معركة المحافظ محمد المياحي والنائب يوسف الكلابي تشتد.. ما قصة الطائرات المسيرة والـ15 مليار دينار؟
انفوبلس/ تقرير
بعد مصادقة رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد على المراسيم الجمهورية للمحافظين الجدد ومن بينهم محافظ واسط محمد المياحي، قدم الأخير، بلاغاً إلى الادعاء العام في العراق، بشأن قيام أحد أعضاء البرلمان عن محافظة واسط، بتهديد أعضاء مجلس المحافظة لغرض تنصيبه محافظًا لواسط، فما الذي يجري بينه وبين النائب يوسف الكلابي؟
وبحسب وثيقة صادرة من محافظ واسط محمد جميل المياحي ورئيس مجلس المحافظة علي سليمون، حصلت عليها "انفوبلس"، أظهرت قيامهم بتقديم بلاغ للادعاء العام بحق النائب يوسف الكلابي بعد تهديده أعضاء المجلس بالتصفية.
وبحسب وثيقة البلاغ المشترك بتاريخ (14 شباط 2024) فإنه "تم تقديم بلاغ رسمي بحق عضو مجلس النواب عن محافظة واسط يوسف بعير الكلابي، بعد قيامه بتهديد وترغيب عدد من أعضاء مجلس محافظة واسط وخاصة عن كتلة واسط أجمل كان الغاية منها استمالتهم تحت التهديد المباشر من أجل دعمه ليكون محافظا لواسط".
يوسف الكلابي، حاول استمالة أعضاء مجلس واسط ولاسيما أعضاء تحالف واسط أجمل بعروض مالية كبيرة، وكذلك بالتهديد بالطائرات المسيرة والتصفية الجسدية وحاول تلفيق التهم واذكاء الفتنة بين أعضاء تحالف واسط أجمل مع باقي الكتل السياسية، فضلا عن إعلانه بشكل علني استعداده إنفاق 15 مليار دينار لغرض منصب المحافظ تهديد بعض المقاولين والمستثمرين، بحسب الوثيقة.
وقال المياحي وسليمون إن الأفعال أعلاه تندرج ضمن الإرهاب والفساد والخيانة في تمثيل الشعب، لذلك نقدم شكوى رسمية نطلب فيها تشكيل فريق من القضاء العراقي للتحقق والتحقيق مع الاعضاء ومع المتهم أعلاه بغية إحالته للمحاكم المختصة وإنهاء عضويته في مجلس النواب العراقي.
وبينما حُسم منصب محافظ واسط للمحافظ نفسه محمد المياحي الذي فازت قائمته بالأغلبية، تغيرت الأمور بعد تأديته القسم نتيجة الخلافات التي برزت بين بعض قوى الإطار التنسيقي التي طعنت في طريقة انتخابه، وهو ما أدى إلى تعطيل إصدار المراسيم الجمهورية للمصادقة على المحافظين الجدد.
وفي وقت سابق، حاول النائب يوسف الكلابي، بجمع تواقيع من اجل الغاء جلسة محافظ واسط التي صوتت لصالح المياحي محافظاً لواسط، ليرد عليه الأخير في تدوينة له بيت شعر باللغة العامية قائلا فيه "زودت ملحي وياك مو قصدي أخاويك…بس ردت اشوف الناس خسة شكثر بيك".
يوم الاثنين الـ5 من شباط الجاري، صوت مجلس محافظة واسط، على تجديد الولاية للمحافظ الحالي محمد جميل المياحي، كما صوت على علي حسين سليمون رئيساً لمجلس المحافظة.
ووجه النائب عدنان الجحيشي مؤخراً، كتابا إلى رئاسة البرلمان حول عدم أهلية انعقاد جلسة التصويت على اختيار محافظ واسط من قبل اعضاء مجلس المحافظة، فيما أشار الى انها ترتبت عليها مخالفات قانونية ودستورية.
ووصف محافظ واسط محمد جميل المياحي مؤخراً، الكتاب الصادر عن رئيس البرلمان بالنيابة محسن المندلاوي، الذي اعترض على اقامة جلسة مجلس المحافظة في موقع بديل، بأنه كتاب "سياسي وغير قانوني"، ملوحاً بإقامة دعاوى ضده، وأنه لن يتحالف معه مهما فعل.
بيان للمياحي، ذكر أن "محسن المندلاوي يعترض على إقامة جلسة مجلس محافظة في الموقع البديل للمحافظة، ولا يعترض على إقامة جلسة في قيادة العمليات في الساعة الواحدة أو الثانية ليلاً". وأضاف محمد جميل المياحي مخاطباً محسن المندلاوي: "يا سيد محسن لن أقبل أن أكون ضمن فريقك، ولا يمكن أن تكون قائمتي متحالفة معك. سأقيم دعاوى عليك على كتابك السياسي غير القانوني".
وفي منشور له بموقع فيسبوك، قال المياحي: "اعتذر جداً لقد تسببت بأذيتكم وإشغالكم في هذه الايام الحساسة وهناك من تعمد للعب بعواطفكم، مواقفكم معي ومع اخوتي الاعضاء الذين شكلوا الاغلبية في مجلس المحافظة موقف مشرف نجدد عهدنا لكم أمام الله اننا لن نخذلكم".
وأوضح: "بما أننا رجال قانون وبناة دولة مؤسسات علينا ان نثق ونحتكم لتلك المؤسسات في حل الخصومات القانونية وهنا نضع ثقتنا بالقضاء الاداري ونعول عليه أن يتجرد من الضغوط السياسية وان يتعامل مع الجميع بروح القانون ويضع مصلحة المحافظة وخدمة الناس اولاً، فأننا التزمنا بالسياق القانوني وشكلنا مجلس محافظة وادارة المحافظة وفي وضح النهار وحسب السياقات القانونية المرسومة وكل الثبوتات القانونية متوفرة، لذلك ادعوكم للهدوء والاطمئنان وحق التظاهر للدفاع عن اصواتكم كفله الدستور، لكن نؤجل ذلك ولا نقوم بأي خطوة من شأنها تقوض الاستقرار في المحافظة".
وأردف المياحي: "نحن بناة هذه المحافظة ولن نسمح لأنفسنا او لغيرنا تخريب ما تم بناءه"، مشيراً الى أن "المشكلة السياسية مع بعض قوى الإطار المحترمة قابلة للحل وهم اخوتنا الكبار نحتاج دعمهم واسنادهم من اجل اكمال بناء واسط، وجميعهم شركاء في ادارة المحافظة". وأكد المياحي: "لن نقصي احداً ولا نتعامل بأمور شخصية. واسط تجمعنا ونحن في واسط أجمل خدام لواسط ولكل من يساعدنا".
ورداً على ما نشره محافظ واسط محمد جميل المياحي حول اتهامه لرئيس مجلس النواب بالإنابة بـ"التسييس" واعتراضه على كتاب مجلس النواب، اصدر نواب وأعضاء بمجلس محافظة واسط بياناً، ذكروا فيه أن "الكتاب صدر بعد طلبات تقدم بها نواب واسط واعضاء مجلس محافظة مع الخروقات القانونية، استنادا للمادة 20 من قانون المحافظات غير المنتظمة بإقليم". وأكدوا في بيانهم: "سنتبع كل الطرق القانونية لحفظ حق ابناء واسط".
والثلاثاء الماضي 13 شباط/فبراير 2024، أعلنت رئاسة الجمهورية، مصادقة الرئيس على مراسيم جمهورية بتعيين عدد من المحافظين.
وذكر بيان للرئاسة ورد لـ "إنفوبلس"، أن "رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، صادق، على اصدار مراسيم جمهورية بتعيين عدد من المحافظين لمحافظات بغداد، والبصرة، ونينوى، وبابل، وكربلاء، وواسط، وذي قار، والنجف، والأنبار، والمثنى، وميسان، والديوانية بعد استكمال إجراءات التدقيق من قبل الدائرة القانونية". وبينت، أنه "سيتم استكمال إجراءات تعيين وإصدار مراسيم باقي المحافظين".
ووفق المعلومات الواردة، فإن محمد جميل المياحي، وبعد استلامه قرار تسنمه منصب محافظ واسط من رئيس الجمهورية، زار اليوم رئيس مجلس القضاء العراقي الأعلى فائق زيدان، فيما لم تعرف بعد إن كانت زيارته بهدف تقديم شكوى رسمية بحق يوسف الكلابي أم لسبب آخر.
ووفقًا لمصادر محلية في واسط، يستخدم المياحي كافة الوسائل المتاحة، بما في ذلك التواصل مع رؤساء العشائر والمقاولين المستفيدين منه، بهدف تنظيم تظاهرات داعمة له وضد أي محاولات لإقالته.
ويتزايد الضغط على المياحي مع تزايد الاتهامات الموجهة له بشأن استغلال موارد المحافظة لأغراض شخصية وشراء الأصوات والتظاهر بالدعم الشعبي. وتقول مصادر محلية إن المياحي بدأ يشعر بالخوف من تداعيات موقفه، حيث طلب من أنصاره عدم التظاهر والاكتفاء بدعمه من الخلفية.
كما ان محافظ واسط محمد جميل المياحي، كشف مؤخراً بعد لقائه الأمين العام لحركة العراق الإسلامية "كتائب الإمام علي" شبل الزيدي، عن تعاون لمستقبل أجمل للمحافظة.
محافظة واسط.. نتائج انتخابات مجالس المحافظات العراقية 2023
شبكة "انفوبلس" تنشر النتائج النهائية لانتخابات مجالس المحافظات العراقية (الانتخابات المحلية)، وفقا لما نشرته المفوضية العليا المستقلة للانتخابات:
عدد الاصوات الكلي: 255,290
واسط أجمل:102,285
ائتلاف دولة القانون: 33,297
تحالف نبني: 32,971
تحالف قوة الدولة: 31,157
تحالف خيمة واسط: 14,078
عادل محمد كاظم جودي اللامي/ فيلي: 2,285
عدد المقاعد
عدد المقاعد الكلي: 15 مقعدًا
عدد مقاعد الرجال: 10 مقاعد
عدد مقاعد النساء: 4 مقاعد
عدد مقاعد المكونات: مقعد واحد
توزيع المقاعد وفق الأحزاب
واسط أجمل: 7 مقاعد
ائتلاف دولة القانون: مقعدين
تحالف نبني: مقعدين
تحالف قوة الدولة: مقعدين
تحالف خيمة واسط: مقعد واحد
عادل محمد كاظم جودي اللامي/ فيلي: مقعد واحد
أسماء الفائزين:
1. محمد جميل عوده راهي الغريباوي
2. باسم خشان زبار دنبوس الزبيدي
3. حسين رزاق حسين فرهود القريشي
4. حبيب محمد جابر حسين البدر
5. سلام عبد الحسين مظهر جلاب العجيلي
6. ختام عبد العباس فاضل وكع العجيلي
7. رسل احسان عبد الجليل علي الشمري
8. علي هادي ناظم سلمان العامري
9. اسراء حميد ملي منصور اللامي
10. علي حسن سليمون حميد الداوري
11. ونس ناظم عبيد صخي المجيلي
12. رحمن حسين عليوي عيادة الدلفي
13. حيدر عجاج مخيلف محمد الشمري
14. عدنان حسن عليوي مصلح الجحيشي
15. عادل محمد كاظم جودي اللامي
وتنافس 262 مرشحا على 15 مقعدا في مجلس محافظة واسط، من ضمنها مقعد واحد مخصص للكرد الفيلية، في الانتخابات التي أن أجريت في 18 كانون الأول ديسمبر الماضي 2023.
وجرت هذه الانتخابات بغياب التيار الصدري، حيث قرر زعيم التيار مقتدى الصدر بتاريخ 13 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، مقاطعة الانتخابات على مستوى الترشيح والانتخاب، ما دفع أنصاره إلى شن حملة مقاطعة شاملة والترويج لها منذ أكثر من شهر.
وتتمتع مجالس المحافظات، التي أُنشئت بعد احتلال العراق في عام 2003، بصلاحيات واسعة، على رأسها انتخاب المحافظ، ووضع ميزانيات في الصحة والنقل والتعليم عبر موازنات مخصصة لها في الموازنة العامة، وإصدار التشريعات المحلية، بما يمكنها من إدارة شؤونها وفق مبدأ اللامركزية الإدارية، من دون أن يتعارض ذلك مع الدستور والقوانين الاتحادية التي تندرج ضمن الاختصاصات الحصرية للسلطات.
وشهد العراق في 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي أول انتخابات محلية منذ عام 2013، في 15 محافظة، بنسبة مشاركة تجاوزت 41% (6 ملايين عراقي من أصل 26 مليون شخص يحق لهم التصويت).