مسعود بارزاني في بغداد غدا.. ما الذي يحمله؟ انفوبلس تستبق الزيارة بكشف أبرز أهدافها
انفوبلس/ تقارير
بعد ست سنوات من القطيعة، يجري مسعود بارزاني زيارة إلى بغداد في ظروف أشبه بالعصيبة عليه، فمسألة الرواتب والتوغل التركي وتصدير النفط والانتخابات في الإقليم، باتت أشبه بالحبل الذي يلفّ رقبته ويحتاج لمن يفكّ عقدته، ولهذا سيسعى يوم غد إلى كسب ود أكبر عدد ممكن من القادة السياسيين، فما الذي ستحمله تلك الزيارة؟ 5 قضايا رئيسية سيحرص بارزاني على مناقشتها في العاصمة هي ما صدّرها حزبه للإعلام، لكن ثمة أهدافا أخرى يطبخها بارزاني خلف الكواليس وهي ما تناولها التقرير الذي فصّل أسباب وأهداف وأجندات تلك الزيارة المقرر إجراؤها غدا الأربعاء.
زيارة رسمية يوم غد
بعد قطيعة استمرت نحو 6 سنوات، يجري رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني زيارة إلى بغداد غداً الأربعاء.
وقالت مصادر كردية، إن "بارزاني سيصل إلى بغداد الأربعاء لإجراء سلسلة من النقاشات والمفاوضات مع معظم القادة السياسيين لوضع حل نهائي للمشكلات القائمة بين الجانبين".
الملفات التي سيبحثها بارزاني في بغداد
ترجح المصادر أن تشمل مفاوضات بارزاني في بغداد الأوضاع بقضاء سنجار إلى جانب التوغل الأخير للجيش التركي في محافظة دهوك ومدن كردية أخرى.
وتضيف، أن أرضية الخلافات بين بغداد وأربيل تمتد لتشمل قضايا عديدة، وضمنها مخصصات الإقليم المالية ومرتبات الموظفين وقانون النفط والغاز وملف الانتخابات وحتى الموقف من محافظة كركوك التي لم ينجح حتى الآن مجلسها في انتخاب حكومتها المحلية رغم مرور أكثر من 6 أشهر على إجراء الانتخابات.
ووصل وفد من حكومة إقليم كردستان إلى بغداد، أمس الاثنين، ويبدو أنه جاء تمهيداً لزيارة بارزاني وما يمكن أن تطرحه على طاولة المفاوضات. ويضم الوفد وزير الداخلية ريبر أحمد، ووزير المالية والاقتصاد آوات شيخ جناب، ومدير عام الجمارك والمعابر الحدودية.
ماذا تحمل الزيارة؟
وبحسب تقارير محلية ومصادر كردية، فإن زيارة بارزاني ستشهد مناقشة عدة قضايا، حيث يمكن وصف الزيارة بأنها ليست لبحث ملفات عالقة بل تتويجا نهائيا لانتهاء جميع النقاشات الفنية والقانونية لمجمل الملفات الآنية منها على الأقل، المتمثلة بالرواتب والأزمات السياسية، مع استمرار الملفات الكبيرة المتمثلة بقانون النفط والغاز وكذلك ملف استئناف تصدير نفط الاقليم الذي أصبح يدور بحلقة مفرغة بين بغداد والشركات الاجنبية العاملة في الاقليم.
وتتزامن زيارة بارزاني أيضا مع التوغل التركي والعمليات البرية التي تقوم بها في شمال دهوك ضمن إقليم كردستان.
أجندات الزيارة
بهذا الصدد، قال المحلل السياسي الكردي، ياسين عزيز، إن "الزيارة ستحمل معاني مهمة لاستمرار الأجواء الإيجابية بين أربيل وبغداد لاسيما مع تطور العلاقة إيجابياً بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية".
وأضاف عزيز، “كما أن الزيارة تأتي بعد تحديد موعد جديد لانتخابات برلمان الإقليم، ومسعود بارزاني يريد أن تستمر هذه الأجواء الإيجابية لتكون نقطة إيجابية لحزبه ولحكومة الإقليم من أجل كسب الشارع الكردي".
وتابع، “كما أن الزيارة تأتي لإزالة أي ملامح للأزمة التي كانت موجودة بين القيادة الكردية لاسيما قيادة البرزاني مع الأحزاب والأطراف الشيعية".
5 قضايا رئيسية
بالمقابل، كشف الحزب الديمقراطي الكردستاني، اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل زيارة رئيس الحزب مسعود بارزاني المقررة إلى بغداد غداً.
وقال النائب عن الحزب شيروان الدوبرداني في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "بارزاني سيلتقي بقادة الأحزاب السياسية إضافة الى رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس القضاء الأعلى".
وأضاف، إن "هذه الزيارة الأولى لبارزاني الى بغداد منذ ست سنوات"، لافتا الى أنه "سيتم بحث موضوع اللجان المشتركة بين بغداد واربيل، حيث إن الأمور إيجابية ومعظم المشاكل تُحل عبر اللجنة".
فيما كشف مصدر مطلع أن "الاجتماعات تهدف إلى إيجاد الحل المناسب وإنهاء الملفات العالقة بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية"، لافتا الى أن "الزيارة ستُسهم في مزيد من الانفتاح بين أربيل وبغداد".
وتابع، إن "الزيارة تأتي في وقت حساس"، مضيفاً أن "هناك العديد من القضايا المحلية والإقليمية والدولية التي يجب على العراق وإقليم كردستان الاستعداد لها وتعزيز الوضع الداخلي".
وبين، إن "الاجتماعات ستناقش إيجاد الحلول اللازمة لعدد من القضايا، من بينها موازنة إقليم كردستان والرواتب وقانون النفط والغاز والانتخابات وعدم تشكيل حكومة محلية في كركوك وعدد من القضايا الأخرى"، موضحا أن "ملف سنجار وغيره سيكون على طاولة النقاش بين الرئيس بارزاني والقوى والأحزاب السياسية العراقية".
عهد جديد مع القضاء
وإلى جانب ما قد تُسفر عنه زيارة مسعود بارزاني من نتائج إيجابية تنعكس آثارها على الحزب الديمقراطي، تسارع أربيل إلى تمتين علاقاتها بالقضاء العراقي بشكل عام وبالمحكمة الاتحادية على وجه الخصوص، علماً بأن العلاقات كانت قد تصدّعت كثيراً خلال السنوات الماضية.
ومن أبرز مظاهر هذا التوجه الجديد، الدعم الذي أظهره رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، حيال رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان بعد الإساءة الأميركية الأخيرة بحقه.
وقال بارزاني في تدوينة عبر منصة "إكس": "نؤكد دعمنا ومساندتنا لسيادة القاضي فائق زيدان، رئيس مجلس القضاء الأعلى. نثمن جهوده الكبيرة وخدمته المخلصة للقضاء والوطن، ونرفض أي استهداف أو طعن أو تصريح يمس سمعته أو ينال من مكانته".
بدوره، قدم رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني، دعمه لفائق زيدان، وذكر في بيان، أن "المؤسسة القضائية العراقية مؤسسة وطنية مستقلة ومحترمة من جميع العراقيين والمساس بهذه المؤسسة ورئيسها القاضي فائق زيدان، أمر مرفوض ومدان أياً كانت الجهة أو الأطراف أو الأشخاص الذين يتجرؤون على استهدافها".
لقاءات بالمالكي والعبادي والعامري
مصادر أخرى، ذكرت أن "بارزاني سيلتقي عدداً من القادة، بينهم رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ورئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، ورئيس تحالف الفتح هادي العامري وغيرهم من القادة السياسيين".
يشار إلى أن آخر زيارة لبارزاني إلى بغداد، كانت يوم الخميس 22 تشرين الثاني 2018، حيث رافقه وفد للقاء كبار المسؤولين العراقيين وبحث العملية السياسية، وكان في استقباله في مطار بغداد الدولي رئيس البرلمان العراقي آنذاك محمد الحلبوسي ورئيس تحالف الفتح هادي العامري وعدد من الوزراء العراقيين والمسؤولين السياسيين والإداريين والأمنيين.
والتقى بارزاني خلال تلك الزيارة، رئيس الوزراء العراقي آنذاك عادل عبد المهدي، ورئيس البرلمان العراقي آنذاك محمد الحلبوسي، ورئيس تحالف الفتح هادي العامري، وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ورئيس حركة عطاء فالح الفياض، ورئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، ورئيس جبهة الحوار الوطني، صالح المطلك، وعدد من أعضاء أحزاب أخرى، كما التقى بزعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر في النجف.
أهداف غير معلنة تُطبخ خلف الكواليس
لأنها تستهدف الإفهام لا الإبهام، حرصت انفوبلس على تناول هذه الزيارة من جميع جوانبها، إذ اعتمدت على مصادر تارة، وتارة أخرى على شخصيات من داخل حزب بارزاني، وأيضا على محللين سياسيين كُرد وليسوا عربا، ولهذا فإن ثم أهدافا أخرى مبهمة للزيارة لابد من ذكرها وجاءت على لسان الأكاديمي حيدر سلمان.
ويقول سلمان تعليقا على الزيارة، "على القادة العراقيين أن يعرفوا جيدا أن هذه الزيارة هي لتخفيف الضغط عن حزب بارزاني وأخذ المكتسبات وتنحية نظيره "اليكتي" وأي كتلة كردية أخرى، عن تقاربها لبغداد لصالحه بدلا عنهم".
ويضيف، "تجب مساءلة بارزاني عن النفط المُباع وإيراداته واستمرار تهريب النفط العراقي والسوري بعلم وإدارة مباشرة من حزبه "البارتي" وكذلك مصير الأموال عن المبيعات السابقة".
وتابع سلمان، "على صُنّاع القرار في بغداد المضي بالتركيز على مكتسبات المواطن والموظف الكردي وإيصال حقوقه له بشكل مباشر كأي موظف أو مواطن في باقي العراق فهي أهم ورقة يضغط بها البارتي".