في محاولة لإعادة مخطط التسليح.. كردستان تستفز بغداد وتُوقع اتفاقاً مع واشنطن لدعم البيشمركة
أنفوبلس/..
لم تنتهِ تجاوزات كردستان وتماديها على حكومة المركز الاتحادية، عند حد الملف النفطي والتعاقدات والاستثمارات فحسب، بل وصل الحال بالإقليم الى عقد اتفاقات أمنية مشبوهة مع دول أجنبية، وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية، أو ما يُسمى بالتحالف الدولي لقتال داعش، وذلك في خطوة كان من المفترض أن تتم عبر حكومة المركز، وعلى وجه الخصوص مع وزارة الدفاع العراقية، كونها الجهة القانونية المسؤولة عن ابرام أي اتفاقات أو استحصال أي دعم لأية قوة أمنية داخل الحدود العراقية من أية دولة أجنبية كانت.
الاتفاق على دعم البيشمركة أمريكياً، جاء خلال اجتماع عقده رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني بوصفه القائد العام لقوات البيشمركة، أمس الاثنين، مع الجنرال جون برينان قائد قوات التحالف الدولي في العراق وسوريا، وذلك بعد استضافته في أربيل عاصمة الإقليم.
وحضر اللقاء بافل طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، ووزير البيشمركة وعدد من القادة، ناقشوا عملية الإصلاح في وزارة البيشمركة وآخر الخطوات لإعادة توحيد قواتها.
وبحسب البيان، فأن بارزاني أشاد بدعم ومساعدة الولايات المتحدة وحلفائها خلال القتال ضد داعش، كما شدد على دعم رئاسة وحكومة إقليم كردستان لعملية الإصلاح في وزارة البيشمركة وإعادة توحيد قواتها.
من جهته، أكد الجنرال برينان، أن الولايات المتحدة ستواصل دعم ومساعدة البيشمركة، تحت مظلة الوزارة وقيادة واحدة، لكي تصبح قوة وطنية محترفة قوية، قادرة ومتمكنة من أداء مهامها.
ويأتي هذا الاجتماع، بمثابة استفزاز لحكومة المركز وللأحزاب السياسية المنضوية تحت قبة البرلمان العراقي سيما المصوّتة على قانون اخراج القوات الأمريكية من الأراضي العراقية والتي مازالت حكومة مصطفى الكاظمي تواصل المماطلة بتطبيقه.
ومن الجدير بالذكر، أن تقارير إعلامية كانت قد رصدت وجود دعم لتحركات داعش في داخل المناطق التي تقع تحت سيطرة “البيشمركة”، في وقت مدّت فيه أصابع الاتهام الى سلطات الإقليم بمساعدة داعش في اجتياح الأراضي العراقية.
بدوره، عدَّ المحلل السياسي صالح الطائي، أن الاجتماع “الأمريكي – الكردستاني” الذي عقد أمس يعد تجاهلاً لقانون اخراج القوات الأمريكية في العراق بما فيها التحالف الدولي، مبينا ان هذا الاجتماع جاء بمخطط من قبل السفارة الأمريكية لتنفيذ مخططات خبيثة على أرض الواقع.
وقال الطائي، إن “ما أسفر عنه اجتماع أمس في كردستان، هو محاولة لاستكمال مهمة واشنطن الخاصة بدعم تسليح البيشمركة بمعزل عن الحكومة المركزية”، مشيراً الى أن ضغط حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي بالضد من تنفيذ هذا المخطط أدى الى افشاله، واليوم تحاول واشنطن وكردستان إعادة تنفيذه.
وأضاف، أن السفارة الأمريكية تحاول رفع شأن كردستان وحكومتها خلال المرحلة المقبلة، مستغلة الصراعات السياسية القائمة في الوقت الراهن، مشدداً على أهمية أن يفعّل البرلمان العراقي القوانين المشرّعة والتي تكفل للمركز احترام سيادته كاملة، أمام المخططات الأجنبية والأمريكية على وجه الخصوص.