قصي محبوبة يدشن حزبا جديدا باسم "أمارجي".. ومراقبون: أموال البصرة التي سرقها تكفي وتزيد
انفوبلس/ تقارير
قصي محبوبة، رجل غامض لا يمكن الوثوق بملامحه وهويته حتى لو وُضِع أمام مليون مصباح مُضاء، وقد تكون أسباب غموضه مجهولة أيضاً، فمثلاً، مسقط رأسه أمر مازال يثير الشك، ولا أحد واثق حدّ الجزم محل ولادته، أهي السماوة، أم النجف، أم البصرة؟، حيث يدّعي هو أمام أهل البصرة بأنه (بصراوي أبّاً عن جد) ! وهكذا هو الحال في الانتسابات، والعناوين الأخرى له! حتى اسمه، فهو لا يتناسق مع واقعه وتوصيفه أيضاً، فالرجل يحمل اسم (قصي محبوبة) في حين لا نجد ثمة شخصاً واحداً في العراق وغير العراق يحبّه!، سرق أموال البصرة واستحوذ على القصور الرئاسية بزمن المحافظ ماجد النصراوي، والآن دشن حزبا جديدا تحت اسم "أمارجي"، فما هي غاية محبوبة من هذا الحزب؟.
*مَن هو؟
يُعد قصي محبوبة أحد الوجوه البارزة التي تغلغلت في الأحزاب الإسلامية والتيارات المدنية والليبرالية، وأحد أبرز السياسيين النافذين في محافظة البصرة، وله سجل حافل بالفساد المالي والصفقات الاقتصادية السريّة في مشاريع ضخمة داخل المحافظة.
محبوبة، رجل خفيّ ظهر فجأة في المشهد العراقي، وتوارى أيضاً بعد أن أدى دوراً هاماً في مفاصل الدولة العميقة للأحزاب التي تغانمت على السلطة، ويُعد واجهة للسطوة السياسية لشخصيات غامضة لم يكن لها أثر في سابق العهود.. بهلوان حاذق، ومُحتال محترف، ظهر كأحد قيادات المجلس الأعلى بعد انتقال زعامته إلى الحكيم الابن (عمار) حيث قرّبهُ الأخير ومكّنه بعد أن عزل قيادات المجلس التاريخية، فأصبح الملف السياسي لهذا التشكيل العريق بيد هذا الرجل، الذي يقول إنه يحمل شهادة الدكتوراه، في حين يؤكد مقربون منه أن هذه الشهادة مزورة.
*فساده في البصرة ولقب "بريمر"
وكان لمحبوبة دور سياسي نافذ في محافظة البصرة وإدارة شؤونها لاسيما في فترة عام 2013، ووُصِف بـ”بول بريمر الجديد”، واستولى على القصور الرئاسية في المحافظة وسكن فيها.
وقاد محبوبة شركات وهمية ضخمة، أبرزها شركة “هيل إنترناشيونال” المتخصصة بالاستشارات والنصائح، لكنها كانت شركة وهمية، وتبلغ ميزانيتها نحو 2 مليار دينار عراقي شهريا.
وتقول مصادر مطلعة، إن محبوبة تمكن من التنسيق مع مجموعة من النواب الذين ارتبطوا معه بعلاقات مالية وعقود وصفقات لاسيما النائب هيثم الجبوري وغيره من النواب، وهناك صفقات ضخمة في قطاع البترول الذي تحول فيه الرجل إلى عرّاب للشركات الأجنبية والاستثمارات العالمية.
يقول أحد الكُتّاب في مقال له، "هبط محبوبة في البصرة واستقر في قصورها الرئاسية واستولى عليها، حيث أصبح هو الحاكم الفعلي للمحافظة دون منازع، ليذكّرنا بأيام (بريمر)، يوم كان حاكماً مدنياً للعراق". مشيراً بالنص، " كان هو – أي محبوبة - محافظ البصرة وليس ماجد النصرواي، وكان هو رئيسًا لشركة نفط الجنوب بعد أن استلم عادل عبد المهدي وزارة النفط ، وهو مدير عام شركة الموانئ العراقية بأمر من باقر صولاغ وزير النقل والمواصلات وقتذاك".
ويتابع الكاتب، "مواكب حماية وسيارات مظللة وسهرات وصفقات وابتزاز للمسؤولين وتحكّم في المواقع والتعيينات وشراء ذمم وتهديدات! كل هذا يتم بإشراف قصي محبوبة.! فلا مجلس المحافظة – حينها - كان قادرًا على الحد من نفوذه، لأن رئيسه آنذاك “صباح البزوني” ابن عم ممثل رئيس المجلس الأعلى في البصرة النائب السابق “جواد البزوني” وابن عم حسن خلاطي البزوني عضو مجلس النواب عن كتلة المجلس الأعلى وقتذاك".
ويتساءل بحسرة، "هل باستطاعة أحد أعضاء المجلس الأعلى من البصرة كـ فرات الشرع أو جواد البزوني أو غيرهم أن يمارس عملا أو وظيفة، أو عرّابا في محافظة النجف أو كربلاء، بالتأكيد لا، فكيف رضي البصريون أن يتحول – محبوبة – النجفي إلى الرجل رقم واحد في مدينتهم ويفعل بالاشتراك مع النصراوي ومن خلفهم من رشحهم ما فعلوا ومضوا دون حساب؟".
*هيل أنترناشيونال.. سرقة علنية لأموال البصرة
وحين تبدأ بتقليب دفاتر محبوبة وسنوات البصرة العجاف معه، ستجد من جملة ما ترك هذا الرجل خلفه في البصرة، عقودا وهميا، كتبت عنه صحف ومواقع، وفتحت هيئات مختصة تحقيقاً فيه، لكن التحقيق ضاع، فتوقف الباحثون عن الحقيقة لأسباب نجهلها ظاهرًا، وندركها في الباطن، إذ يقول مصدر مطلع عن هذا العقد المشبوه "إنه واحد من العقود الفاسدة بوضوح - هو عقد شركة (هيل انترناشيونال) للاستشارات والنصائح، وهي كانت شركة وهمية يقودها المستشار السياسي لعمار الحكيم القادم من بغداد للبصرة (قصي محبوبة) وتتكون من عدد معلن هو 75 فرداً منهم 74 أعضاء من كوادر المجلس الأعلى من المحافظات وأجنبي واحد فقط".
ويشير المصدر إلى أن "ميزانية هذه الشركة الوهمية الشهرية تبلغ مليار و800 مليون دينار عراقي وسنويا قرابة 22 مليار دينار، مع العلم أن التخصيصات غير معلنة وأسماء الموظفين مجهولة".
ويتابع، "كانت هذه الشركة تتخذ من بناية القصور الرئاسية في البصرة مقرا لها تحت مسمى شركة (هيل انترناشيونال) تقدم إرشادات ونصائح للمحافظ كما يقولون، لأن المحافظ لا يعترف بخبرات رجال البصرة، فهو نفسه نشأ وترعرع في محافظة أخرى وليس من سكان المحافظة، والنتيجة مليارات أُهدِرت والنصراوي اختفى ومحبوبة خرج من المجلس الأعلى والحكمة، ولم تربح البصرة شيئًا أبدًا".
*ترجمة السرقات سياسيا.. حزب "أمارجي" نموذجا!
وصل محبوبة بعد باع طويل من الفساد إلى مرحلة ترجمة السرقات، ولم يحتمل أن يبقى مجهولا بلا عنوان، ترميه رياح الكارهين من كل حدب وصوب، وتعصف به شاشات من لم يفتحون له أبوابهم، فقرر وقبل حوالي شهرين تدشين حزب جديد اسمه "أمارجي" استعدادا لانتخابات مجالس المحافظات، مستغلا بذلك أموال البصرة التي سرقها بزمن المحافظ ماجد النصراوي.
*تلميع صورة "أمارجي"
يحاول محبوبة تلميع صورة الحزب بعد إغلاق جميع الأبواب بوجهه، فيقول عن أمارجي، بأنه حزب يخاطب العقل والواقع، الأفعال مقابل الآمال، فهو حزب استراتيجيات ومستقبل وليس برامج مؤقتة، حيث يسعى للتغيير أفقيا وليس رأسيا، وشعاره الخطط الذكية وليست القرارات العشوائية.
ويضيف، إن "أمارجي" هو حزب توازنات وليس توافقات وترضيات، فضلا عن كونه حزب لقيادة أمة حضارية عريقة وليس ممثلا لمكون وفئة، فهو لا يتقاطع خارجيا ولا يربط مصيره بفاعل دولي ولا يشتبك داخليا ويخسر العمق الوطني.
*"أمارجي".. تمويل من أموال البصرة المسروقة
يؤكد مراقبون، أن حزب "أمارجي" المدني الليبرالي سيكون مموّلاً بشكل مباشر من الأموال التي سرقها محبوبة من محافظة البصرة بزمن المحافظ ماجد النصراوي.
المراقبون يضيفون أيضا،، أن الأموال التي سرقها محبوبة من محافظة البصرة تكفي وتزيد لإنشاء أحزاب وليس حزب، مبينين أن محبوبة يحشد لدخول انتخابات مجالس المحافظات وإكمال سلسلة سرقاته وربما هذه المرة تكون محطته محافظة غير البصرة.