محتجون أم أعضاء عصابات ابتزاز؟.. توتر الوضع الأمني في ذي قار بعد القبض على "كرار الازيرجاوي" بتهمة الابتزاز بعد شكوى تقدمت بها النائب التشرينية نيسان الزاير
انفوبلس..
بعد انتهاء احتجاجات تشرين انقسم المشاركون فيها إلى فئتين رئيسيتين، الأولى تتكون من البسطاء أصحاب المطالب المشروعة والذين استمروا بمطالباتهم وطموحاتهم بالوسائل المتاحة وبشكل فردي دون تشكيل جماعات أو الانضمام إلى أخرى، أما الفئة الثانية فقد تحولت إلى عصابات ابتزاز ومجاميع خارجة عن القانون تستغل الاحتجاج ومسمياته لابتزاز المسؤولين وخصوصاً الجدد منهم الذين تولوا مناصبهم باسم تشرين، وهو الأمر الذي يظهر بأقصى تجلياته في محافظة ذي قار.
يوم أمس، قام مجموعة شباب من الناصرية بإغلاق ساحة الحبوبي وقطع عدة جسور بالإطارات المحترقة احتجاجاً على اعتقال صديقهم الذي يدعى "كرار الازيرجاوي" وهو أحد الأشخاص الذين برزوا خلال أيام احتجاجات تشرين وعُرف بقيادته مجموعة لقطع الطرق بالإطارات المحترقة.
بعد عملية الاعتقال التي جرت بسبب شكوى تقدمت بها النائب عن المحافظة والتي فازت بمقعدها النيابي عن كتلة امتداد وباسم تشرين، نيسان الزاير، اتهمت فيها كرار الازيرجاوي بالابتزاز، انقسمت الآراء كما تجري العادة في مثل تلك الأحداث بين من يرون أن اعتقال الازيرجاوي خطوة جيدة للخلاص من المبتزين وتخليص المحتجين بالدرجة الأساس ممن يتكلمون باسمهم ويمارسون أفعالا إجرامية، وبين من يقولون إن اعتقاله جاء بسبب دعاوى كيدية لملاحقة الثوار والمحتجين الحقيقيين لإنهاء الاحتجاج في ذي قار.
وبين هذا وذاك، انطلقت، مساء أمس الأحد، دعوة على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر في ساحة الحبوبي للضغط وإطلاق سراح كرار الازيرجاوي.
وبالفعل خرج العشرات من الشباب وأغلقوا جسر الحضارات ومنعوا المواطنين من العبور فضلا عن قيامهم بإحراق الإطارات في شوارع مختلفة وسط الناصرية ما تسبب بشلل في المحافظة.
وبحسب مصدر من داخل المحافظة، قال إن "الإرباك الذي حصل أدى إلى عقد جلسة عشائرية وأخذ (عطوة) باسم السادة وبحضور قائم مقام الناصرية، من عشائر البو صالح بسبب الاعتداء وسب أعراض الناس ومنهم النائبة نيسان الزاير الصالحي قبل أحد قيادات تشرين المكسور قبل شيخ عشائر آل ازيرج".
ووفقاً لمقطع فيديو متداول فقد تبين أن الجلسة انتهت بالاتفاق على أن يتم التنازل عن الدعوى من قبل الزاير خلال 3 أيام، مقابل أن تعود الحياة لطبيعتها في المحافظة وأن تتوقف أعمال قطع الشوارع والمظاهر الاحتجاجية.
المصدر أضاف، إن "ما جرى هو ابتزاز أكبر لحماية ابتزاز أصغر وكل ذلك تحت غطاء الاحتجاج"، متهماً جميع الشباب الذين تظاهروا لإطلاق سراح كرار بأنهم "شركاؤه بالابتزاز".
وبحسب تسجيل صوتي مسرب لمكالمة تليفونية بين عضو بمجلس محافظة ذي قار، وشخصين أحدهما يدعى "رائد" والآخر يدعى "مهند" ويتحدثون عن شخص يدعى "كرار"، فإن الأول قد تعرض للابتزاز من قبل رائد وكرار لدفع مبلغ قدره 8 ملايين دينار عراقي بمقابل أن يكفّوا عن ملاحقته والتظاهر أمام مكتبه ومطالبته بالاستقالة.
وقال أحد المتحدثين ويدعى رائد مع عضو المجلس: إن صفحات فوج الطوارئ، وفوج مكافحة الدوام، وساحة الحبوبي، ومعتصمي ذي قار، وقناة ذي قار، جميعها ستتوقف عن النشر ضدك وستتحول إلى دعمك.
التسجيل الصوتي جرى تداوله على نطاق واسع بعد عملية اعتقال كرار الازيرجاوي بوصفه إحدى عمليات الابتزاز السابقة التي تمارسها تلك عصابات في المحافظة، مع تأكيدات من عدة مصادر بأن (كرار) المذكور في التسجيل الصوتي هو نفسه المعتقل كرار الازيرجاوي.
جدير بالذكر، أنه في أيلول من عام 2022 ألقت أجهزة الأمن الوطني في ذي قار القبض على متهم يدير عمليات الابتزاز المالي لعدد من المسؤولين في المحافظة.
وذكر بيان للأمن الوطني أنه وبناءً على معلومات استخبارية أكدت وجود شخص يُدير عمليات منظمة لابتزاز المسؤولين والمواطنين الأبرياء في محافظة ذي قار.
وأضاف، أنه تم تشكيل فريق من مفارز الامن الوطني لتتبع هذا المتهم ومراقبة تحركاته، ليتم إلقاء القبض عليه بالجرم المشهود وفقاً للموافقات القضائية، مبينا أن عملية القبض تمت أثناء استلامه مبلغ 15 مليون دينار عراقي من أحد ضحاياه.
وفي عام 2021، قال محافظ ذي قار الأسبق أحمد غني الخفاجي في مؤتمر صحفي، إن جميع المسؤولين التنفيذيين في المحافظة يتعرضون للابتزاز من قبل بعض المنتفعين بصورة أو أخرى.