غيث التميمي يقرّ على الملأ بأنه مأجور.. أكاذيب ملفقة وسلوك يؤشر معاناته من اضطرابات عقلية
انفوبلس/ تقارير
قُل عنها ما شئت، اضطرابات هرمونية، عقلية، أو خيبة أمل من "تضييعه المشيتين" فلا سياسي تثق به الأحزاب السياسية، ولا علماني فتحت له أبواب المدنية، ادّعى أنه إسلامي فطُرد من التيار الصدري، ثم قال أنا صحفي، فأُغلقت الصحف الرصينة بوجهه، متلون ومتقلب كما يوصف، لا أحد يستقبله سوى محطات أو منصات قليلة تستفيد من تخرصاته للطشّة على مواقع التواصل، وهذا ما حدث بالفعل قبل يومين بعد أن خرج وأقر بأنه مأجور ثم أعقب ذلك بسلسلة من الأكاذيب عن حياته وعمله، فماذا قال غيث التميمي بالضبط؟ وماذا تعرف عن تاريخ السياسي والديني؟ إليك التفاصيل الكاملة في هذا التقرير.
مضطرب يقر بأنه مأجور
قبل يومين، أثار الناشط والسياسي المعروف غيث التميمي التكهنات، حول أنه مضطرب هرمونيا أو عقليا، بعد أن تحدث في مساحة عبر منصة "إكس" كلام أدان فيه نفسه ثم لحقه بمغالطات تاريخية ولفق الكثير من الأكاذيب عن حياته وعمله.
إذ قال التميمي خلال، "أنا شخص صحفي، اتخذ من الكلمة وسيلة للأكل والشرب، وتأمين حياتي أيضا".
وأضاف، "المدونون والمعلقون على حسابي في منصة إكس دائما ما يقولون لي بأنك مأجور، والحقيقة أنا كذلك، أنا مأجور بالفعل ولكن أجوري عالية!".
وأكمل التميمي، "لم أنكر بأنني مأجور، ولا أتردد بإعلان ذلك ولا أستحي منه أيضا".
وواصل التميمي تخرصاته، وذهب إلى أبعد من ذلك، عندما زعم قاسماً بالله الذي أعلن أكثر من مرة عدم إيمانه به بأنه "قبض 35 ألف دولار على مقابلة ظهر بها وتكلم مدة 45 دقيقة. ثم ذهب أبعد من ذلك أيضا عندما زعم أن الشخص الذي دفع له هذا المبلغ تعرض لـ"السب" منه في وقت سابق.
حياته السياسية
بعد حديثه أعلاه، وجملة الأكاذيب التي أطلقها، وإقراره بأنه مأجور، سلطت شبكة انفوبلس الضوء على التميمي وتاريخه المزيف، حيث كان بعد عام 2003 جزءاً من التيار الصدري، وشغل منصب رئيس (مؤسسة الحضارة لتطوير الثقافة والإعلام- بغداد).
في عام 2004 جرت أول انتخابات داخلية داخل التيار الصدري وفاز بأغلبية الأصوات وتم تعيينه المسؤول الثقافي والإعلامي في التيار الصدري، وكان يظهر على شاشات التلفزيون بشكل مكثف خصوصاً أيام احتدام المعارك في مدينة النجف بين جيش المهدي والقوات الأمريكية في نيسان 2004.
أصبح التميمي فيما بعد يخوض المفاوضات مع القوات الأمريكية ممثلاً عن التيار الصدري أيام المستشار الأمريكي بول بريمر. لكن علاقاته ساءت مع التيار الصدري بسبب أحد تصريحاته في إحدى اللقاءات التلفزيونية على قناة الحرة نهاية عام 2005.
انتقل فيما بعد إلى منطقة شارع فلسطين وتعرض حينها إلى محاولتي اغتيال من قبل جيش المهدي بسبب خلافاته مع بعض قياداته في ذلك الوقت، انتهت بمقتل أحد أبنائه.
تم اعتقاله مع مجموعة من قيادات التيار الصدري من قبل القوات الأمريكية سنة 2006، وتم إيداعه في سجن بوكا في البصرة حتى شهر نوفمبر 2010، حيث تم إطلاق سراحه مع آخر المعتقلين لدى القوات الأمريكية قبل انسحابها من العراق.
يُعرف عنه سياسيا بأنه متلون، وكثير التقلبات، لا صاحب لديه ولا صديق، طعن بالصدر رغم احتضان الأخير له، وتقرب من أحزاب إسلامية كان دائم الانتقاد لها، لا رأي ثابت له، فهو وبحسب مقربين منه، همّه بل ودينه الأموال وهذا ما أكده بنفسه عندما اعترف بأنه مأجور.
حياته الدينية
قام التميمي عام 2011 بتأسيس "المركز الوطني للتقريب الديني" وهي مؤسسة تعنى بحوار الأديان والتقريب بين المذاهب الإسلامية، وفي عام 2014 أسس "المركز العراقي لإدارة التنوع" وهو تطوير للمركز الوطني للتقريب الديني.
يقيم التميمي في لندن منذ تموز سنة 2015 ويعقد اللقاءات الصحفية والمقابلات التلفزيونية التي ينتقد فيها أحزاب الإسلام السياسي الحاكم في العراق منذ 2003 ويدعو لإقامة الدولة المدنية العادلة بعد مغادرته التيار الصدري.
لفق التميمي العديد من الأكاذيب بشأن حياته الدينية، وادعى في كثير من المناسبات أنه كان مقربا من الشهيد الصدر، لكن الحقيقة تقول إن التيار الصدري طرده ولم يكن حتى قبل الطرد يتمتع بالمكانة التي يزعم بها الآن.
أبرز تقلباته ومغالطاته واضطراباته
ـ في 26 أبريل 2016، شن التميمي هجوما حادا على زعيمه السابق مقتدى الصدر مطلقاً عليه سيلا من الأوصاف اللاذعة. وخاطب التميمي أتباع الصدر قائلا: "اعلموا أن قائدكم من ورق، واعلموا أن عمامة مقتدى الصدر من ورق، واعلموا أن اسمه من ورق، وأنه بعيد كل البعد عن تضحية الإمام الحسين" وفق موقع عربي 21.
ـ في ديسمبر 2018 شن غيث التميمي هجوما لاذعاً على الزواج الإسلامي الذي أراد بعض رجال الدين إقراره في البرلمان العراقي.
في أبريل عام 2019 هاجم قانون قدسية محافظة النجف والذي تبناه مجلس محافظة النجف والشخصيات النافذة والقوية داخل المدينة، ما أثار الكثير من ردود الفعل في الاوساط الدينية والسياسية بقوله: "إنه لا وجود لشيء مقدس في القرآن غير الله». وأضاف أن «تراث الشيعة يتحدث عن النجف الأشرف المدينة وليست المقدسة"، قائلاً "لم يُسمع عن النبي أو الإمام علي عليه السلام عن تقديس القبور والمقامات". ومضى قائلا أن "قانون القدسية هو إساءة للنجف"، مخاطباً المحافظ بالقول: "مهمتك تنظيف النجف من الأوساخ وليس مراقبة النساء" بحسب تخرصاته.
تاريخ التميمي الحقيقي الذي لا يذكره
في عام 2019 تناولت الكثير من المواقع الالكترونية خبر إبعاد وطرد غيث التميمي من بريطانيا، وأكدت تلك المواقع أن تاريخ التميمي إجرامي كونه أقدم على قتل المئات من الطائفة السنية في أعوام 2005, 2006, 2007.
وذكرت المواقع آنذاك، "بعد تدقيق ملف التميمي وسجله الإجرامي في بريطانيا من قبل جهات أمنية واستخباراتية قررت بريطانيا طرده وحاول في بداية الامر تمويه السلطات البريطانية بأنه علماني وأنه ملحد ولا يعترف بالإسلام ولكن سرعان ما كشفت الجهات الأمنية البريطانية حقيقته".
ويُتهم التميمي بأنه وأثناء تواجده في بريطانيا قام بانتهاك القوانين البريطانية من خلال اعتدائه على فتيات عراقيات حيث قام بالتحرش بالكثير من النساء الامر الذي جعل الكثير منهن يتصلن بالشرطة لتقديم شكاوى ضده علاوة على ضبطه وهو يقوم بأفعال شنيعة إلى المثليين.
فاشنست سياسي
يقول الصحفي والمؤلف عدنان أبو زيد في مقال له، "مصير الفاشنست السياسي مثل نهاية غراب البين الذي ضيّع المشيتين، فقد أراد هذا الغراب أن يقلد مشية العصفور فنسي مشيته، المقال يتعلق بغيث التميمي، الذي نزع العمامة متصوراً أن العالم العلماني سينصّبه فارساً. لكنه حين فشل، أوغل كثيراً وطرح نفسه ملحداً، فلم يعد يطيقه حزب يمنحه ثقته ولا مذهب يركن إليه، وانتهي به الأمر إلى مقاهي الفضائيات التي تحاور الفاشنستات السلكونيات، عاجزاً عن تفريغ ذاكرة الناس عن كونه كان معمماً في يوم ما".
ويضيف، "اعتدنا على مشاهدة الفاشنستات في صالونات الحلاقة وبؤر العلاقات الخاصة، والليالي الحميمية فقط، أما الفانشيت السياسي فهو يتسلل إلى فضاءات الطشة، مستخدما أساليب الإغراء نفسها لجذب انتباه الجماهير".
ويتابع أبو زيد في مقاله، "تُركز الفاشينيستا على عرض مفاتنها الأنثوية، بينما يُجيد الفاشنست السياسي استعراض مواهب تُؤدي نفس الغرض في لفت انتباه العواطف البسيطة، فمن خلال المواقف الغريبة والأفكار الانحرافية والطروحات العائمة التي لا تتفق مع النسق العام، يحاول الفاشنست السياسي، جذب الأنظار إليه".
ويبين، "يُطلّ الفاشنست السياسي على الجمهور عبر الفضائيات في حوارات مع مذيعين متخصصين في التحاور مع الفاشنستات، والفنانات والراقصات وبائعات الهوى ومطربات الليل، فمثل هذا الصنف لا تستضيفه الفضائيات الناضجة والمحترفة، بل نوافذ التسويق الإعلاني والمحتوى الهابط".
ويختم مقاله بالقول: إنّ "الفاشنست السياسي ظاهرةٌ ليست خطيرة لأنها تؤثر على المغفلين فقط، وعدا غيث التميمي، هنالك الكثير".