مبالغ طائلة وفائدة غائبة.. الربط الكهربائي مع الاردن انتصار للفاسدين واحتفال بالفشل
انفوبلس/..
جوبهت صفقة رئيس حكومة تصريف الاعمال اليومية مصطفى الكاظمي الخاصة بالربط الكهربائي مع الاردن بأنتقادات لاذعة ورفض شديد بسبب تركه للشركات الفعالة والتي من اختصاصها تحسين الواقع الكهربائي العراقي والذهاب الى الربط مع الدول التي هي بحاجة الى الكهرباء.
ويرى مختصون ان الربط مع الاردن لايوجد فيه اي استفادة للعراق كونها لا تستطيع توفير الحصص الكهربائية كاملة لمواطنيها وتعتمد بشكل كبير على المساعدات العراقية ، وان مشروع الربط سيكلف العراق مبالغ طائلة دون فائدة تذكر.
وأعطى رئيس حكومة تصريف الاعمال اليومية مصطفى الكاظمي، ونظيره الأردني بشر الخصاونة، يوم الخميس 6 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، إشارة البدء في تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين البلدين.
وفي هذا الشأن، ابدت لجنة الكهرباء والطاقة النيابية استغرابها من توجه الحكومة العراقية للتعاقد مع دول وصفتها بأنها “لا حول لها ولا قوة”.
وقالت عضو اللجنة سهيلة السلطاني ان “الحديث الحاصل عن صفقة الحكومة العراقية مع الاردن بشأن الكهرباء تشبه ما جرى مع الربط السعودي”.
واضافت ان “ما يثير التساؤلات هو التوجه نحو دول ضعيفة لا حول ولا قوة لها وعدم اللجوء الى مصادر الطاقة العالمية كما هو الحال في مصر والتي تمتلك الان اكبر محطات توليد الطاقة رغم ان اعداد سكانها يفوق بشكل مضاعف لاعداد السكان في العراق وذلك بعد تعاقدها مع شركة سيمنز”.
وبينت ان “العراق يمتلك امكانيات اقتصادية كبيرة ولا ينقصه شيء للتعاقد مع شركة سيمنز او غيرها من الشركات الرصينة”.
وكانت الحكومة الأردنية وقعت عقدا مع الحكومة العراقية لربط شبكة الكهرباء وبيع الطاقة الكهربائية بين البلدين، يقوم الاردن بموجبه بتزويد الجانب العراقي في المرحلة الأولى من المشروع بـ 1000 جيجاوات ساعة سنويا، بعد استكمال شبكة الربط بين البلدين
ومن جانبها، انتقدت النائبة عن ائتلاف دولة القانون عالية نصيف الربط الكهربائي مع الاردن ، بشدة ، ووصفته بانه :” انتصار للفاسدين في وزارة الكهرباء واحتفال بالفشل المتعمد في هذا القطاع المهم طيلة السنوات الماضية”.
وقالت نصيف في بيان، ان ” وزارة الكهرباء ، بدلاً من تأهيل وصيانة محطاتها وزيادة انتاجها ، ستقوم بمد خطوط نقل الطاقة الكهربائية من الاردن بهدف استيراد الكهرباء من بلد يعتمد على المساعدات العراقية “.
وبينت :” ان المصالح السياسية والفساد و”الكومشنات” وراء هذا الربط، لانه من غير المعقول ان العراق الذي يفترض أنه بلد الثروات يمد خطوطاً بطول 300 كيلومتر ليستورد كمية ضئيلة جداً من الكهرباء من الاردن، علماً بأن هذه الخطوط والابراج ستحتاج جيشاً لحمايتها من التفجير “.
وتابعت نصيف :” ان هذا الربط ،في حال تنفيذه ، يعد انتصاراً للفاسدين واحتفالاً بالفشل المتعمد في قطاع الكهرباء، ويضاف الى قائمة التخريب الذي مارسه الفاسدون طيلة السنوات الماضية “.
ووصف مختصون صفقة الكاظمي مع الاردن بالفاشلة وغير مفيدة وارضاء الى اجندات خارجية من اجل حصوله على ولاية ثانية من خلال تكثيف الضغط على العراق والبقاء في منصب رئاسة الوزراء اطول فترة ممكنة.
ويرى اخرون ، ان صفقات الربط مع الدول العربية وترك الشركات المختصة مثل شركة “سيمنز” وغيرها بأنها باب من ابواب الفساد وهدراً للاموال العامة .
وانتقدت النائب عن كتلة صادقون البرلمانية زينب الموسوي، المشاريع غير المفيدة التي يقوم بها رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي مع عدة دول، معتبرة ان الكاظمي ورئيس النظام السابق صدام حسين وجهان لعملة واحدة.
وقالت الموسوي في بيان إن” مشروع الربط الكهربائي بين العراق و الأردن والذي يضع الكاظمي حجره الأساس الآن هو سياسة مكملة لسياسة الدكتاتور صدام حسين قبل عام 2003 في تزويد الأردن بكل شيء مجانا بلا مقابل”.
وأضافت، أن “الكاظمي اليوم يخدم دول مثل الأردن و مصر وغيرها على حساب العراق الذي يسعى لهدمه بشكل مباشر و غير مباشر”.
وتساءلت الموسوي عبر بيانها: “ما هي الجدوى الاقتصادية من هذا المشروع و كلفه المالية و كم تزود عمان لبغداد بالطاقة، و لماذا لم يعلنها الكاظمي و اكتفى فقط بالإعلان عن الربط الكهربائي؟”.
ومن الجدير بالذكر، ان الحكومة العراقية فشلت بتحقيق وعودها بشأن تحسين الواقع الكهربائي والبنى التحتية وافتقارها للخدمات خلال الاعوام الماضية، ولم تصل الى حل يرضي المواطن من خلال توفير سبل العيش الكريم وبقاء الحال على ماهو عليه منذ 2003 ولغاية الان.