قناة البزّاز تروّج لحساب "وزير عراقي" رغم تفاهته والذوّاق يتدخل لكشف الابتزاز.. تعرّف على أسباب دعم الحساب المشبوه
انفوبلس..
بعد أكثر من 3 سنوات ونصف على وجود حساب "وزير عراقي" بمنصة أكس "تويتر سابقاً"، بدأت قناة الشرقية التابعة لرجل الأعمال المشهور بأدواره البارزة في تقويض العملية السياسية ودعم المشبوهين والمجرمين، سعد البزاز، بالترويج لهذا الحساب، على الرغم من قلة أهميته وزيف أغلب المعلومات التي ينقلها منذ تأسيسه.
الحساب المُنشَأ في شهر شباط/ فبراير من عام 2020، أي بعد انطلاق تظاهرات تشرين بـ4 أشهر، معروف بأنه يستهدف العملية السياسية العراقية ككل، ولكن بدرجة أكبر يستهدف الساسة الشيعة وقادة المقاومة وفصائلها، الأمر الذي جعله مميزاً ومهماً لقناة مثل قناة الشرقية.
وفي برنامج لعبة الكراسي الذي يُذاع على القناة، ذكر مقدمه هشام علي، بعض المعلومات التي ادَّعى أنها تخصُّ الشخصية الحقيقية التي تُدير الحساب المذكور، لكنه تحفَّظ عن ذكر اسمه.
وبعد أسبوع من الترويج لموعد الكشف عن هوية صاحب الحساب، ظهر علي على برنامجه بكلام فضفاض تسبَّب له بموجة من السخرية والتعليقات السلبية واتهامه بالكذب على متابعيه.
وبحسب علي فإن حساب وزير عراقي يعود لشخص بدأ حياته مدنياً قبل أن يحتضنه أحد السياسيين الإسلاميين غير الموجودين في السلطة حالياً والمقيم في أمريكا، كما أن صاحب الحساب تنقل بين العديد من الدول عندما كان موظفاً أستاذاً.
وأضاف، أن لديه العديد من الاهتمامات مثل الزراعة والاقتصاد والمياه والثقافة والفنون، كما أنه رجل أكاديمي وأستاذ جامعي يحمل شهادة الدكتوراه بالهندسة ويعمل حاليا رئيس قسم الدراسات العليا في إحدى الجامعات العالمية، وأن عمره تجاوز العقد السادس.
المدوّن أحمد الذواق ردَّ على مقدم البرنامج هشام علي بمنشور على صفحته الشخصية قال فيه ما نصه: "جبرتني راح اخليك براسي، انت إعلامي مبتز وراح أعلمك شلون تستغل الشاشة من أجل الترويج لشخص كذّاب وما عنده شرف وسب عرض وشرف قادة النصر، والمصيبة أنت موظف بالحشد وتاخذ راتب من الحشد.. الي سويته اليوم هو ابتزاز صاحب الحساب الصهيوني من أجل أن يعمل مع البزاز".
وأعقب الذواق منشوره بمنشور آخر جاء فيه: "تعوّد السُنّة على التحكم في الرأي العام العراقي، فرضوا معادلة أن السلطة للشيعة بينما نتحكم نحن بالوعي الشيعي، وبدعم خليجي صنعوا انطباعا سلبيا عن العملية السياسية بعد 2003 مترسخا من خلال الضخ المستمر للسلبية، وصناعة إعلاميين يعملون حسب الطلب، هذه المعادلة تعرضت لهزة قوية في السنين الأخيرة ولم يعُد الهاشمي موجودا ولا البشير يحظى بذات التأثير، لم يعد الجمهور الشيعي يتأثر بتقارير الشرقية السلبية واكتشف الكثير منهم كذبة الزمن الجميل.. السُنة وعلى رأسهم البزاز الآن في حالة صدمة ويبحثون عن طرق جديدة منها حسابات وهمية يروّجون لها لتشويش وعي المتلقي والتلاعب به !!! هذه مكشوفة أيضا ياعصفورة".
وفي مثال لمحتويات صفحة وزير عراقي، فإن آخر منشور نشره يوضح مدى عدم واقعية ما يذكره، كما يبرز بشكل واضح حجم الحقد الذي يضمره تجاه شيعة العراق مرجعيةً وشعباً وحكومةً، وجاء في المنشور: "البيت الشيعي بشقَيه السياسي والديني يستنفر ويدخل في إنذار شديد الخطورة والخوف من التهديد الأمريكي بإسقاط النظام الشيعي الحاكم، تم وضع سيناريوهات أبرزها إصدار فتوى الجهاد و قصف وتدمير منشآت النفط في دول الخليج العربي وشل عمليات التصدير نهائيا، المرجعية ستتدخل وتصدر فتوى الجهاد للدفاع عن حكومة ذيول إيران وترسل العرب الشيعة إلى المحرقة حتى يبقى الفارسي يحكم في العراق، دولتان خليجيتان سيتم قصفهما بمئات الصواريخ الباليستية، سيتم خطف سفراء وأعضاء بعثات دبلوماسية للمقايضة، في الأيام المقبلة إذا استمر القصف الأمريكي على مقرات الميليشيات الإيرانية والحشد الشعبي.. ستُعيد المرجعية خطبة الجمعة من كربلاء وتستغلها لتحشيد الناس للدفاع عن الميلشيات وحكومتهم، في البيت الشيعي الأعلى تمت دراسة عدة سيناريوهات مطروحة من ميليشيات وأحزاب ولائية لكن النقاط المذكورة أعلاه نالت النصيب الأوفر واعتُبرت ناجحة".
هذا المنشور والمئات من أشباهه هو المحتوى الذي تروج له منصات سُنّية خلال الأعوام الأخيرة وكان آخرها قناة البزاز، محتوى لا يخفى على أي عاقل ما يحمله من أيديولوجيات تهدف إلى تهديد السِّلم الأهلي من جهة، والتجاوز على شريحة هي الأكبر في المجتمع العراقي من جهة أخرى، ومحاولة لمنع أي تقدُّم سياسي ينعكس تأثيره الإيجابي على الشعب العراقي من جهة ثالثة.