لدعم السياحة والتعاون.. تعرّف على تفاصيل تحرّك عراقي روسي لإلغاء التأشيرة بين البلدين
انفوبلس..
أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن روسيا تبذل جهودا حثيثة لإلغاء تأشيرات الدخول مع عدد من بلدان العالم الإسلامي، وكذلك مع بلدان إفريقيّة.
وقال بوغدانوف على هامش منتدى "روسيا – العالم الإسلامي" الذي انعقد في مدينة قازان الروسية، إن "الجهود في هذا المسار مستمرة، ونحن نعتزم بشكل عام التخلي عن نظام منح تأشيرات الدخول لأن هذا الأمر مهم جدا للسياحة ورجال الأعمال".
وأشار إلى، "قيمة خاصة تشكّلها لروسيا بلدان العالم الإسلامي والدول العربية والإفريقية". وقال: "نبذل جهودا مماثلة تجاه البلدان الآسيوية التي قد تصبح مستقبلا مسارات ممتازة للسياحة وقطاع الأعمال، وبينها ماليزيا وإندونيسيا".
وأضاف: "فيما يتعلق بالبلدان الخليجية والعربية فإننا نعطي أفضلية للدول التي تتعاون معنا تقليديّاً في العديد من المسائل، وهي بالدرجة الأولى مصر والعراق وسوريا".
تاريخ بحث القضية
هذه القضية ليست جديدة، حيث أعلنت وزارة الخارجية العراقية في عام 2017، أنها بحثت مع روسيا فتح خط جوي مباشر بين بغداد وموسكو وإلغاء تأشيرات الدخول للدبلوماسيين كمرحلة أولى، مشددة على ضرورة رفع مستوى التعاون بين البلدين.
وجاء في بيان للوزارة، أن "سفير العراق لدى روسيا، بحث مع رئيس غرفة التجارة في روسيا الاتحادية بالعاصمة موسكو، العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في المجالين التجاري والصناعي".
وأعرب السفير العراقي عن "دعمه لرجال الأعمال، وأن أهم أهداف عمل البعثة، هو رفع مستوى التعاون بين البلدين". موضحا، أن "دور السفارة هو التنسيق بين المؤسسات والشركات العراقية ونظيراتها الروسية".
وأشار إلى، أن "جهود الهيئة الدبلوماسية تنصب حاليا على سبل الإسراع بفتح خط جوي مباشر بين بغداد وموسكو، إضافة إلى توقيع اتفاقية بين الحكومتين لإلغاء تأشيرات الدخول لحملة الجوازات الدبلوماسية والخدمة كمرحلة أولى ثم لرجال الأعمال كمرحلة ثانية، أو منحهم تأشيرات متعددة نافذة لثلاث أو خمس سنوات".
وشدّد على أن خطوة كهذه "ستُساهم بشكل كبير في توفير أجواء مناسبة للتعاون بين البلدين".
من جانبه، أكد رئيس غرفة التجارة في روسيا الاتحادية، أن لدى "رجال الأعمال الرّوس والشركات الروسية كانت مشاريع كثيرة في الماضي وبسبب الظروف الأمنية التي مرّ بها العراق جعلت تلك الشركات تفقد الكثير من استثماراتها".
وأشار رئيس غرفة التجارة الروسية إلى "رغبة الشركات الروسية ورجال الأعمال في العودة والعمل في السوق العراقية".
العلاقات بين البلدين
السفير الروسي لدى بغداد، ماكسيم ماكسيموف، كشف عن أبرز مجالات التعاون المشترك مع العراق، فيما أكد أن العراق شريك رئيسي بالمنطقة والشركات الروسية تدرس المساهمة في إعادة البنية التحتية.
وقال ماكسيموف في مقابلة عام 2020، إن "العراق بالنسبة لروسيا يُعد شريكا رئيسيا في المنطقة"، لافتا إلى أن "موسكو تعطي أهمية كبيرة لتوسيع التعاون التقليدي للمنفعة المتبادلة".
وأضاف، إن "بين البلدين عددا كبيرا من نقاط التطابق في وجهات النظر فيما يخص طرق حل المشاكل الرئيسية، الدولية والإقليمية". مبينا، إن "المجال الرئيسي في التعاون التجاري والاقتصادي الثنائي هو قطاع النفط والغاز حيث اكتسب رجال النفط الروس والعراقيون خبرة هائلة طويلة المدى، ويزيد إجمالي الاستثمارات الروسية في هذا القطاع حتى الآن على 13 مليار دولار".
وأوضح، إن "هناك إمكانيات كبيرة لتطور التعاون الثنائي في قطاعات أخرى، ويجري العمل عن طريق اللجنة الروسية العراقية المشتركة للتجارة والتعاون الاقتصادي والعلمي والفني والذي يهدف إلى تنويع الروابط الاقتصادية في اتجاهات أخرى". مؤكدا، إن "هذا التعاون يتركز في الوقت الحاضر على فتح السوق العراقية للشركات الروسية المتخصصة في بناء المحطات الكهربائية والاستكشاف الجيولوجي وتصدير القمح والمنتجات الزراعية الأخرى".
وفي مجال إعادة إعمار البنى التحتية، قال السفير الروسي، إنه "خلال وقت طويل ربطت مسألة توسيع مشاركة الشركات الروسية في تنفيذ مشاريع القطاعات غير النفطية في العراق بضمان الحالة الأمنية وبعد المُضي قُدماً في هذا المجال تفتحت أمام الشركات الروسية آفاق واعدة جديدة".
وأشار إلى، أنه "في الوقت الحالي تدرس الشركات الروسية مثل (روسكيدرو) و(روسكيولوكيا) و(السكك الحديدية الروسية) وغيرها إمكانيات حضورها في مشاريع مشتركة في مجالات مثل إعادة بناء المرافق المائية وتطوير البنية التحتية للسكك الحديدية والمسح الجيولوجي، وكذلك إعادة إنتاج المعادن الصلبة والهايدروكربونات والموارد المائية".
وبخصوص التعاون الثقافي المشترك، لفت ماكسيموف، إلى أن "روسيا باستطاعتها المشاركة في ترميم وصيانة مواقع التراث الثقافي في العراق لاسيما وأن الملاكات الإدارية الروسية تتميز بامتلاكها الكفاءات اللازمة والخبرة الغنية للقيام بالأعمال المماثلة، المشابه للأعمال التي قام بها الخبراء الروس في سوريا"، مُعرباً عن "استعداد روسيا لدراسة المقترحات ذات الصلة مع الجانب العراقي".
وأكد ماكسيموف، إن "إرسال البعثة الآثاريّة المركّبة المشتركة الى منطقة دحيلة القديمة في محافظة ذي قار وتل واجف بالقرب من الحدود الإيرانية أصبح حدثاً مهماً في الحياة الثقافية الروسية العراقية، وعملت هذه البعثة عام 2020 ولأول مرة منذ 35 عاما وتمكن العلماء الروس من إجراء الحفريات والبحوث في العراق".
وبيّن السفير الروسي، إنه "خلال العمل الآثاري تم جمع العديد من القطع الأثرية المختلفة وتم التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الشركاء العراقيين بشأن نقل هذه القطع إلى روسيا لتبقى لفترة معينة لغرض إجراء المزيد من البحوث في المختبرات الروسية، ومستقبلا لغرض عرضها المؤقت في روسيا".
وأشار إلى، أنه "يجري إعداد بروتوكول للتعاون بين وزارة الثقافة لروسيا الاتحادية ووزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية للفترة 2020-2022". موضحا، إن "الطرفين يتفقان حاليا على مسودة هذه الوثيقة وتتضمن مبادئ التعاون في مجال المكتبات والتصوير السينمائي والفنون المسرحية والشعبية وشؤون المتاحف".
وأضاف، إن "من ضمن الأمور الأخرى يجري العمل على وضع مذكرة النوايا بين متحف (أرميتاج) الحكومي في مدينة سانت-بطرسبورغ والمتحف الوطني العراقي"، مبينا أن "هذه الوثيقة ستنظّم التعاون الثنائي في مجالات مثل إقامة المعارض المشتركة والحفريات الآثارية وغيرها من الأمور وأن الغرض من توقيع هذه الوثيقة هو تطوير العلاقات وتعزيز التعاون بين روسيا والعراق في مجال الثقافة، كذلك ضمان التفاعل بشأن الحفاظ على التراث الثقافي وحماية المواقع الأثرية."
وفي مجال التعاون النفطي، أكد ماكسيموف، إن "الشركات النفطية الروسية مثل (زاروبيجنفت) و(استرويترانكاز) و(تاتنفت) و(سيوزنيفغاز) و(اريال نيفتغاز سيرفيس) تعمل بخطوات فاعلة نحو استئناف عملها ودخول سوق النفط والغاز العراقية". مشيرا إلى أن "شركة (لوك أويل) تقوم بأعمال الاستكشاف الجيولوجي النشيطة في حقل "بلوك – 10" وهو حسب التقديرات الأولية يُعد من أكبر الحقول التي تم استكشافها في العراق خلال العشرين عاما الماضية".
وأضاف، إنه "وعلى الرغم من هبوط أسعار النفط واجتياح فيروس كورونا تواصل شركات مثل (غاز بروم – نفت) و(باشنفت) و(روسنفت) الروسية المشاركة في تنفيذ مشاريع إنتاج النفط والغاز، وتقوم بإيفاء التزاماتها التعاقدية"، مؤكد أن "الشركات النفطية الروسية تضع أيضا خططا لتطوير علاقات الشراكة مع التركيز على التعاون على المدى الطويل".
وفيما يتعلق بالتنسيق بين البلدين قال السفير الروسي، إن "روسيا والعراق دأبا على ضرورة مواصلة تنسيق التعامل بين جميع الدول المشاركة في إطار "اوبك +" وفي هذا المسار يشارك البلدان في مشاورات منتظمة لتحضير الإجراءات اللاحقة".
وشدّد، على أنه "على الرغم من حتمية تعديل شروط العقد وخطة تطوير الحقل، مع الأخذ بالاعتبار الواقع الحالي، تتجه الشركة إلى عدم تقليل الحجم المخطط للاستثمارات ووظائف العمل والبرامج التي تهدف إلى الدعم الاجتماعي والاقتصادي للسكان المحليين".
وبخصوص التعاون الأمني ومحاربة الإرهاب، قال السفير الروسي، إن "روسيا تتعاون بنشاط مع العراق، بما في ذلك المجال العسكري التقني"، مؤكدا أن "تعزيز المؤسسات الأمنية للعراق قضية هامة فيما يخص مكافحة الإرهاب، وأن الجانب الروسي وفقا للجداول الزمنية المتفق عليها قام بتزويد العراق بمجموعة واسعة من أحدث طرازات الطائرات العسكرية، مثل طائرات الهجوم من طراز (سو-25) وكذلك طائرات الهليكوبتر متعددة الأغراض من طراز (مي – 28) و(مي-35).
وأضاف، إن "هذه الإمدادات تم تنفيذها خلال أصعب فترة صراع العراق مع عصابات داعش الإرهابي، عندما كان الجيش العراقي بحاجة ماسّة الى هذه الأسلحة"، منوها إلى أنه "ونتيجة لذلك تم نقل جميع المعدات والذخائر العسكرية الروسية التي طلبها العراق إلى الجانب العراقي في أسرع وقت ممكن وهذا ما جعل من الممكن إلحاق ضربة ساحقة للإرهابيين وتقريب النصر على داعش الإرهابي في العراق".
وتابع ماكسيموف، إن "الغرض الرئيسي لعمل مركز المعلومات الرباعي هو تبادل المعلومات في نظام الوقت الجاري وتنسيق الإجراءات بين العسكريين الروس والعراقيين والإيرانيين والسوريين من أجل الكشف الفعّال الأقصى عن فلول عصابات داعش وتصفيتها"، معرباً عن "الامتنان والشكر للقيادة السياسية العراقية العليا والقيادة العسكرية العليا للإشادة بعمل المركز".
وفي التعاون في المجال الصحي ومواجهة كورونا، بيّن السفير، إن "زيادة عدد المسافرين العراقيين الى روسيا من أجل تلقى العلاج والتشخيص في المؤسسات الطبية الروسية إحدى المهام الأولوية لتعزيز التعاون في القطاع الصحي"، مؤكدا أنه "وفي هذا السياق تُدرس إمكانية إبرام اتفاقيات مباشرة بين وزارة الصحة العراقية والمنظمات العلاجية الروسية بغية تسهيل جميع الإجراءات اللازمة التي يحتاجها المرضى العراقيين، كما يناقش الجانبان مسودة مذكرة التفاهم بين الوزارتين المعنيتين التي تهدف إلى تحسين القاعدة القانونية للتعاون في هذا المجال".
وأشار إلى أن "الجانب العراقي يجري مفاوضات نشيطة مع الشركات الروسية (خيمرار فارما) و(أر – فارما) و(بيوكاد) حول مسالة تنفيذ شراء الأدوية الحديثة التي تنتجها مثل (افيفافير) و(ارتليكيا) و(ايلسيرا) للمعالجة من فيروس كورونا، وكذلك للحيلولة دون وقوع تطور للمضاعفات"، مبينا أن "هذه الأدوية نجحت في الاختبارات السريرية في روسيا وتم إدخالها في الإنتاج الصناعي، وقد أثبتت فعالياتها وتم إدراجها في قائمة توصيات وزارة الصحة الروسية للوقاية والعلاج من فيروس كورونا".
ونوّه، إن "علماء مركز الأبحاث الوطني الروسي في علم الأوبئة والأحياء الدقيقة اخترعوا لقاحا ضد فيروس كورونا وأتمّوا إجراءات التجارب السريرية ومن المقرر أن يتم تلقيح سكان روسيا في المستقبل القريب".
وبمجال البعثات الدراسية، قال السفير الروسي، إن "التعاون في مجال التعليم هو أحد المجالات ذات الأولوية للتفاعل المشترك بين البلدين" مشيرا إلى "وجود حوالي 4 آلاف طالب عراقي يدرس في الجامعات الروسية".
ولفت إلى أن "الحكومة الروسية تقدِّم سنويا 140 منحة دراسية إلى العراق"، مؤكدا أن "الجامعات الروسية على استعداد لزيادة عدد الأماكن للشباب العراقيين وتكثيف العمل في هذا الاتجاه، وتم تثبيته في مذكرة التفاهم للتعاون بين البلدين في مجالات التعليم العالي والأنشطة العلمية والعملية والتقنية والابتكارية الموقَّعة في أيلول عام 2019".
وذكر، إن "هذه الوثيقة تنص على تنفيذ المشاريع التي تساهم في تطوير التعليم العالي بما في ذلك إطار البرامج الدولية، ومن المخطط تنمية مواصلات الشراكة المباشرة بين المؤسسات العلمية والتعليمية وإجراء الندوات والمنتديات المشتركة"، مشيرا إلى أن "تبادل الخبرات في مجال التعليم لا يزال مستمرا على الرغم من تفشي فيروس كورونا، وقد أطلقت جامعة (سانت-بطرسبيرغ) الحكومية مؤخرا مشروعا تعليميا بعنوان (المعرفة في المنزل) والذي يتكون من سلسلة من الندوات عبر الإنترنت لمعلمي اللغة الروسية كلغة أجنبية وكذلك الطلاب الذين يدرسون اللغة الروسية".
وأضاف ماكسيموف، إنه "في إطار تطوير التعاون بين الجامعات تم توقيع اتفاقية التعاون بين جامعة صلاح الدين في أربيل وجامعة موسكو الحكومية اللغوية عام 2018"، مبينا أنه "بفضل هذه الاتفاقية تم تدريب المجموعة الأولى من الطلاب الروس الدارسين للغات الكردية والعربية (6 أشخاص) في عام 2019 - 2020 في أربيل".