متحدث القيادة المركزية الأمريكية يؤكد ما أعلنته المقاومة سابقا.. ويضع الحكومة في حرج: لدينا قوات قتالية غير معلنة في العراق وسوريا
انفوبلس/..
"قوات عسكرية أميركية غير معلنة، موجودة داخل أراضي العراق وسوريا، خارج نطاق الأرقام المعلنة لوجودها".. هذا ما أقرَّ به المتحدث السابق باسم القيادة المركزية للقوات الأميركية، الكولونيل جو بوتشينو، الذي أكد في حوار صحفي، أن قوات بلاده مستعدة للخروج من العراق إذا طلبت الحكومة العراقية ذلك.
الناطق باسم القيادة المركزية للقوات الأميركية، وفي تقييمه للهجمات التي تتعرض لها القوات المحتلة وقواعدها في الشرق الأوسط، قال "لقد نقلنا المعدات والآليات إلى البحر، ومعها مجموعتا حاملات طائرات تتألف من مئات السفن والطائرات والآلاف من الجنود، لكن هجمات الفصائل الشيعية التي تستهدف القوات الأميركية في العراق وسوريا لا تزال مستمرة، ولم تخف بل توسعت في الواقع باتجاه البحر الأحمر".
وأضاف الكولونيل جو بوتشينو، أن "هجوما تصعيديا ملحوظا شُنَّ ليلة أول أمس على السفارة الأميركية، لكن أميركا لم تفعل شيئاً، أنا لا أريد أن أتصرف تصرفاً يبدو وكأنه حل بسيط للغاية، فالأمر معقد كما هو الحال مع كل شيء في هذا الجزء من العالم، مع ذلك، ما فعلناه ونفعله هو استهداف بعض البنايات وقتل بعض المسلحين من المراتب الدنيا، وضرب بعض مخازن السلاح في سوريا، وهذه الأمور لا تهم إيران. بل إنهم لا يلتفتون إلى هذه الأمور لعلمهم أو لاعتقادهم بأن إدارة بايدن لا تريد زيادة استخدام الحاملات المقاتلة لمهاجمة الأهداف الإيرانية والحرس الثوري الإيراني في سوريا أو في إيران".
أميركا ضعيفة وتتجنب اتساع دائرة الحرب
أميركا ضعيفة جداً في العراق، ففي السنة أو الاثنتين الأخيرتين كانت أميركا على شفا جرف والحكومة العراقية تقول إننا نريد أن تخرج القوات الأميركية كلها من العراق
وبحسب جو بوتشينو، فإن إدارة جو بايدن، تتجنب التوترات في الوقت الحاضر، ولا تريد خوض حرب واسعة النطاق في المنطقة، وتتجنب تركيز الأخبار على الشرق الأوسط أثناء استعدادات خوض الانتخابات الأميركية، وتريد الإدارة أن تركز الأخبار على القضايا الداخلية وأن تكون التقارير عن الأعمال والمساعدات لأوكرانيا وشؤون المحيط الهادئ – الهند، لهذا تأمل الإدارة أن تحل هذه الأمور جميعاً أو تنجلي لحالها.
وذكر، أن "أميركا ضعيفة جداً في العراق، ففي السنة أو الاثنتين الأخيرتين كانت أميركا على شفا جرف والحكومة العراقية تقول إننا نريد أن تخرج القوات الأميركية كلها من العراق، لكننا لا نريد هذا، لأنه يفتح الباب في وجه إيران والمقاومة لتعزيز قوتها الكاملة على العراق".
ذرائع الوجود الأمريكي
"نريد أن يكون لنا تأثير على بغداد والحكومة العراقية، ونثبّت موطئ قدمنا في العراق
وعن سبب بقاء القوات الأميركية في المنطقة، أكد جو بوتشينو، أن "إيران ومحور المقاومة هما السببان في بقاء قواتنا وليس داعش، وسنبقي في العراق آلاف الجنود، وفي سوريا 900 جندي، إلى جانب جنود آخرين ولن نتحدث عنهم، لكننا نبقيهم هناك ليفعلوا ما هو مناسب حقاً".
وعن وجود القوات الأخرى غير المعلنة ومهمتهم، قال إنه “من حيث الظاهر، مهمتهم هي تأمين الاستقرار من خلال التصدي لداعش وتقوية الكرد وقسد، ونريد أن نطمئن على بصمة وحضور أميركا في العراق وسوريا، لأن هذا جزء من الدفاع عن النفس، وسد في وجه النفوذ الكامل لإيران التي تريد أن يكون لها تأثير شامل على البلدين وتوسع نفوذهما انطلاقاً منهما ليمتد إلى خارج المنطقة".
وتابع الكولونيل، "نريد أن يكون لنا تأثير على بغداد والحكومة العراقية، ونثبّت موطئ قدمنا في العراق، ولو أننا خرجنا من العراق، سوف يسهل لإيران بتثبيت موطئ قدمها هناك وتعزيز المقاومة، وبعدها يجب أن تعود القوات الأميركية إلى هناك، لهذا فإننا نسعى لتجنب ذلك".
"إسرائيل" لن تستطيع القضاء على حماس
وحول الحرب الدائرة بين المقاومة الإسلامية في فلسطين والكيان الإسرائيلي، أشار الى أن "الجيش الإسرائيلي قادر على تنفيذ عمليات في جنوب غزة كالتي ينفذها في الشمال، هذا سيكون من الصعب جداً في هذا الوقت، لكن هناك قصفاً وتدميراً".
ونوه الى، أن "الإدارة الأميركية بادرت لاحتضان نتنياهو ووقفت إلى جانب إسرائيل، لكننا غيرنا وجهتنا وأصبحنا نحاول الضغط على إسرائيل والقول إننا نريد حكماً أكثر إنسانية في هذه الحرب".
ورأى، أن "الإسرائيليين لا يمكنهم القضاء على حركة حماس، بالطريقة التي يعملون بها حالياً، لا يستطيعون ذلك بالطريقة التي يحكمون بها على هذه الحرب، بإمكانهم أن يدمروا كل الأنفاق والفكرة هي إنجاز هذا، لكن حماس في الأصل حركة سياسية وعسكرية واجتماعية، وقد تشعبت حماس على شكل حكومة وتربية، نظمت حماس "مسيرة العودة الكبرى" التي كانت احتجاجاً سلمياً، ولهذا لا يمكن القضاء عليهم، لا يمكن قصفهم".
المتحدث السابق باسم القيادة المركزية للقوات الأميركية، حذر الجيش الإسرائيلي من حزب الله، مؤكداً أن "عليه أن يتجنب حزب الله اللبناني الأقدر من قوات حماس، فلديهم الآلاف من الجنود الاحتياط في هذه الحرب، وبدون المساعدة الأميركية لا يستطيعون إدارة هذه المنطقة المستقطعة فترة طويلة".
وتتجنب واشنطن، توسع الحرب الدائرة في غزة، لتشمل أغلب مفاصل المنطقة وتضم الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان وفصائل المقاومة في العراق، بحسب ما صرّح به “جو بوتشينو" الذي أشار الى أن "هناك مخاوف حقيقية، لهذا تجد وزير الخارجية بلينكن يزور المنطقة ويجتمع مع رؤساء الدول العربية، وقد مات كيسنجر مؤخراً، وهذه هي الدبلوماسية المكوكية التي انتهجها في الشرق الأوسط، كان يزور رؤساء الدول ويحاول العمل على التهدئة، أعتقد أن فصائل المقاومة، تريد حبس إسرائيل وكبح جماحها في قتال حماس".
"الحوثيون هددوا التجارة العالمية.. وإيران تتجاهل التحذيرات"
أما عن رسائل الأميركيين التي حملت تحذيرا لإيران، فأشار الكولونيل الى أن "إيران لا تحمل تلك الرسائل على محمل الجد".
وأضاف، أنه "لم نفعل شيئاً حيال هجوم الحوثيين على سفن حربية، وأعتقد أن رداً أميركياً على هجوم الحوثيين (حركة أنصار الله في اليمن) في البحر الأحمر سيغلق الممرات التجارية المائية، لو قالت الشركات إنها لا تستطيع المجازفة بسفنها هناك، سيؤثر ذلك بدرجة كبيرة على التجارة العالمية والاستقرار العالمي".
أما عن رسائل الأميركيين التي حملت تحذيرا لإيران، فأشار الكولونيل الى أن "إيران لا تحمل تلك الرسائل على محمل الجد".
وعن تنسيق قوات الاحتلال الأميركية مع قوات البيشمركة، أكد الكولونيل جو بوتشينو، أن "قيادة عملياتنا تعمل مع البيشمركة، لكن القيادة لدينا مقسّمة، والبيشمركة هي تشكيلة واحدة، عنصر واحد تعمل القيادة معه، فإن القيادة كانت أقساماً عدة في موضوع حرب داعش، وبالإضافة الى البيشمركة، تعمل القيادة أيضا مع قسد، كما تعمل مع بغداد، وتعمل مع وزارة الدفاع".
قلق أمريكي من الحشد الشعبي
وأوضح، أن "القيادة الأمريكية تشعر بقلق دائم تجاه تأثيرات المقاومة والحشد الشعبي على القوات الأمنية العراقية، وقلق من الحكومة العراقية، وأعتقد أن جدار الوقاية من ذلك هو وجود عمليات، وأن تكون قواتنا هناك، وتكون لنا قيادة عسكرية في بغداد، وأن تستمر هذه العلاقة".
وعن احتمالية انسحاب القوات الامريكية من العراق، قال "أعتقد أني سأقلق عندما تأتي إدارة جديدة لتحكم في واشنطن وتسحب تلك القوات من العراق، ويوجد هنا في الكونغرس صوت ينادي بسحب القوات الأميركية، وهو ما يطلق يد إيران في بغداد أكثر ويسمح لها بتعزيز قوتها".