في ظل نوايا الكاظمي.. البيت الشيعي يتّجه نحو رص صفوفه بفضل مبادرات الحكماء
انفوبلس/..
تلوح بوادر اتفاق مرتقب في الأفق السياسي العراقي، بعد انسداد طويل عانى منه بلد ما بين النهرين، الذي ظل يرزح طيلة الأشهر الماضية، تحت وطأة حكومة تصريف الأعمال، التي يسعى رئيسها مصطفى الكاظمي، بحسب مراقبين، إلى استمرار “الفوضى” السياسية، أملًا بمنحه ولاية ثانية في المنصب التنفيذي الأعلى.
وفي الوقت الذي يترقّب فيه العراقيون، انتهاء حالة الاحتقان السياسي وانعكاساتها على الشارع، والبدء بخطوات متسارعة لإكمال الاستحقاقات الدستورية، ما يزال الكاظمي يلعب على المتناقضات السياسية، في مسعى قد يُعقّد المشهد دون أدنى حلحلة.
وبينما تتواصل “ألاعيب” فريق المستشارين لإدخال العراق في نفق مظلم، ثمّة مبادرات بدأت تطفو على سطح المشهد السياسي، قد تتسبب بتحوّل دراماتيكي في العملية السياسية، وتُمهّد لاتفاق بين القوى الممثّلة للبيت الشيعي.
وتفاعلت قوى سياسية متعددة ومن مختلف الأطياف، مع المبادرات التي طُرحت مؤخرًا، في مسعى لتحقيق اتفاق سياسي يشمل جميع الأطراف المتحالفة والمتخاصمة.
وتعليقًا على ذلك، يقول المحلل السياسي صباح العكيلي إن القوى السياسية مطالبة الآن بإعلاء كلمة العراق، والتوصّل إلى اتفاق سريع يحقن الدماء، ويُنهي حالة الاحتقان السياسي، الذي يُنذر بتداعيات خطيرة محتملة.
ويرى العكيلي، أن الحل الأمثل للوضع الراهن هو الركون إلى الحوار، وبلورة مبادرة حقيقية تساهم في إكمال الاستحقاقات الدستورية، وصولًا إلى تشكيل حكومة قوية قادرة على تلبية طموح الشارع، وإعادة الثقة بالعملية السياسية.
وانطلاقًا من ذلك، وجّه زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، أنصاره المعتصمين في مجلس النواب، إلى الانسحاب من مبنى المجلس والاكتفاء بالتواجد في محيطه، وهو ما يراه مراقبون للشأن السياسي، تحركًا نحو التهدئة، تمهيدًا لـ”توافق مرتقب” مع الأطراف السياسية جمعاء.
وتشهد الساحة السياسية العراقية، تطورات دراماتيكية حافلة، وسط ترقّب حذر لاتفاق سياسي محتمل، يُنهي الأزمة الراهنة في البلاد، والتي تطوّرت إلى احتجاجات متبادلة بين شركاء “البيت الأكبر”.
وبينما يتصاعد الغضب الجماهيري الحاد، على إجراءات حكومة تصريف الأعمال بقيادة مصطفى الكاظمي، انبرى عدد من القادة الحكماء إلى إرسال رسائل تهدئة لتقليل الاحتقان الشعبي، ومنع أية محاولة لزرع الفتنة أو الصِدام بين العراقيين، والتي تقف خلفها أمريكا الشر وحلفاؤها من آل سعود والصهاينة.
من جانبه، بادر رئيس تحالف الفتح هادي العامري، إلى توجيه أكثر من رسالة طمأنة وتهدئة للشارع والقوى السياسية على حدٍ سواء.
وقال العامري في بيان، “في أجواء التصعيد الإعلامي، من خلال البيانات والبيانات المضادة، التي تدعو إلى الحشد الجماهيري، وقد تخرج عن السيطرة وتفضي إلى العنف، أكرر ندائي مخلصاً إلى الإخوة في التيار الصدري وإلى الإخوة في الإطار التنسيقي، ليغلّبوا منطق العقل والحكمة وضبط النفس والتأني وتقديم مصلحة البلاد والعباد من خلال الحوار الجاد والبناء”. وأكد رئيس التحالف أنّه يجب التوصّل إلى حلول لنقاط الاختلاف فيما بينهما، مشدداً على أنّ الدماء العراقية عزيزة على الجميع.
ولفت العامري إلى أنّ الشعب العراقي العزيز، قدم من سبعينيات القرن الماضي إلى هذا اليوم، دماءً غزيرة وعزيزة، فكفى دماً، ورفقاً بالدم العراقي، فهو أمانة في أعناق الجميع، مؤكداً أنّ مسؤولية سفك الدماء يتحمّلها الجميع.
من جانبه. دعا الاتحاد الأوروبي في بيان، القوى السياسية في العراق إلى الالتزام بضبط النفس، ونبذ العنف، وحلّ أزمة الانسداد السياسي بالبلاد عبر الحوار. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن القلق إزاء الاحتجاجات المستمرة وتصعيدها المحتمل في بغداد، داعياً جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس لمنع المزيد من العنف.
وفي السياق نفسه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأطراف العراقية إلى التهدئة والارتقاء فوق خلافاتهم، وتجنب العنف وضمان حماية المتظاهرين. وقال غوتيريش، إنّه يتابع بقلق الاحتجاجات المستمرة في العراق التي أصيب خلالها العديد من الأشخاص، مؤكداً أنّ حرية التعبير والتجمّع السلمي من الحقوق الأساسية التي يجب احترامها في جميع الأوقات.