عمر الدبوس يحلّق خارج العراق بملفات "تُحيّر العقول".. النزاهة تحطّ على مقارّه وانفوبلس تستعرض صفقاته
انفوبلس/ تقارير
لم يختص الفساد بمحافظة دون أخرى، إلا أن ما حصل من سرقات لاسيما في محافظة الأنبار "يُحيّر العقول"، حيث لا يمضي أسبوع واحد إلا وظهر فساد جديد في هذه المحافظة، كان أخره هروب مدير بلدية الرمادي عمر الدبوس إلى خارج العراق، بعد إدانته بالعديد من ملفات الفساد معظمها يتعلق بملف الأراضي الشهير في الأنبار، الأمر الذي جعل قوة من النزاهة تداهم مقره في الرمادي، فمَن هو الدبوس ؟ وما هي الاتهامات الموجهة إليه على خلفية الفساد في مديرية البلديات؟.
*مَن هو ؟
عمر مشعان الدبوس، سياسي سُني وأحد أذرع الحلبوسي في الانبار، يشغل منصب مدير بلدية الرمادي، وأُوكِلَت إليه العديد من المهام التي فشل فيها لاحقا.
اشتهر الدبوس، بأنه عرّاب كومشنات قطع أراضي الوفاء الشهيرة، وتمت إدانته فعلياً بالفساد، بعد استيفائه مبالغ مالية من المشمولين بطريقة غير قانونية، كما سيتم تفصيله لاحقا.
*أبرز التهم الموجهة إليه
لعل من أبرز التهم الموجهة إلى الدبوس، هي تلك التي تتعلق بتخصيص قطع أراضي نقابة المهندسين بطريقة وهمية، حيث تم تخصيص قطع أراضٍ من قبل نقابة المهندسين فرع الأنبار (جمعية إسكان المهندسين الوهمية) بتاريخ ٢١/٩/٢٠٢١ وعلى النحو الآتي:
- ١٤٠ قطعة أرض في ناحية الوفاء بمبلغ مليونين وخمسمائة ألف دينار.
ـ ١٨ قطعة أرض في ناحية الطاش بمبلغ ثلاثة ملايين دينار
*أبرز صفقاته في البلديات
ووفق ما كشفه الصحفي الاستقصائي أزهر شلال، فإنه تم تخصيص الأراضي أعلاه من قبل بلدية الرمادي وأن المبلغ المفترض هو ١٨٠ألف دينار فقط رسوم الدولة الحقيقية، في حين يتم قطع الوصولات بمبلغ مليونين وخمسمائة ألف دينار.
ويضيف شلال، "لغاية هذا اليوم لم يستلم أصحاب الأراضي استحقاقهم والآن قام بعضهم برفع دعاوي قضائية على نقابة المهندسين والنقابة تمارس الضغط على المشتكين بتسوية القضية لمنع تشجيع باقي المواطنين الذين لم يستلموا قطعهم بالشكوى ضدهم".
*فساده مع عصام الفهداوي وفراس الفهداوي.. مَن هم؟
ويؤكد الصحفي أزهر شلال، أن مداهمات النزاهة اليوم طالت أيضا، منازل كل من مدير بلدية الصقلاوية فراس عبد الخلف الفهداوي، ومسؤول المالية في بلديات الانبار عصام علي خلف الفهداوي.
وعقب مداهمة منزل المسؤولين أعلاه، أكدت مصادر مطلعة، أن الدبوس على علاقة وثيقة بفراس وعصام، وهنالك تعاون وثيق بينهم فيما يخص فساد قطع الأراضي.
*النزاهة تداهم مقره
وعقب سلسلة من عمليات الفساد، أقدمت اليوم قوة من النزاهة على مداهمة مقر الدبوس في الرمادي.
وقال مصدر أمني، أن النزاهة حطّت على ملفات فساد تُدين مدير بلدية الرمادي عمر دبوس، ونفذت حملة دهم على مقاره في الرمادي، لكنها لم تتمكن من القبض عليه لغاية الآن بعد هروبه خارج العراق.
*ليست المداهمة الأولى !
في أغسطس الماضي، أفاد مصدر أمني ، بمداهمة منزل مدير دائرة بلدية الرمادي.
وقال المصدر، إن "قوة أمنية قادمة من بغداد داهمت منزل مدير دائرة بلدية الرمادي، عمر مشعان دبوس، إثر تورطه بملفات فساد في آلية توزيع قطع الأراضي واستيفاء مبالغ مالية من المشمولين بطريقة غير قانونية ".
*فساد بلديات الانبار
وفي وقت سابق من العام الحالي، أعلنت هيئة النزاهة الاتحاديَّة، عن ضبط مُدير حسابات بلديَّات محافظة الأنبار وأربعة مُتَّهمين آخرين، وإعادة أكثر من ملياري دينارٍ تمَّ اختلاسها من مبالغ قانون الأمن الغذائيِّ.
دائرة التحقيقات في الهيئة أكَّدت أنَّ فريق عمل مكتب تحقيق الهيئة في الأنبار، بعد تلقيه معلومات بخصوص وجود حالات اختلاس، قام بزياراتٍ إلى المصارف الحكوميَّة ومُديريَّة بلديَّات الأنبار وعددٍ من دوائر البلديَّة في المُحافظة، وإجراء أعمال التقصي والتحرّي والتدقيق والتحقيق والاطلاع على كشوفات المصارف وأوليَّات المبالغ المُخصَّصة ضمن قانون الأمن الغذائيِّ، حيث تمخَّض عن تلك الجهود الكشف عن اختلاس مبالغ الفروقات المُخصَّصة لأصحاب العقود وفق القرار (315).
وأضافت الدائرة إنَّ الفريق نجح في إعـادة مبلغ (2,284,000,000) مليار دينارٍ تمَّ سحبه من قبل مُدير حسابات بلديَّة الرطبة ولجنة الصرف فيها مُنْذُ شهر أيلول 2022، ولم يتم توزيعه بين مُستحقّيه، لافتةً إلى أنَّ مدير حسابات بلديَّات الأنبار قام بتزويدهم بالمبلغ المذكور عن طريق إحدى الصيرفات في مدينة الرمادي.
وأوضحـت أنَّه تمَّ ضبـط مديـر حسابات بلديَّات الأنـبار وثـلاثـة مُوظَّفيـن في بلديَّة الرطبة وصاحب الصيرفة الذي يقوم بتوجيه المُتَّهمين بتسلُّم مبالغ من قبله، كما أسفرت العمليَّة عن ضبط مبلغ مليار دينارٍ في داره أثناء تفتيشه وفقاً لمُذكَّرةٍ قضائيَّةٍ، فضلاً عن ضبط سجلاتٍ وجهاز لابتوب.
*ردود فعل
وعقب المداهمات على منازل الدبوس ومعاونيه، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل مؤيدة لهذه الخطوة، ومطالبة بالقبض على جميع من تثبت بحقه ملفات فساد.
وفي هذا السياق، قال أحد المدونين، "عمل جيد بلا شك، نتمنى مداهمة منزل ومكتب كل مدير بلدية وكل مدير دائرة تسجيل عقاري وكل مدير تقاعد ووو...". ثم علّق آخر، "لدينا عشرات وربما مئات الآلاف ممن تضخمت أموالهم بصورة فلكية بعد أن كانوا في أيام النظام السابق لا يملكون غير دنانير معدودة!".
في حين قال مدون آخر، "اريد البشارة الكبرى باعتقال مدير البلدية وأخيه حيتان سرقة الأراضي في الانبار".