ضغوط أمريكية على العراق تتعلق بمخيم الهول.. وبغداد تطالب بمؤتمر دولي حوله
انفوبلس/..
رغم الإعلان منذ سنوات عن هزيمة عصابات داعش الإرهابية في العراق وسوريا، إلا أن معضلة "مخيم الهول" ظلت باقية وتنمو طوال الفترة الماضية، وأصبحت تمثل خطورة كبرى على بغداد ودمشق والعالم، ما جعل حكومة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، تطالب بعقد مؤتمر دولي لحل الأزمة قبل فوات الآوان.
العديد من المخاطر يمثلها مخيم "الهول" الذي يأوي عائلات عصابات "داعش" على كل من سوريا والعراق والمنطقة، والذي يمثل قنبلة موقوتة بالغة الخطورة، وله تداعيات بالغة الخطورة إذا لم يتم علاجها على وجه السرعة، باعتباره بات "خزان إرهاب" وبيئة حاضنة له، ومن البديهي أن يتحول إلى "مصنع إرهاب".
وتأتي دعوة العراق لعقد مؤتمر دولي حول "مخيم الهول" كنوع من دق جرس الإنذار من الخطر الذي بات يهدد الأمن والسلم الدوليين، والاضطلاع بمسؤولية دولية تجاه هذه الأزمة قبل انفجارها، خاصة فيما يتعلق بجيل كامل وهم أطفال أسر عصابات داعش، قبل أن يتحولوا إلى إرهابيين عبر تأثرهم وتربيتهم في بيئة حاضنة تضم عشرات الآلاف من المرتبطين بـ "داعش" الإرهابي.
جيل جديد من الإرهاب
الحلول لأزمة مخيم الهول تتمثل في تضافر جهود المجتمع الدولي وتلبية دعوة العراق للمؤتمر، والتوصل إلى نتائج فعالة، والاستعانة بالخبرات الدولية للعمل على دمج تلك العائلات المتواجدة في هذا المخيم بالمجتمعات
البيئة الحاضنة التي يعيش فيها أبناء وأُسر تنظيم "داعش"، تُنذر بولادة جيل إرهابي جديد تتلمذ في مدرسة للأفكار المتشددة والمتطرفة داخل هذا المخيم، وهؤلاء الأطفال هم بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي، وحتما سيكونون بمثابة بلاء يجتاح دول العالم، لذا على المجتمع الدولي التصدي لهذه المخاطر، من خلال تضافر الجهود الدولية للسيطرة على الوضع وحسمه بجدية ومسؤولية، قبل أن ينفجر ويجتاح بقاع العالم وليس المنطقة، لأنهم ينتمون إلى مختلف الجنسيات.
الحلول لتلك الأزمة تتمثل في تضافر جهود المجتمع الدولي وتلبية دعوة العراق للمؤتمر، والتوصل إلى نتائج فعالة، والاستعانة بالخبرات الدولية للعمل على دمج تلك العائلات المتواجدة في هذا المخيم بالمجتمعات، وإعادة تأهيل الأطفال ليكونوا جاهزين للاستمرار في بيئة مستقرة، حتى لا تتعرض تلك العائلات لمخاطر الانتقام والثأر في حال العودة إلى مناطق سكنها
ويشير مراقبون للشأن العسكري، الى أن "هناك حاجة فعلية لعقد المؤتمر الدولي الذي دعا له العراق بشأن المخيم، لحل هذه الإشكالية، لأن بقائهم بتلك الصورة يهدد مستقبل المنطقة أمنيا، ولابد للمؤتمر أن يخرج بقرارات ملزمة لكافة الدول للتعاون في غلق هذا المخيم وإنهاء وضعه بشكل قانوني وإنساني".
إجلاء رعايا عراقيين من المخيم
تمّ الاتفاق بشكل أولي على تنظيم إجلاء 150 عائلة شهرياً، وصولاً إلى إنهاء تواجد العراقيين بالكامل
وأكدت مصادر مطلعة، أن وفداً عراقياً من موظفي وزارة الهجرة والضباط، زار مخيم الهول في ريف الحسكة الأسبوع الماضي، بهدف تسريع وتيرة إجلاء الرعايا العراقيين من المخيم.
وبحسب مصادر مطلعة، فقد تمّ الاتفاق بشكل أولي على تنظيم إجلاء 150 عائلة شهرياً، وصولاً إلى إنهاء تواجد العراقيين بالكامل.
يذكر أن مخيم الهول الواقع تحت سيطرة قسد، يضم نحو 26 ألف عراقي من أصل نحو 51 ألفاً، بينهم أكثر من 18 ألف سوري، ونحو 7500 من الأجانب الذين فرّوا من الباغوز والرقة في عام 2019، وتشير المصادر إلى وجود نسبة ولادات عالية شهرياً ما يزيد من أعداد قاطني المخيم.
وتُسرّع الحكومة العراقية وتيرة استعادة مواطنيها من مخيّم الهول، فيما يمكن أن يمثّل إحدى أهمّ خطوات تفكيكه، نظراً إلى تشكيل هؤلاء نسبة كبيرة من أعداد قاطني المخيم.
مشروع "أشبال الخلافة"
وقال خبراء الأمم المتحدة في تقرير نُشِر في وقت سابق، إن "داعش" لا يزال يقود ما بين 5000 و7000 عنصر في معقله السابق في سوريا والعراق.
وأشار الخبراء الذين يراقبون العقوبات المفروضة على التنظيم المتطرف إلى أنه خلال النصف الأول من عام 2023 ظل التهديد الذي يشكله التنظيم الإرهابي مرتفعا في الأغلب في مناطق الصراع".
وأضافت لجنة الخبراء في تقريرها لمجلس الأمن: "قامت المجموعة بتكييف استراتيجيتها والاندماج مع السكان المحليين، وتوخي الحذر في اختيار المعارك التي يتوقع أن تؤدي إلى خسائر محدودة، أثناء إعادة مرحلة إعادة تنظيم صفوفها وتجنيد المزيد من المسلحين من المخيمات في شمال شرق سوريا ومن المجتمعات الضعيفة، بما في ذلك في الدول المجاورة".
ونقلت لجنة الخبراء عن مصدر لم تسمِّه قوله، إن "داعش الإرهابي لا يزال ماضياً في برنامجه "أشبال الخلافة"، لتجنيد الأطفال في مخيم الهول المكتظ، بالإضافة إلى ذلك، هناك أكثر من 850 طفلا، بعضهم لا تزيد أعمارهم عن 10 سنوات، في مراكز الاحتجاز وإعادة التأهيل في شمال شرق البلاد".
رؤية العراق نحو إنهاء ملف المخيم
وفيما يخص مساعي العراق لإنهاء ملف مخيم الهول السوري، بحث مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، بمكتبه في 14 آب 2023، مع السفيرة الأمريكية في بغداد، ألينا رومانوسكي، ملف مخيم الهول السوري والأوضاع الأمنية في العراق والمنطقة، مشددا على "أهمية العمل على تفكيك المخيم وحث الدول وتشجيعها على سحب رعاياها منه".
وكان المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف، كشف عن رؤية حكومة العراق بشأن مخيم الهول في سوريا، مبيناً أن "إنهاء مسألة مخيم الهول أصبحت مصلحة أمنية عليا بالنسبة للعراق لما تحمله من انعكاسات مجتمعية".
وأضاف الصحاف، أن "الحكومة تدعو المجتمع الدولي على حثّ جميع الدول التي لديها رعايا في مخيم الهول بسوريا، إلى سحب رعاياها بالسرعة الممكنة، وإغلاق هذا المخيم الذي تحول إلى بؤرة اجتماعية خطرة".
كذلك أشار الصحاف إلى أن "الحكومة استطاعت نقل 10 وجبات لأُسر عراقية قادمة من مخيم الهول السوري إلى البلاد بواقع 1393 عائلة أي بمعدل 5569 فرداً"، مشدداً على "أهمية استجابة المجتمع الدولي بالتنسيق مع وزارة الخارجية العراقية، لعقد مؤتمر على مستوى وزراء الخارجية، لمناقشة الأهمية الكبيرة لإنهاء ملف مخيم الهول السوري وإغلاقه بشكل نهائي".
ضغوط أمريكية
رومانوسكي طالبت نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، خلال اجتماعها معه بالعمل على إعادة نقل جميع أسر "داعش" من العراقيين المقيمين في مخيم الهول إلى داخل العراق
مشكلة عائلات عصابات داعش في مخيم الهول السوري عادت إلى الواجهة مجددا نتيجة ضغوط أممية وأمريكية وبعض القيادات السنية على حكومة بغداد، لإعادة العائلات العراقية المتواجدة في المخيم منذ سنوات، وسط معارضة بعض القوى السياسية لإعادتهم لكونهم ما زالوا يشكلون خطرا على مدن العراق.
وحسب بيان لوزارة الخارجية العراقية، فإن السفيرة الأمريكية لدى العراق ألينا رومانوسكي طالبت نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، خلال اجتماعها معه بالعمل على إعادة نقل جميع أسر "داعش" من العراقيين المقيمين في مخيم الهول إلى داخل العراق.
وتعد قضية مخيم الهول في الأراضي السورية، عقدة كبيرة تسعى الحكومة العراقية منذ سنوات للتخلص منها عبر حث دول العالم على استعادة مواطنيها في المخيم من جهة وإعادة العائلات العراقية فيه إلى مدنهم الاصلية في العراق من جهة أخرى.
مخيم الهول السوري، يشكل نقطة تحدي في الامن القومي العراقي، خاصة وانه يضم الاف من عصابات داعش مع اسرهم ومن جنسيات متعددة على مقربة من الحدودي، وتحول المخيم الى اجندة مخابراتية غربية هدفها الاول والاخير هو الاضرار بالأمن والاستقرار.
وفي هذا الصدد، أكد القيادي في تحالف الفتح عدي عبد الهادي، أن ضغوط واشنطن اخفقت في تمرير عدة نقاط حول مخيم "الهول" السوري، أبرزها الاعادة الشاملة لكل الاسر دون اي تدقيق أمنى من حملة الجنسية العراقية، بالإضافة محاولتها الضغط باتجاه اعادتها دون عملية تأهيل فكري من اجل الاستدلال على حملة الفكر المتطرف،
واشار الى ان "عودة تلك الاسر تبقى مثار قلق خاصة وأنها تخضع لغسيل ادمغة في الهول السوري من اجل زرع الفكر المتطرف في عقول الاطفال والمراهقين والصبية ضمن سيناريو معد مسبقا من قبل الدوائر المخابراتية الغربية".