عيسى الساير يبرز كبديل للحلبوسي.. ماذا تعرف عن قائد "حماس العراق" الذي كان يُسمّي الجيش العراقي بـ "جيش الكفار"؟
انفوبلس/ تقارير
يبدو أن مخاوف العراقيين بشكل عام والأنباريين بشكل خاص قد تحققت، فلقد عاد مَن عارض الجميع عودته، فبديل الحلبوسي بحسب مفوضية الانتخابات هو زعيم ميليشيا متهمة بارتكاب جرائم فظيعة بحق العراقيين، كان يشغل منصب قائم مقام الفلوجة ويعتبر ذراع رافع العيساوي وطارق الهاشمي. فمَن هو عيسى الساير قائد حماس العراق الذي تلذَّذ بقتل العراقيين ورُشِّح الآن لمنصب رئيس برلمانهم؟.
*مَن هو ؟
عيسى الساير، شخصية سياسية سُنية مثيرة للجدل، شغلَ منصب قائم مقام الفلوجة خلال الفترة التي شهدت دخول الإرهابيين إلى المدينة، بعدما كان سبباً بقتل مئات العراقيين، خلال عمليات تصفية، راح ضحيتها العديد من الأبرياء، وفق ما يقول بعض الأهالي.
كان الساير، أحد قيادات الحزب الإسلامي، الذي ـ وبحسب مصادر أمنية ـ "يقوم بمخطط كبير، عبر أفراد الحزب في محاولة لتفجير الأوضاع الأمنية بالمناطق الغربية، للانقضاض على مقدّراتها والتحكم بمواردها التي فقدها بعد تسببه بالدمار والخراب الذي لحق بالمدينة خلال السنوات الماضية".
وإلى جانب ذلك، تقول مصادر مقرّبة من الحزب الإسلامي عن الساير، إنه "قتل الكثير من العراقيين، والضبّاط في الجيش العراقي الذي كان يسميه (جيش الكفار)". مشيرةً إلى، أن "الساير لم تقتصر جرائم قتله ومَن معه على ضباط الجيش العراقي السابق، بل وصل قتله إلى الكثير من علماء الدين المختلفين معه".
*بديل للحلبوسي
وفي خضم الصراع السُنّي الذي أعقب إنهاء عضوية محمد الحلبوسي من البرلمان، تداولت أوساط نيابية، هوية المرشح الذي سيشغل عضوية المقعد البرلماني للدورة التشريعية الخامسة في مجلس النواب بديلا للحلبوسي.
وأوضحت تلك الأوساط، أن "العضو الجديد هو مرشح المشروع العربي ضمن تحالف العزم في الدائرة الأولى بمحافظة الأنبار عيسى ساير مضعن العيساوي".
*قائد حماس العراق
ينتمي الساير لكتائب حماس العراق ثم أصبح قائدا عليهم، وبمعيتهم نفذ جرائم القتل، وسبّب المعاناة لكثير من أبناء الأنبار، ومدينة الفلوجة تحديداً"، ومع تحرك الساير إلى جانب مَن معه في الحزب الإسلامي حالياً، لإعادة الخراب إلى الأنبار، تذكّر الأنباريون جراحات الماضي، التي تسبب بها أفراد الحزب الإسلامي، وعناصر كتائب "حماس العراق" معبرين عن خشيتهم من العودة إلى هذا المربع بحال وقع الاختيار على الساير رئيسا للبرلمان.
وفي العودة إلى الوراء قليلاً، يجد المواطن الأنباري حائراً، أن "الجرائم التي ارتكبتها حماس العراق، بتوجيه عيسى الساير، بقيَت طي الكتمان، على الرغم من قتل مئات الضباط، بأوسع عمليات للتصفية".
فيما تكشف محاضر التحقيق السابقة الموجودة في دور القضاء، ومراكز الشرطة، أن "حماس العراق تورطت في العديد من الجرائم التي استهدفت العراقيين، وقتلتهم قبل سنوات".
*تاريخ أسود
قاد عيسى الساير أكبر وأوسع عمليات التصفية داخل قضاء الفلوجة، بدعم من قيادات الحزب الإسلامي، الذي كان يحاول الانقضاض على زمام الأمور في محافظة الأنبار بأي وسيلة كانت، إذ راح ضحية تلك العمليات مئات من الضباط في حينها.
وحصلت قوة أمنية على رزمة مهمة للغاية تحتوي على محاضر تحقيق وشهادات من صالات المحاكم العراقية ومن دوائر الشرطة والقضاء في العراق وهي خاصة بجرائم (كتائب حماس العراق) لمؤسسَيها طارق الهاشمي ورافع العيساوي المتهمَين بالإرهاب، والذي يُعد الساير الذراع الأيمن لهما.
وتتعلق تلك المعلومات بالجريمة المنظمة لقتل عدد من العراقيين وبطرق مخزية، أي جرائم إبادة بحق الإنسانية، ويعاقب عليها القانون وتعتبر جرائم من اختصاص محكمة الجنايات الدولية.
*ذراع طارق الهاشمي ورافع العيساوي
وفي تصريحات سابقة، أكد النائب عن محافظة نينوى عبد الرحمن اللويزي، أن رافع العيساوي وطارق الهاشمي وبعض القيادات الأخرى – في إشارة إلى ذراعهم عيسى الساير - هم من يقودون منظمة حماس العراق الإرهابية المتورطة في سقوط الموصل وقتل الجنود والمواطنين".
ودعا اللويزي سابقا، أجهزة الأمن العراقية إلى التحرّي عن الوجه السياسي لرافع العيساوي وطارق الهاشمي وبعض القيادات الأخرى ممن يقودون منظمة حماس العراق الإرهابية.
*عودة الساير للمشهد السياسي
كان محافظ الأنبار علي فرحان الدليمي قد أعفى الساير من منصب قائممقام الفلوجة عام 2019 لاعتبار انتخابه من قبل مجلس القضاء مخالفاً للقانون، لكن وثيقة ظهرت لاحقا تفيد ببتّ القضاء العراقي بعودة الساير إلى منصبه كقائم مقام للفلوجة، في خطوة فجّرت غضب العراقيين بصورة عامة والأنباريين بصورة خاصة، لكون الساير من أبرز الشخصيات المرتبطة بالإرهاب، وعليه الكثير من التهم والعلامات السوداء في تاريخه.
وبعد التمهيد بعودته إلى الانبار، فجّر تحالف السيادة بقيادة خميس الخنجر غضب العراقيين مجددا، بعد أن طرح اسم الساير ضمن المنافسين للظفر برئاسة البرلمان، عاصباً عينه عن الجرائم التي ارتكبها ولا زال يوجه بها بحق كل من يعارضه أو يكتب ضده.
*شراء المنصب
الصراعات السُنية - السُنية هي صراع مصالح على النفوذ في المحافظات ومجلس النواب، وفق ما يراه رئيس مركز العراق للدراسات غازي فيصل.
ويقول فيصل، إن هناك ظاهرة خطيرة شهدها مجلس النواب في مراحله المختلفة هي شراء نواب من خلال دفع مبالغ لنواب من أجل تكوين كتلة معينة والانضمام إليها والخروج من أحزابهم السابقة. مبيناً، إن "ما يجري هو لعبة سياسية تذهب لخلق تجاذبات واستقطابات لتغيير الخريطة السياسية على سبيل مجلس النواب أو المحافظات ضمن إطار الاستحواذ على المواقع الحيوية للنفوذ واتخاذ القرار".
وأضاف، إن "ما يجري هو صراع على رسم خريطة سياسية في إطار السلطات الثلاث وخصوصاً مجلس النواب والمجالس المحلية لاحقاً وإذا ما تم تحقيق انتخابات لتهيئة ظهور تحالفات سياسية مختلفة توظَّف لهذا الطرف أو ذاك".
في حين يرى مراقبون، أن القيادات السُنية، تحوّلت من شراء النواب إلى شراء المناصب، فرغم أن منصب رئيس البرلمان هو من استحقاق المكون السُني، إلا أن قوى وأحزاب هذا المكون تختلف فيما بينها، فيتم اللجوء إلى ما يشبه المزايدات وبالتالي بيع ذلك المنصب إلى الكتلة أو الحزب الذي يدفع مبلغاً أعلى.