ذلك "ينوت بيتان" بشكل مباشر في عدد من المشاريع التي تعزز مشروع المستوطنات الإسرائيلية غير القانوني.
موقف "كارفور" الأخلاقي
وتساءل مراقبون للشأن السياسي، عن موقف "كارفور" الأخلاقي من نظام الاحتلال العسكري الإسرائيلي والاستعمار الاستيطاني الذي اضطهد الفلسطينيين لعقود، فيما دعى المراقبون، لاستمرار الضغط على كارفور لإنهاء التواطؤ مع الكيان الإسرائيلي وأنشطته، والتوقف عن جني الأرباح من اضطهاد الشعب الفلسطيني.
كل هذا يجعل سلسلة "كارفور" متواطئة في جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الاحتلال الإسرائيلي والاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري على الشعب الفلسطيني بأسره.
كما أنه من خلال الحفاظ على الأعمال التجارية مع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية والربح منها، فإن كارفور مسؤول - وربما مسؤول قانونيًا - عن المساعدة في التحريض أو التربح من جرائم الحرب والهجمات الوحشية التي يشنها الكيان الإسرائيلي على الفلسطينيين.
أثر حركة المقاطعة
ومن الجدير بالذكر أن "حركة مقاطعة إسرائيل" نجحت نسبياً في عزل الكيان الصهيوني أكاديميًا وثقافيًا وسياسيًا، وأثرت بشكل معين على الجانب الاقتصادي أيضًا، ولهذا السبب، بات الصهاينة يعتبرون هذه الحركة واحدة من أكبر التحديات الاستراتيجية التي تواجههم، ويزداد تأثير الحركة بشكل ملموس بفضل الحملات العالمية المدروسة والاستراتيجية التي تستهدف الكيان الصهيوني بشكل مباشر وغير مباشر، هذا يظهر تأثير الحركة في توجيه الضغط الدولي للتحرك ضد الاحتلال الإسرائيلي ودعم العدالة للشعب الفلسطيني.
ويدرك الاحتلال الإسرائيليّ ومن يدعمونه أن الشرعية التي يحاولون إقامتها لكيانهم هي شرعية زائفة، وأن الحقيقة تُفضح في كل لحظة، ولا يمكن للمبالغ الهائلة التي ينهبونها من أرض فلسطين وتصرفهم لخلق شرعية للاحتلال أن تغيّر هذا الواقع، وإن كلمة الحق تبقى مسموعة ومؤثرة بغض النظر عن محاولات الإسكات والتضليل، وما فعلته حركة مقاطعة "إسرائيل"BDS أثّر بشكل كبير على الكيان الصهيوني، وزرع القلق والهزيمة داخل أروقته، وهذه الحركة تعكس القوة النضالية والشرعية التي يستند إليها النشطاء والمؤيدون للقضية الفلسطينية في مواجهة الظلم والاحتلال.