قوى ديالى تجتمع في بغداد لحسم معضلة تشكيل الحكومة.. هل أنهت "رسالة الواتساب" أزمة النصف عام؟
انفوبلس / تقارير
رغم مضيّ أكثر من خمسة أشهر على انتخابات مجالس المحافظات، إلا أن حكومة ديالى ما زالت معلقة بسبب عدم اتفاق الكتل السياسية، الأمر الذي أخّر عملية التشكيل قبل أن يتم الكشف اليوم عن اجتماع "مهم" للقوى السياسي في المحافظة يُعقد بالعاصمة بغداد لغرض حل الازمة والتوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف وفي مقدمتهم بدر ودولة القانون المنافسان البارزان في هذا التشكيل. فهل عقدت القوى السياسية ذلك الاجتماع؟ وما حقيقة وجود جلسة بعد يومين لحسم منصب المحافظ؟ انفوبلس تقصت عن الموضوع وكيف لمّت "رسالة الواتساب" شمل المتخاصمين.
اجتماع خانقين
قبل الحديث عن آخر تطورات الأزمة في ديالى، لابد من التذكير بالاجتماع الذي عُقد في خانقين قبل فترة من الآن، حيث وبشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، شد محافظ ديالى لتصريف الأعمال مثنى التميمي، رحاله نحو مقر الاتحاد الوطني الكردستاني في خانقين، أو ما يُعرف بـ”قلعة طالباني” ليعقد لقاءات موسعة بوصفه رئيس كتلة “ديالى هويتنا” في مجلس ديالى، مع أبرز قادة الحزب بحضور ممثله في مجلس ديالى أوس المهداوي، على الرغم من كونه ينحدر من القومية العربية السنية.
وفي هذا الصدد، قال عضو مجلس محافظة ديالى عن الاتحاد الوطني الكردستاني، أوس المهداوي، آنذاك، إن “اجتماع خانقين لم يتطرق إلى ملف تشكيل حكومة ديالى، بل لمواضيع سياسية وخدمية تتعلق بأوضاع خانقين".
وأضاف المهداوي، “لا يمكن تهميش الكرد في أي تشكيل حكومي قادم في ديالى، لأننا نمثل 20 بالمئة من سكانها، وثاني قومية على مستوى المحافظة، كما أن سياستنا هي التوافق وبناء حكومة مستقرة، ونحن ندعم خيارات الأغلبية التي تختار من تجده مناسبا لمنصب المحافظ".
غير أن مصادر مطلعة، أشارت إلى أن التميمي، سعى لتوحيد التحالف القديم بين منظمة بدر والاتحاد الوطني الكردستاني من خلال العلاقات التي تمتد لأكثر من أربعة عقود من الزمن، بالإضافة إلى تأكيد دعم لملف حقوق الكرد وخانقين التي تشكل أهم معاقل الاتحاد الوطني في ديالى، مع فتح ملف دعم ممثل الكرد في مجلس ديالى لمشواره في تجديد الولاية لمنصب المحافظ لمرة ثانية، مضيفة أن الاجتماع كان إيجابيا رغم ضعف التمثيل الكردي في مجلس ديالى والذي فقد ميزة “بيضة القبان”، لكنهم متفقون على أن أي تكتل ينجح في تشكيل الحكومة لن يهمش ممثل الكرد.
اجتماع في بغداد
ظلت نتائج "اجتماع خانقين" الحقيقية مبهمة، قبل أن يكشف مصدر مطلع، اليوم الاربعاء، بأن القوى السياسية في محافظة ديالى ستجتمع في بغداد، لحسم موضوع حكومتها المحلية.
وقال المصدر، إن "أعضاء هذه القوى تلقوا تبليغا عبر كروبات الواتساب بالاجتماع في بغداد لحسم موضوع حكومة المحافظة المحلية".
وأضاف، إن "اجتماعات قوى المحافظة مستمرة، إلا أنها لم تُفضِ الى اتفاقات لحسم الموضوع".
مخرجات اجتماع بغداد.. جلسة خلال يومين
عقب الكشف عن الاجتماع، تقصت انفوبلس عن تفاصيله وهل انعقد أم لا وفي حال انعقاده ما هي مخرجاته، لتتوصل إلى تصريح لعضو مجلس محافظة ديالى سالم التميمي، اليوم الأربعاء، جاء فيه بأن المجلس سيعقد جلسته خلال اليومين المقبلين لاختيار المحافظ الجديد.
وبيّن التميمي في تصريح الذي تابعته شبكة انفوبلس، إن "العاصمة بغداد احتضنت اجتماعاً بالفعل لبحث الانسداد السياسي في محافظة ديالى"، مؤكدا "التوصل الى اختيار مرشح تسوية".
وأضاف، إن "الايام القليلة المقبلة، ستشهد انفراجة في أزمة تشكيل حكومة ديالى، وسنمضي في اختيار المحافظ"، مبينا أن "مرشح التسوية كان مقبولاً من جميع الكتل السياسية".
وأشار التميمي الى، أن "اليومين المقبلين، سيكونان حاسمان من خلال عقد جلسة لمجلس ديالى واختيار المحافظ الجديد"، لافتا الى أن "تسعة اعضاء رشحوا لمنصب المحافظ من الكتل السياسية باستثناء كتلة بدر".
سبب أزمة ديالى
وعن السبب وراء كل ما يحدث من تأخير في ديالى، قال السياسي الكردي أحمد زنكنه، إنه “رغم ضعف التمثيل الكردي في مجلس ديالى لكنهم يبقون قوة سياسية مؤثرة لأنهم يمثلون القومية الثانية ويرتبطون بعلاقات وثيقة مع كل القوى، كما أنهم لن يدعموا طرف ضد آخر بل سيدعمون من يلتزم بحقوق المكون الكردي".
وأوضح زنكنه، إن “سبب أزمة ديالى هي في النتائج التي دفعت إلى أن يحصل السنة والشيعة على 7 مقاعد لكل منهما، والكرد على مقعد واحد فقط، وكان بالإمكان حسم تشكيل الحكومة في أول أسبوع لولا الخلافات السنية – السنية".
خيارات تشكيل حكومة ديالى
بالمقابل، حدد النائب محمد قتيبة، أمس الثلاثاء، خيارات تشكيل حكومة ديالى المحلية.
وقال قتيبة في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إنه" ليس هناك رابح من استمرار الخلافات حول تشكيل حكومة ديالى المحلية في ظل ما تسبه من اشكاليات خاصة في الابعاد الخدمية ومتابعة المشاريع في ظل حاجة ملحة لمناطق واسعة للخدمات".
واضاف، إن "خيارات تشكيل حكومة ديالى المحلية هي من خلال التوافق على خارطة طريق واضحة المعالم مؤكدا بان القوى السنية الثلاثة حسمت خيارها بطرح النائب رعد الدهلكي مرشحا لمنصب المحافظ وهي تتنظر مواقف بقية القوى الممثلة في مجلس ديالى".
وأشار إلى، إن "عقدة ديالى سياسية بامتياز والجميع يدرك خطورة الموقف لافتا الى انه حتى الساعة لا توجد اي افاق للحل لكننا نأمل في متغيرات تدفع الى خلق توافق مبدئي ينهي العقدة بأقرب فرصة ممكنة".
فريقان في مجلس ديالى
الجدير بالذكر، أن مجلس ديالى أنقسم الى فريقين، الاول يحاول التجديد للمحافظ السابق مثنى التميمي ومكون من 8 أعضاء من الشيعة والسنة والكورد، والآخر من 7 أعضاء من السنة والشيعة وهم يعترضون على التجديد للتميمي.
وأخفق مجلس ديالى باستكمال عقد جلسته الاولى التي عقدت في 5 شباط 2024 لتشكيل الحكومة المحلية عدة مرات نتيجة الصراع السياسي على منصب المحافظ ورئيس المجلس.
بدر ترفض ودولة القانون يتمسك
ويدور الصراع الأكبر في ديالى بين قوى الإطار التنسيقي، حيث ترفض كتلة بدر بزعامة هادي العامري، التخلي عن المنصب، فيما يرى ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي أن ديالى ضمن استحقاق حزبه.
ولم تفلح الجهود التي بذلها رئيس الوزراء محمد السوداني، لطي ملف محافظ ديالى، حيث لا تزال المحافظة بعد مضي خمسة أشهر على إجراء الانتخابات المحلية في العراق تدار بالوكالة رغم وضعها الحسّاس بسبب موقعها الجغرافي وكثرة التهديدات الأمنية المتربصة بها، وتعاظم المشاكل المرتبطة بالتغير المناخي وندرة المياه، الأمر الذي أثر على القطاع الزراعي الذي يعتبر العمود الفقري لاقتصادها.