صحيفة صهيونية تعد تقريرا من قلب بغداد!.. من سمح بدخول كوادرها؟ وأين الموقف الحكومي من هذا الاختراق؟
انفوبلس/ تقارير
تستطلع آراء المواطنين وكأنها في تل أبيب، وتأخذ لقطات مصورة للشوارع والأزقة وكأن عدستها تتجول في حيفا وأريئيل وعكا، لم تعترضها عجلات عمليات بغداد ولم يطلب منها العنصر الأمني "تخويلاً للتصوير" على غرار وسائل الإعلام العراقية، بل تجولت صحيفة "يديعوت احرونوت" الصهيونية بكل راحة في العاصمة بغداد مع حرية مطلقة لكوادرها لإعداد تقرير عن جاسوسة بلادها المختطفة اليزابيث تسوركوف دون أي موقف حكومي إلى الآن، وسط تساؤلات "كيف يمكن السماح لإسرائيل باختراق قلب العاصمة بغداد بهذه الطريقة؟".
*ماذا حدث؟
أجرت صحيفة يديعوت احرنوت الاسرائيلية تقريرا ميدانيا في بغداد ونشرت صورا ومقابلات حصرية حول اختطاف الجاسوسة اليزابيث تسوركوف في بغداد!، وقالت الصحيفة "لا تزال هناك ثغرات كبيرة في قضية اختطاف الباحثة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف في العراق، مما ترك العديد من الأسئلة دون إجابة. ويشير مسؤولون كبار إلى أن إطلاق سراحها قد يستغرق عدة أشهر أو حتى سنوات. ومع ذلك، فإن اللقطات الحصرية التي تم التقاطها في بغداد تلقي بعض الضوء على أنشطة تسوركوف في المدينة، بما في ذلك أوقات الفراغ والعمل والإقامة والاجتماعات مع الأصدقاء والزملاء".
*الصحيفة الإسرائيلية تتجول في الكرادة والمتنبي
تكشف الصور التي التقطها كادر الصحيفة الإسرائيلية عن أربعة مواقع رئيسية في العاصمة: سوق مدينة بغداد الصاخب الواقع في شارع المتنبي، والمعروف بأنه المركز الفكري حيث يجتمع العلماء وتُباع الكتب، المقهى الذي تم تحديده عبر الوثائق قبل اختطافها، المبنى الذي أقامت فيه خلال زيارتها الأخيرة والفندق الذي ترددت عليه. يوفر كل موقع معلومات قيمة عن أنشطة تسوركوف ووجودها في العاصمة العراقية.
*تسوركوف تتجول في بغداد وتخفي جنسيتها الصهيونية
الصحيفة ذكرت وفقًا للصحافين المحليين المقرّبين من الجاسوسة تسوركوف، "لم يكن معروفًا على نطاق واسع أنها تحمل الجنسية الإسرائيلية". وقال أحد الرجال، إنّ "أولئك الذين كانوا معها في مجموعات مختلفة كانوا على علم بجنسيتها الإسرائيلية، لكنها لم تذكر الأمر أثناء وجودها في الميدان". ومن المثير للاهتمام أن العديد من الأشخاص الذين تمت مقابلتهم في حي الكرادة ببغداد، حيث كانت تقيم، قالوا إنهم لم يكونوا على دراية بجنسيتها الإسرائيلية.
وتكمل الصحيفة الصهيونية لقد "شعرت تسوركوف بالتهديد، فقررت مغادرة المدينة والابتعاد عنها لفترة حتى تنتهي القصة". لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت قد غادرت بغداد بالفعل، ولكن حتى لو كانت هذه الرواية غير دقيقة، فإنها توضح الأثر الكبير والاهتمام الذي أحاط بالحادث والمقهى.
وتتابع، "كانت تجلس هنا – في المقهى - مع جهاز كمبيوتر محمول مفتوح، ومشروب ساخن إلى جانبها، وأحيانًا بمفردها وأحيانًا مع أشخاص"، يشاركها أحد الصحافيين المطلعين على الباحث الإسرائيلي. "كان لديها دائمًا كتاب أو دفتر ملاحظات على المنضدة".
*موقف حكومي غاضب
أثار تقرير الصحيفة الصهيونية في قلب بغداد موجة من التساؤلات والغضب، فرغم القوانين المشرَّعة والدستور العراقي الذي يجرّم التطبيع وفتح العلاقات مع الكيان الصهيوني، ورغم التثقيف والتحذير من خطورة المشروع الصهيوني في العراق، تظهر صحيفة لها ثقلها في "إسرائيل" وتتجول في العاصمة بغداد دون أي رادع أو موقف حكومي مندِّد إلى الآن، حيث تساءل مراقبون للشأن المحلي عن دور السلطات المعنية وكيف سمحت إدارة المطار بدخول الصحيفة وكوادرها إلى العراق؟ ولماذا تلتزم الحكومة الصمت لغاية الآن؟ وهل دخول الصحيفة تم بتواطؤ جهات من داخل العراق؟.
*تحذيرات من التطبيع
مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا جملة تحذيرات بعد السماح بتجول الصحيفة الصهيونية في بغداد، حيث أكدوا أن ثمة جهات داخل العراق تسعى وتُمنِّي نفسها بالانفتاح مع "إسرائيل" وتبادل الزيارات معها، وهذا ما كانت تمهد له الصحيفة وفق قولهم. مشددين على ضرورة ردع أي محاولة بهذا الشأن مع أهمية محاسبة جميع الجهات التي سمحت بدخول الكوادر الصهيونية إلى العراق.