طالباني يلتقي المرجعيات في النجف بذكرى تأسيس الاتحاد الكردستاني.. ما جديد السليمانية؟
انفوبلس/..
تصادف اليوم الخميس، 1 حزيران 2023، الذكرى السنوية الثامنة والأربعون لتأسيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، في وقت يجري فيه رئيس الحزب بافل طالباني زيارة إلى محافظة النجف الأشرف للقاء المرجعيات الدينية.
*التأسيس
والاتحاد الوطني الكردستاني هو حزب سياسي ينشط في إقليم كردستان (شمال العراق)، ويتزعمه حالياً بافل طالباني، فيما يُعرِّف نفسه بأنه "حزب اشتراكي ديمقراطي لشعب كردستان العراق". ويؤكد، أن دائرة نشاطه هي في" إقليم كردستان، والمناطق المستقطعة، والمناطق الأخرى من العراق الفيدرالي، وخارج البلاد".
تأسس الاتحاد في الأول من يونيو/ حزيران 1975 في إقليم كردستان من قبل مجموعة من المفكرين والنشطاء الأكراد، من بينهم عادل مراد وفؤاد معصوم وجلال الطالباني.
وجاء تأسيسه في ظل انهيار ما تسمى الثورة الكردية في مارس/ آذار 1975 واستسلام الأكراد للحكومة العراقية نتيجة تخلِّي شاه إيران محمد رضا بهلوي عنهم، وتوقيعه اتفاقية الجزائر مع صدام حسين.
الاتحاد الوطني الكردستاني يقول في موقعه على شبكة الإنترنت، إن ميدان عمله ونشاطه ليس كردستان العراق فحسب، بل العراق كله، وإنه يناضل من أجل "ترسيخ دعائم جمهورية العراق ذات النظام الديمقراطي الفيدرالي البرلماني المُثبَّتة أسسه وقواعد بنائه في إطار الدستور"، لأنه يرى الساحة العراقية جزءاً لا يتجزأ من الميدان الرئيسي الذي يدافع فيه.
ويعتبر الحزب أن ما يُسمّيها الحركة التحرُّرية في كردستان العراق تحتاج -في الوقت الحاضر- إلى الاستمرار في النضال الدستوري والمدني، وأن ظروف العراق ومستقبله وظروف المنطقة، تهدّد هذه الحركة.
*صراع متصاعد
ويشهد الاتحاد الوطني الكردستاني صراعاً متصاعداً على الزعامة منذ أكتوبر/ تشرين أول 2017 بعد وفاة جلال طالباني الذي تولى رئاسة الحزب خلفاً لإبراهيم أحمد.
وأصبح الصراع على الزعامة أكثر وضوحاً بعد القرار الذي اتخذته اللجنة الرئاسية العامة في 11 فبراير/ شباط 2020، باعتماد الحزب نظام الرئاسة المشتركة بدلاً من نظام الأمانة العامة.
وأسفرت نتيجة التصويت في اللجنة الرئاسية عن تعيين نجل جلال طالباني، بافل طالباني وابن عمه لاهور شيخ جنكي طالباني رئيسين مشتركين للحزب، ليتحول هذا الصراع إلى منافسة استهدف فيها الجانبان بعضها البعض بشكل مباشر.
حتى أن الأمر وصل مع بداية نظام الرئاسة المشتركة إلى محاولات كل منهما إلى إجراء تعيينات من شأنها قلب هيكل الوحدات الأمنية التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني لصالحهما شخصياً.
واشتدت حدة وتيرة هذه المنافسة إلى أن وصلت إلى حد ادعاءات بأن لاهور أراد استخدام أحد الجواسيس لتسميم بافل، وتحول الأمر إلى مشهد أراد فيه كل طرف من الاتحاد الوطني الكردستاني تصفية الطرف الآخر بالكامل.
*بيان ذكرى التأسيس
وأصدر الاتحاد الوطني الكردستاني، اليوم الخميس، بياناً في ذكرى تأسيسه، جاء فيه: "يا جماهير شعب كردستان، ذوي شهداء الثورة الجديدة الأماجد وقافلة التضحية الأبدية لشعبنا، أيها الرفاق المناضلون في صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني، مبارك عليكم الذكرى الـ48 لتأسيس اتحادكم والـ 47 لاندلاع الثورة الجديدة، آملين أن تقضوا عيد التأسيس واندلاع الثورة بالأفراح والمسرّات".
وأضاف: "لقد أنار الاتحاد الوطني الكردستاني في ظروف ما بعد النكسة، دروب الظلام، وأعاد شمس الأمل لشعبنا، فقد ضحّى بالآلاف من الشهداء في هذا الدرب المليء بالنجاحات والإخفاقات، ورغم وعورة الطريق، رغم الأنفال والقصف الكيماوي، والتهجير والتعريب، فإنه لم يكلّ ولم يملّ، ولأول مرة في تاريخ الأحزاب الكردية وأوصل النضال إلى قمة انتفاضة التحرير، وأوصله إلى أول انتخابات وتشكيل حكم الإرادة والإدارة لشعبنا، فقد أسّس تجربة أضحت نواةً للحلم الكوردستاني ومركزا لإسقاط نظام البعث الدكتاتوري في عام 2003، بما فيه تحرير جميع أرجاء كردستان".
وتابع: "هذا النضال المديد للاتحاد الوطني، ساهم من خلال وحدة الصف والهدف مع الأحزاب الكردستانية والعراقية، في اعتراف الدستور العراقي الجديد بشرعية التجربة الديمقراطية في كوردستان، وأن يصبح قائد الثورة الجديدة الرئيس مام جلال، أول رئيس جمهورية كوردي منتخب في تاريخ العراق".
وأكمل: "هذه الإرادة النضالية للاتحاد والكوردايتي، وضعت أساسا متينا لخارطة طريق دستورية للمناطق المستقطعة، وللتوافق والتوازن في الدولة الاتحادية، حيث رغم التراجع الذي شهدته الأعوام الماضية ومحاولات الحصار السياسي على تجربتنا، ورغم محاولات خرق مبدأ التوافق والشراكة، إلا أنه لا يزال دور الاتحاد الوطني في العملية السياسية ومركز القرار في بغداد، دورا كبيرا ورصيناً بشهادة الأصدقاء والأعداء، إذ لا يمكن لأي عملية في كوردستان والعراق أن تحقق النجاح دون المشورة والمشاركة الفاعلة للاتحاد الوطني الكردستاني. وهذا الدور الرصين يصبّ دوماً في مصلحة ووحدة صف شعب كردستان، ويستند إلى رغبة قومية ورؤية كردستانية".
وجاء في البيان أيضاً: "أيتها الجماهير الأبيّة لشعبنا، كان الاتحاد الوطني الكردستاني من الناحية التنظيمية تجربة نوعية للنضال المنظَّماتي، ومن ناحية أساليب نضال البيشمركايتي والملاحم والعمليات، كان ثورة فريدة لوطننا. وطوال السنوات الـ 48 من مسيرته، ما يبعث على الفخر أن بصمات الاتحاد الوطني واضحة على مكتسبات شعبنا على مدى ما يقرب الخمسة عقود و32 عاما من الحكم الكردستاني، فاتحاد قائدنا الرئيس مام جلال مرفوع الهامة في هذا الجانب، لدى أضرحة الشهداء".
وأردف: "يا جماهير شعب كردستان، لقد أنجزنا كاتحاد وطني كردستاني مهام عظيمة ومازال أمامنا المزيد لإنجازه معاً بإدامة النضال، ولاسيما أن التحديات التي تواجه شعبنا اليوم من أزمة الديمقراطية والفراغ الدستوري، تُحتِّم علينا الكفاح بذات نَفَسِ الرئيس مام جلال، من أجل وحدة صف شعبنا، تلك الوحدة الحقيقية التي بإمكانها تحقيق المصالح العليا للديمقراطية وإجراء انتخابات عادلة ونزيهة وإعادة ترتيب مؤسساتنا الوطنية، بعد ثلاثة عقود من الحكم ونشوء العديد من الأجيال الجديدة في المجتمع الكردي، لذلك ينظر الاتحاد الوطني الكردستاني باهتمام إلى مسألة وحدة الصف وانتخابات حرّة نزيهة وشفافة تمثل شعبنا بما فيه التمثيل الحقيقي للمكونات، ويعمل لتحقيق ذلك".
واستدرك البيان: "إلى جانب استذكار أمجادنا وملاحمنا، من الأفضل بكثير أن نجعل من ذكرى هذا العام فرصة لإنجاز مهام المرحلة الجديدة من الإصلاح الحقيقي وإعادة التنظيم ومصالحة الجماهير التي هي مصدر القوة الأبدية للاتحاد الوطني الكردستاني لتحقيق الأهداف البعيدة المدى (السلام، الديمقراطية، حقوق الإنسان، حق تقرير المصير)".
وأتمَّ البيان: "لنجعل من ذكرى تأسيس الاتحاد الوطني عيداً للتسامح، ونُسعِد بذلك أرواح شهدائنا. ولنجعل منها مناسبة لتكريم نضال الرفاق العتيدين وتفعيل المشاركة الأوسع لشابات وشباب المستقبل، حيث يُبنى المستقبل لهم وبهم، لأن مسار الأحداث أثبت للجميع أن المهام الصعاب لخدمة جماهير الشعب في كوردستان والعراق لا يمكن إنجازها بدون الاتحاد الوطني، لأن (الاتحاد الوطني الكردستاني هو الخندق الرصين للنضال من أجل مستقبل كوردستان والعراق أجمع)".
*زيارة النجف
وتزامناً مع الذكرى الـ48 لتأسيس الاتحاد الكردستاني، فإن رئيس الحزب بافل طالباني، يجري زيارة إلى محافظة النجف الأشرف للقاء عدد من المرجعيات الدينية.
ويوم أمس، وصل إلى النجف الأشرف رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني في زيارة هي الأولى من نوعها للمحافظة، فيما كان باستقباله النائب الأول للمحافظ، هاشم الكرعاوي.
واستهلَّ طالباني، زيارته بلقاء المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض.
وذكر مصدر في مكتب المرجع الفياض، أن "الجانبين عقدا اجتماعا مغلقاً".
ومن المرجّح أن يزور الوفد الكردي برئاسة طالباني، مراجع دين آخرين في النجف.
*هدف الزيارة
وبحسب مصادر سياسية مطلعة، فإن "طالباني سيناقش مع مراجع النجف عدة ملفات أبرزها الموازنة المالية وما يتعلق بحصة إقليم كردستان والخلاف السياسي حولها".