مخرجات زيارة بارزاني إلى تركيا تظهر.. إقصاء الاتحاد الوطني وإغراء الجيل الجديد
انفوبلس/ تقارير
عقب زيارة خاطفة إلى تركيا، ظهرت تفاصيل جديدة عن مخرجات ما بحثه مسرور بارزاني مع أردوغان، إذ أفادت المعلومات بأن أنقرة دخلت هذه المرة بقوة على خط تشكيل حكومة الإقليم، بينما تسرّب للعلن لقاء سري جمع بارزاني بشاسوار عبد الواحد والهدف.. التحالف وإقصاء الاتحاد الوطني الكردستاني! فماذا قال الأخير؟ وما الإملاءات التركية على مسرور بهذا الشأن؟
زيارة مسرور إلى أنقرة وبدء تدخل تركيا
قبل يومين، زار رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني، تركيا، والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبحثا ملفات المنطقة وقضايا الأمن، حسب البيانات الرسمية الصادرة عن الطرفين.
كما التقى بارزاني في أنقرة، وزير خارجية تركيا هاكان فيدان، وناقش معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين إقليم كردستان وتركيا، إلى جانب بحث آخر مستجدات الأوضاع العامة في العراق والمنطقة.
وعقب هذه الزيارة، أكد مصدر سياسي مطلع، أن “زيارة رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، إلى تركيا، شهدت نقاشات ودفع باتجاه تشكيل حكومة الإقليم الجديدة”.
وقال المصدر، إن “بارزاني، التقى خلال زيارته إلى تركيا، بزعيم حراك الجيل الجديد شاسوار عبد الواحد سرا، وتم التباحث حول مشاركة الجيل الجديد في حكومة الإقليم، ومنحهم عدة مناصب، بينها رئاسة برلمان الإقليم، ومنصب وزير المالية ونائب رئيس الإقليم”.
هل يُقصى الاتحاد الوطني؟
وبهذا الصدد، يؤكد الباحث في الشأن السياسي لطيف الشيخ، أن “تركيا تريد وضع الاتحاد الوطني الكردستاني في حلقة ضيقة، وأن لا يكون صاحب الشروط في مفاوضات تشكيل حكومة الإقليم، لأنه إذا اتفق الديمقراطي والجيل الجديد، فإن الاتحاد سيكون أمام الأمر الواقع وسيكون مضطرا بالقبول بكل السيناريوهات، ولا يفرض شروطه، بعكس ما كان يخطط له، من المساومة على منصب رئاسة الإقليم، وأخذ مناصب مهمة، واستغلال حاجة الديمقراطي له”.
وقال الشيخ، إن “تركيا تريد توجيه رسالة جديدة بأنها اللاعب الأقوى في المنطقة، وبعث رسالة للاتحاد الوطني بأن عليه تنفيذ مطالب تركيا، وعدم التعاون مع حزب العمال الكردستاني".
يشار إلى أنه، خلال وجود بارزاني في أنقرة، أصدرت الأخيرة قرارا بتمديد الحظر المفروض على مطار السليمانية لمدة 6 أشهر جديدة، على خلفية اتهامها الاتحاد الوطني الذي يدير المدينة، بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني.
الاتحاد الوطني: استبعادنا من تشكيل الحكومة مستحيل
من جانبه، يؤكد عضو الاتحاد الوطني الكردستاني أحمد هركي، أن “استبعاد الاتحاد الوطني من معادلة تشكيل حكومة الإقليم أمر يعد مستحيلا".
ويقول هركي، أنه “لا الثقل السياسي ولا الجغرافي الذي يتمتع به الاتحاد الوطني، تجعل منه صيدا سهلا، وحتى الأطراف الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة لن تقبل إلا بتشكيل حكومة متوازنة في الإقليم، والتوازن لن يتحقق إلا بمشاركة طرف رئيسي فيها، وهو الاتحاد الوطني".
ويلفت إلى أنه “لنتحدث بصراحة، فإنه واقعيا نظام الإدارتين مازال فعالا، والاتحاد الوطني صاحب النفوذ الأكبر في محافظتي السليمانية وحلبجة، وجغرافيا لا يمكن استبعاده، رغم وجود رغبة تركية بذلك".
ويتابع، أن “هناك اعتراضات أمريكية وأيضا من دول عربية وعلى رأسها الإمارات ومصر والأردن، على النفوذ التركي المتزايد في سوريا، لذلك تبحث أنقرة عن بدائل أخرى احتياطية، وهي تريد اختيار الإقليم لتنفيذ أجندتها عبر بعض المتحالفين معها، ولكن ما نؤكده بأن المراهقة التركية والانصياع خلفها لن ينجح، والمشروع التركي فشل في عدة مناطق ومنها كركوك، والإرادة الوطنية هي التي تنتصر في الأخير”.
اتصالات تركية للضغط على الاتحاد الوطني
في السياق، كشف تقرير لصحيفة العرب اللندنية، بأن الاتصالات التي تجريها القيادة السياسية التركية مع قيادات سياسية وحزبية كردية تشكل ضغطا شديدا على الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي تجمعه علاقات متوترة مع أنقرة بسبب اعتباره متحالفا مع حزب العمال الكردستاني الذي تخوض القوات التركية حرباً ضده متواصلة منذ أربعة عقود.
وأضاف التقرير، أن زيارة مسرور بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان، لأنقرة ولقاءه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعكسان محاولات لتكثيف الضغط على الاتحاد الوطني، خاصة في ظل استقبال أنقرة لرئيس حزب حراك الجيل الجديد، شاسوار عبدالواحد، في لقاء جمعه مع نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز.
الديمقراطي ينفي الاجتماع السري
من جهته، ينفي عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبين سلام، وجود “أي لقاء سري جمع رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني، مع رئيس حراك الجيل الجديد شاسوار عبد الواحد”.
ويوضح سلام، أن “وجود بارزاني وعبد الواحد في أنقرة بنفس اليوم هو مصادفة فقط، ولا يوجد أي ترتيب لها بشكل مسبق، ولم يجمعهم أي لقاء”.
ويردف، أن “الملفات التي بحثها بارزاني مع المسؤولين الأتراك، ركزت على وضع الكرد بسوريا، وملف استئناف تصدير نفط الإقليم عبر ميناء جيهان، وملفات اقتصادية وأمنية، ولم تتطرق لتشكيل الحكومة والأطراف التي ستشترك فيها، لآن هذا الأمر هو شأن داخلي خاص بالإقليم”.
ويوضح، أن “الحزب الديمقراطي لا يريد استثناء أي طرف من عملية تشكيل الحكومة، ولكن يجب أن تكون المشاركة وفقا للاستحقاقات الانتخابية، ونرفض عملية المساوامة وليّ الأذرع".
آلية تشكيل حكومة الإقليم
في النهاية، لابد من ذكر آلية تشكيل حكومة كردستان، إذ أنه ووفقا للقانون، فإن الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يمتلك 39 مقعداً، مع مقاعد الجيل الجديد الـ 15، ستشكل الأغلبية داخل برلمان الإقليم الذي يحتاج إلى 51 مقعداً فقط، من مجموع عدد المقاعد البالغة 100 مقعد.
وبهذا يستطيع تشكيل حكومة الإقليم، وتسمية المناصب، دون الحاجة للاتحاد الوطني الكردستاني، صاحب المرتبة الثانية، والذي يمتلك 23 مقعدا.