مقتل أيسر الخفاجي يتحول إلى أزمة وتوقعات باستمرار التصعيد لعرقلة عمل حكومة الصادقون في بابل
احتقان في بابل وتوتر منذ تسلم عدنان فيحان منصب المحافظ
مقتل أيسر الخفاجي يتحول إلى أزمة وتوقعات باستمرار التصعيد لعرقلة عمل حكومة الصادقون المحلية
انفوبلس/..
منذ الإعلان الرسمي عن تنصيب عدنان فيحان، القيادي في حركة عصائب أهل الحق، رئيساً للحكومة المحلية في محافظة بابل، شهدت الأوضاع هناك حالة من الغليان والاحتقان؛ بسبب رفض التابعين للتيار الصدري وبعض من أنصار الحركات "التشرينية" لتسلم فيحان هذا المنصب، وسط توقعات باستمرار التصعيد لعرقلة عمل حكومة الصادقون المحلية.
وما زاد الأزمة "الحلّاوية" هو اعتقال مجهولين للناشط والمدون المعروف بانتمائه للتيار الصدري، أيسر الخفاجي، والعثور على جثته مقتولاً صباح اليوم الاثنين.
*انتخاب فيحان
فجر 6 شباط الجاري، صوت مجلس بابل، بالموافقة على اختيار أسعد المسلماوي رئيساً له، وحمزة جبار نائباً للرئيس، فيما صوت على اختيار عدنان فيحان الدليمي محافظاً، وعلاء الأعرجي نائباً أول، وأحمد الغريباوي نائباً ثانياً.
*فيحان مع رئيس الجمهورية
رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، أكد أن محافظة بابل تحتاج إلى اهتمام خاص وبشكل يتناسب مع مكانتها التاريخية والحضارية العريقة، في حين أشار إلى أن المرحلة المقبلة هي استكمال لمرحلة البناء وتحقيق الإنجازات وتقديم الخدمات وترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد.
وذكرت رئاسة الجمهورية في بيان، يوم أمس، أن رشيد استقبل، محافظ بابل عدنان فيحان، وفي مُستهل اللقاء، سلّم رشيد للمحافظة "المرسوم الجمهوري بتعيينه محافظاً لبابل، كما هنّأه بمناسبة تسنمه منصبه الجديد، معرباً عن أمنياته له بالتوفيق في مهام عمله".
وأكد رئيس الجمهورية، أن "محافظة بابل تحتاج إلى اهتمام خاص وبشكل يتناسب مع مكانتها التاريخية والحضارية العريقة"، مشدداً على "ضرورة الاهتمام بتحسين الخدمات المقدمة للزوار والسياح الذين يتوافدون على المحافظة من مختلف الدول".
وأضاف، أن "المرحلة المقبلة هي استكمال لمرحلة البناء وتحقيق الإنجازات وتقديم الخدمات وترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد"، مشدداً على "ضرورة مدّ جسور التواصل والتعاون بين المسؤول والمواطن، وتلبية مطالبه المشروعة، وتذليل العقبات التي يواجهها لدى مراجعة الدوائر والمؤسسات الحكومية، وأن خدمة المواطن وتلمس احتياجاته هدف نبيل تسعى إليه الحكومة".
من جانبه، قدّم فيحان إيجازاً عن "خططه المستقبلية لتحسين أوضاع المحافظة الأمنية والاقتصادية والزراعية، إضافة إلى مواجهة شح المياه والجفاف وتداعياته الخطيرة على حياة المواطنين"، كما استعرض المحافظ "البرنامج الذي تم إعداده للنهوض بواقع الخدمات وإنجاز المشاريع غير المكتملة وتأهيل البنى التحتية لاستكمال عملية التنمية والبناء في البلاد".
*رفض المعارضين
بعض القوى التي تطلق على نفسها مستقلة، وأخرى تدّعي أنها ممثلة عن "تظاهرات تشرين" في مجلس محافظة بابل، أعلنت رفضها لتنصيب عدنان فيحان رئيساً للحكومة المحلية هناك.
ودعت الكتل المنضوية تحت اسم "تكتل بابل" وهي (إشراقة كانون وبرلمان الشعب وتجمع الفاو وزاخو)، الى الخروج بتظاهرات رفضاً لتنصيب فيحان، وأعلنت رفضها القبول بجلسة التنصيب.
من جانبه انتقد عضو مجلس بابل محمد المنصوري، عقد الجلسة في الساعة الثانية ليلا، وقال إن "11 عضوا خائنا في بابل باعوا المبدأ واحتالوا على القانون ويعقدون جلسة غير قانونية في منتصف الليل ولابد من لجمهم! وعلى جماهير بابل التهيؤ للثورة والنزول للشارع!".
وأضاف، "البقاء للأصلح ولا يمكن قبول جلسة 2 ليلا مطلقا وخديعة أحزاب الشر والفشل وشخوصها الجرباء المجربة بالفساد والافساد".
*تظاهرات
بعد هذه الدعوات التي أطلقت للتظاهر، خرج أنصار هذه القوى مدعومين بعدد من أنصار التيار الصدري، في تظاهرات ووقفات احتجاجية رافضة لـ"فيحان".
ضرغام ماجد، الناشط المعروف، قاد تظاهرات في بابل، لكنه قرر فيما بعد القدوم إلى بغداد التي وصلها أمس الأحد ومعه مجموعة من أنصاره، وقاموا بتنظيم تظاهرة أمام الجسر المعلق وسط العاصمة.
*المستقلون خاسرون
في الأثناء، قال النائب عن محافظة بابل ياسر وتوت، في حديث صحافي، إن “المستقلين في محافظة بابل يمتلكون ستة مقاعد فقط، بينما إدارة الدولة يمتلك عشرة أشخاص، الأمر الذي لا يمكّن المستقلين من تشكيل الحكومة المحلية في بابل”.
وأوضح وتوت، إن “التصعيد حصل بسبب اعتراض على عدم تشكيل الحكومة المحلية من قبل المستقلين، ونحن مُجبَرون على التحالف، حفاظاً على خدمة المحافظة”، مشيراً إلى أن “الاتهامات توجهت لتحالف قيم بالخيانة ولكن لا يمكن أن نبقى معارضة”.
*أزمة متفاقمة
ما فاقم الأزمة في محافظة بابل، هو اعتقال الناشط الصدري، أيسر الخفاجي، يوم أمس الأحد، على يد مجهولين.
وقال مصدر محلي، إن الخفاجي اختُطف أثناء عودته من الجامعة متوجهاً الى منزله في منطقة أبي غرق، موضحا أن كميناً مكوناً من عجلتين نوع “بيك آب” كانتا بانتظاره وأن إحداهما تعمدت دهسه ومن ثم اختطافه الى جهة مجهولة.
وتابع المصدر، إن الأجهزة الأمنية أغلقت مداخل ومخارج المحافظة بحثاً عن الخفاجي.
*العثور على الجثة
عمليات البحث الأمنية عن الخفاجي تكللت بالعثور عليه، لكنه جثة هامدة مرمية على الطريق السريع الدولي المحاذي لمحافظة بابل.
وأفاد مصدر أمني، اليوم الاثنين (19 شباط 2024)، بالعثور على جثة الناشط المدني "أيسر الخفاجي" على الطريق السريع الدولي.
وقال المصدر، إنه "تم العثور على جثة الناشط المدني أيسر الخفاجي، مقتولا، مرمية على الطريق السريع الدولي المحاذي لمحافظة بابل".
*الداخلية تعلن التوصل لخيوط مهمة بشأن اغتيال الخفاجي
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية، التوصل الى خيوط مهمة بقضية اغتيال الناشط المدني في بابل.
وذكرت الوزارة في بيان تلقته "إنفوبلس"، أنه "في الوقت الذي تسعى فيه الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية للعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار في مختلف مناطق البلاد، تحاول عناصر خارجة عن القانون بين الحين والآخر تعكير صفو هذا الاستقرار، الأمر الذي لن تسمح به وزارة الداخلية".
وأضاف، أن "آخره ما حصل في محافظة بابل، إذ أقدمت مجموعة من الخارجين عن القانون على دهس مواطن أمام منزله في قضاء أبي غرق في مدينة الحلة واقتياده إلى جهة مجهولة يوم أمس، حيث باشر فريق عمل مختص ضمن قيادة شرطة محافظة بابل بالبحث والتحري وجمع المعلومات وعثر على جثة المغدور صباح اليوم الاثنين ملقاة على الطريق السريع في منطقة جبلة".
وأكد، أنه "توصل فريق العمل الأمني الى خيوط مهمة عن الجناة الذين لن يفلتوا من العقاب وسيتم تسليمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل".