فؤاد حسين مجددا.. اجتماع ثلاثي غامض يثير الشكوك والقلق.. السعودية تتوسط بين بغداد والكويت والخارجية "تتكتم"
انفوبلس/ تقارير
دون سابق إنذار، أو حتى بيان رسمي يبين ملامح الجلسة الغامضة، اجتمع وزير الخارجية فؤاد حسين مع نظرائه في السعودية والكويت، ورغم أن المخرجات مبهمة، إلا أن مصادر كشفت عن قيادة الرياض لحراك للتوسط بين بغداد والكويت بغية حل المشاكل العالقة، وفي الوقت الذي أفصحت فيه السعودية عن تفاصيل جانب من اللقاء، لم تُبدِ الخارجيتَين العراقية والكويتية أي معلومة، وهو ما دفع كتلا سياسية في العراق للتشكيك بنوايا اجتماع حسين الغامض والمطالبة بالتوضيح. فما تفاصيل القصة؟ وما الذي تسعى إليه السعودية للتوسط فيه بالتحديد؟
مصادر تفضح المستور
يوم أمس، كشفت مصادر مطلعة، عن توسط السعودية بين العراق والكويت لإنهاء الخلافات بينهما.
وقالت المصادر، إن "وزراء خارجية كل من العراق والكويت والسعودية، يعقدون اجتماعات الآن في الرياض بعد وساطة سعودية لحل الخلافات بين حكومتي بغداد والكويت"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وتُعد مسألة ترسيم الحدود واتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبد الله من أهم المشاكل بين العراق والكويت.
السعودية تكشف جانبا من اللقاء
اليوم الخميس، كشفت السعودية رسيما تفاصيل جانب من اللقاء، وقالت إن العاصمة الرياض احتضنت مباحثات جمعت وزير الخارجية السعودي الأمير “فيصل بن فرحان”، والعراقي “فؤاد حسين”، والكويتي “عبدالله علي اليحيى".
وذكرت الخارجية السعودية في بيان على منصة (إكس)، أنه جرت خلال المباحثات: “مناقشة سُبل تعزيز وتطوير أوجه التعاون في العديد من المجالات”، كما تطرق الوزراء إلى "أهمية تكثيف التنسيق الثنائي والمتعدد الأطراف في القضايا ذات الاهتمام المشترك".
ويأتي اللقاء بعد أيام من اجتماع الأمير “فيصل بن فرحان” مع “عبدالله اليحيى” في “الكويت”، الأحد الماضي، وإصدار إعلان عن مخرجات الاجتماع الثاني لـ”مجلس التنسيق السعودي-الكويتي".
وقال الإعلان حينها، إن الجانبين أكدا على: “أهمية التعاون في المجالات السياسية والتنسيق المشترك على كافة المستويات الثنائية والإقليمية والدولية وبلورة المواقف بما يخدم المصالح المشتركة بين الجانبين، وبما يعود على البلدين وشعبيهما وشعوب المنطقة بالأمن والاستقرار”، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
وكان آخر لقاء جمع وزير الخارجية السعودي مع نظيره العراقي في العاصمة الصينية “بكين”، في نهاية أيار/ مايو الماضي.
وجرى خلال لقاء “بكين” استعراض: “سُبل تعزيز العلاقات وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة مستجدات القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية، وعلى رأسها التطورات في قطاع غزة ومحيطها والجهود المبذولة بشأنها”، بحسب وكالة (واس).
لا توضيح من حسين ووزارته
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يصدر فؤاد حسين أو وزارة الخارجية، أي بيان يوضح في ملابسات اللقاء في الرياض، وفي نفس الوقت لم تصدر السعودية أي تعليق بهذا الصدد.
صمت حسين ووزارته، أثار الشكوك لدى الأوساط السياسية، وهو ما دفع كتلة دولة القانون إلى الاعتراض على الاجتماع والتشكيك بنواياه والمطالبة بالتوضيح إزاء أبرز ما توصل إليه.
دولة القانون: اجتماع حسين أثار الشكوك والقلق
وبهذا الصدد، طالب عضو ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي، اليوم الخميس، الحكومة الى كشف تفاصيل اجتماعها مع كُلٍّ من الكويت والسعودية في الرياض.
وقال المطلبي في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن "وزير الخارجية فؤاد حسين اجتمع يوم أمس مع نظرائه الكويتي والسعودي، مشيرا الى أن هذا الاجتماع الثلاثي أثار الشكوك والقلق لدى الاوساط السياسية على المستوى العلاقة بين العراق والكويت بشأن طريق التنمية وكذلك محاولة السعودية تحجيم دور العراق في المنطقة وبالخصوص من موقفه من حرب غزة".
وأضاف، إن "إقدام العراق على استكمال ميناء الفاو أثار قلقا لدى السعودية والكويت خاصة أنهما أعلنا طلبهما صراحةً بضرورة مروره عبر ميناء مبارك ".
ودعا المطلبي، "وزير الخارجية بضرورة اطلاع القوى السياسية عن فحوى الاجتماع الثلاثي بكل صراحة".
السعودية تسعى للتقارب من العراق
تعمل السعودية على أن تشمل بمسار المصالحات وتهدئة الصراعات الذي سلكته خلال السنوات الأخيرة، تجاوز التوترات الطائفية التي لم تكن بعيدة عنها، وخصوصا في العراق التي دأبت بقوة على دعم الإرهاب فيه قبل أن تسعى لتغيير سياستها عبر تقاربها مع قياداته وآخرها قيادتها للمبادرة آنفة الذكر.
ولم تنجح خطوات التقارب التي تمت خلال السنوات الأخيرة سوى في خفض التوتر على مستوى الخطاب السياسي والإعلامي بين العراق والسعودية وضمان حدّ أدنى من استقرار العلاقات بين الطرفين لم يرتقِ إلى مستوى التعاون الذي جرى التنظير له في عدّة مناسبات.
وعادت السعودية مؤخرا لتطرق بابا آخر للتقارب مع العراق يفتح مباشرة على المكوّن الشيعي هناك والذي يمثّل رافعة أساسية لتجربة الحكم القائمة في البلد.
ولا تنطلق الرياض في ذلك من فراغ بل تحاول البناء على مسار مصالحتها مع إيران والتي سبق لها أن انعكست على علاقاتها مع الحوثيين في اليمن الذين خفّضت السعودية منسوب العداء معهم وقبلت بمحاورتهم بشكل مباشر أملاً في جرّهم إلى السلام الذي تحاول المملكة مع قوى إقليمية ودولية إرساءه في اليمن.
وجسّدت زيارات قام بها السفير السعودي إلى أماكن عراقية ذات قداسة خاصة واتصالات أجراها مع مراجع ذوي مكانة دينية لدى المكون الشيعي سياسة اليد الممدودة لهذا المكوّن ولقياداته قاطبة.