عداي الغريري يعتدي مجددا ويثير الفتنة الطائفية بالدفاع عن يزيد بن معاوية في شهر محرم
انفوبلس/..
لم تكن المرة الأولى التي يقوم فيها خطيب جامع عمر المختار بمنطقة اليرموك في بغداد، عداي الغريري، بطرح معلومات تغذي الخلافات العقائدية وتحرف مسار الحقائق التاريخية، إذ تناول هذه المرة القضية الأكثر وضوحا في تاريخ الأمة الإسلامية وهي تورط يزيد بن معاوية بقتل الإمام الحسين عليه السلام، حيث حاول الشيخ عداي الغريري تبرير الجريمة ونسب الموضوع إلى قادة الجيش الأموي في إشارة إلى عدم علم يزيد بقتل الإمام عليه السلام.
وتجاهل الغريري، ما ذهب إليه علماء الشيعة والکثير من أهل السنة، باعتبار أن يزيد هو الذي أمر بقتل الإمام الحسين عليه السلام، وحسب المصادر السنية لم يأمر يزيد بقتل الإمام مرة واحدة، بل أمر به مرتين، فلا يخفى علی أحد أن المجرم الرئيسي في هذه القضية هو يزيد بن معاوية.
واعتبر الغريري، في خطبة ألقاها بجامع عمر المختار بمنطقة اليرموك، أن "جيوش الشام وصلت إلى كربلاء بقيادة عمر بن سعد والحصين بن النمير وشمر بن ذي الجوشن، وقد أوصوا أن يرفقوا بالحسين ولم يريدوا قتال الإمام بأمر من قيادة الشام (يزيد) مؤكدا أن "يزيد بن معاوية لم يوصِ بقتل الحسين عليه السلام وأن يرفقوا به".
وأضاف، أن "الإمام الحسين لما وصل منتصف الطريق بين العودة إلى مكة أو الوصول إلى العراق، فخير قادة الجيوش الثلاث بين ثلاثة خيارات وهي إما الذهاب إلى الشام ومقابلة يزيد، أو العودة إلى مكة أو الوصول إلى ثغر من ثغور العراق".
وتابع، أن "قادة الجيوش التي واجهت الإمام الحسين، رفضت الخيارات التي وضعها الإمام الحسين، وطلبوا منه النزول على حكم عبيد الله بن زياد لأنه هو الوالي للخليفة".
وأشار الغريزي، أن "الأمة الإسلامية في سنة 61 للهجرة أثناء ثورة الامام الحسين "ع" عانت في أوجها وأعظمها وجيوش المسلمين كانت تدخل في الإسلام أفواجاً".
بعد تبرئة يزيد بن معاوية من جريمة مقتل الإمام الحسين وأصحابه وأهله في كربلاء، بادر الغريري في خطبته باتهام من وجهوا الدعوات للإمام الحسين "ع" بمقتله، حيث أشار إلى أن "الذين قتلوا الحسين هم الذين أخرجوه ثم لم يناصروه
وبعد تبرئة يزيد بن معاوية من جريمة مقتل الإمام الحسين وأصحابه وأهله في كربلاء، بادر الغريري في خطبته باتهام من وجهوا الدعوات للإمام الحسين "ع" بمقتله، حيث أشار إلى أن "الذين قتلوا الحسين هم الذين أخرجوه ثم لم يناصروه، وأن قتلة الحسين الحقيقيين هم الذين بايعوه ثم خذلوه".
وفي هذه الخطبة التي تناول فيها عداي الغريري، قضية مقتل الإمام الحسين "ع" وأصحابه، أراد فيها أيصال ثلاث رسائل، أولها هي “تبرير موقف يزيد بن معاوية من مقتل الإمام الحسين عليه السلام، والثانية هي اعتبار الإمام الحسين أنه كان سببا في تعطيل انتصارات وفتوحات الدولة الأموية، والثالثة رمي تهمة قتل الإمام الحسين في كربلاء على أنصاره وشيعته من أهل العراق".
سوابق في تحريف الحقائق
لم يكن هذا الظهور للغريري، هو الأول من نوعه في مسار الطائفية الدينية، وتحريفه الحقائق التاريخية والعقائدية، إذ ظهر في وقت سابق، ومن على المنبر، بمقطع فيديو وهو يطرح تساؤلا غريبا عن مراجع الشيعة، مفاده: "لماذا لم يذهبوا إلى الحج؟"
ولم يكن هذا الظهور للغريري، هو الأول من نوعه في مسار الطائفية الدينية، وتحريفه الحقائق التاريخية والعقائدية، إذ ظهر في وقت سابق، ومن على المنبر، بمقطع فيديو وهو يطرح تساؤلا غريبا عن مراجع الشيعة، مفاده: "لماذا لم يذهبوا إلى الحج؟" وصنّفه بأنه سؤال "استفهامي غرائبي"، في خطوة أثارت جدل كل من له إلمام بالموضوع كون أن الكثير من المراجع قد ذهبوا إلى الحج، وما سؤال "الغريري" هذا إلا انتقاصا منهم أو "جهله" بالتاريخ لتتوالى الاستفهامات بعد ذلك، "كيف لرجل دين أن يزيّف الحقائق ويثير النعرات الطائفية وهو لا يمتلك أي معلومة أو خلفية على ما يتحدث به؟".
إمام جامع اليرموك لا يستخدم المنبر لنشر المفاهيم الإسلامية والتعريف بدين الرحمة والإنسانية، بل يحرص دائما على إثارة النعرات الطائفية والحنين إلى مربع التفرقة بين المذاهب، يتخذ من جامع اليرموك مقرا لترويج المعلومات المغالِطة وبثّ سموم الحقد والكراهية، حتى وصل إلى مرحلة تزييف تاريخ مراجع باقي المذاهب وطرح تساؤلات صنّفها الجميع بأنها طائفية.
أصوله ونشأته
وينحدر الغريري، من منطقة اللطيفية جنوبي العاصمة بغداد، مُنح شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية، سطع نجمه في العاصمة، بسبب خطبه التي يقدمها باللهجة العامية، وبأسلوب عصبي غالباً، كما أن الموضوعات التي يتناولها فيها خطاب تحريض وكراهية ومعلومات تاريخية مغلوطة.
وسطع نجم الغريري، بعد العام 2014، عندما استقبل جامع عمر المختار، مئات النازحين من محافظات الأنبار، وصلاح الدين، وديالى، ليطلق حملة مساعدات واسعة، لاقت صدى كبيراً حينها.
صنع الغريري، بمثل تلك المقطوعات، التي يصوّرها وينشرها على قناته في اليوتيوب، مادة دسمة، لمتصفحي موقع "تيك توك" للمقاطع الصغيرة، فضلاً عن تحفيز سوق الانتقادات وإبداء الرأي.