ممثل كردستان لم يغادر الأراضي السويدية رغم قطع العلاقات!.. هل يملك الإقليم وزارة خارجية خاصة به؟
انفوبلس/ تقرير
"الحمّة تجيك من الرجلين"، عبّرت كتل سياسية وأعضاء داخل مجلس النواب العراقي، عن استيائهم وغضبهم من تصرفات حكومة إقليم كردستان التي قررت عدم استدعاء ممثلها في السويد، على غرار قرار حكومة بغداد، المتمثل بقطع العلاقات الدبلوماسية وطرد السفيرة السويدية واستدعاء القائم بالأعمال العراقي.
ممثل كردستان في السويد لم يغادر رغم قرار بغداد بقطع العلاقات الدبلوماسية معها
وأعلنت دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان، يوم الخميس 20 تموز/ يوليو 2023، تعليق أنشطة وأعمال ممثلية حكومة الإقليم في العاصمة السويدية ستوكهولم، دون سحبها منها على غرار قرار حكومة بغداد.
وقالت الدائرة في بيان، "ندين بشدة التطاول على القرآن الكريم للمرة الثانية على التوالي في العاصمة السويدية ستوكهولم". وأضافت: "كما تدين الاعتداء على السفارة السويدية في بغداد، الأمر الذي يتعارض مع الأعراف والقوانين الدولية واتفاقية فيينا لعام 1961".
وقد وثقت عدسات العالم بأجمعه، ما حصل يوم الخميس الماضي 20 تموز/يوليو 2023، عندما أقدم، المتطرف من أصول عراقية سلوان موميكا على تمزيق نسخة من القرآن والعلم العراقي أمام سفارة بغداد لدى ستوكهولم، في واقعة هي الثانية للشخص نفسه بعد الأولى أواخر يونيو/ حزيران الماضي، عقب سماح السلطات السويدية له باستهداف مقدسات المسلمين.
قرار الحكومة العراقية جاء كـ"الصاعقة"، فوجه رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، بقطع العلاقات الدبلوماسية وطرد السفيرة السويدية واستدعاء القائم بالأعمال العراقي في السويد، وهو ما لم يكرره أي بلد عربي أخر.
جاء في البيان الصادر عن رئاسة الوزراء العراقية أنه "وجّه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وزارة الخارجية بسحب القائم بالأعمال العراقي من سفارة جمهورية العراق في العاصمة السويدية ستوكهولم". وأضاف البيان أنه وجه كذلك "بالطلب من السفيرة السويدية في بغداد بمغادرة الأراضي العراقية، رداً على تكرار سماح الحكومة السويدية بحرق القرآن الكريم والإساءة للمقدسات الإسلامية وحرق العلم العراقي".
إضافة إلى ذلك، أعلنت السلطات العراقية، تعليق ترخيص عمل شركة إريكسون السويدية للاتصالات على الأراضي العراقية على خلفية القضية نفسها، كما ورد في بيان صادر عن هيئة الاعلام والاتصالات الحكومية.
البلدان العربية وإذا لم تكن جميعها، إلا أن أغلبها استخدمت أسلوبين مع حادثة حرق القرآن، بينها من التزم الصمت والآخر من أبدى موقفاً أبسط ما يُقال عنه بـ"الخجول"، عبر التنديد والاستنكار.
بعدها، القائم بالأعمال العراقي غادر السويد تنفيذا لتوجيهات الحكومة العراقية، إلا أن الأمر المثير ودائما ما يعبَّر عنه بالمثل الشعبي "الحمّة تجيك من الرجلين"، امتنع ممثل إقليم كردستان الامتثال لتوجيهات الحكومة وإلى الآن لم يغادر، ولم تقطع أربيل علاقتها مع ستوكهولم.
عضو مجلس النواب، محمد سعدون السوداني، عدَّ، بقاء ممثل حكومة إقليم كردستان في السويد تصرف "غير لائق وغير مقبول"، وفيما أكد أن بقاء الأخير من عدمه لا يعني شيئا، كما أشار إلى أن صفته الرسمية قد "سقطت".
بقاء ممثل كردستان في السويد تصرف غير لائق وغير مقبول
وذكر السوداني، أن "الممثل عن حكومة إقليم كردستان في السويد يمثل العراق، وهو سفير عن الحكومة، وقرار سحب القائم بالأعمال العراقي من ستوكهولم كان واضحاً ويجب أن يُنفذ من قبل كادر السفارة بكل تفاصيله". وأضاف، أن "تزمُّت ممثل كردستان ومحاولته البقاء وعدم تنفيذ التوجيه الحكومي، فإن بقاءه يعني أنه لن يمثل العراق ولا سفيراً عن الحكومة بأي صفة كانت، بل سقطت منه الصفة الرسمية بمجرد ضرب قرار الحكومة".
واعتبر عضو مجلس النواب: "بقاء ممثل كردستان في السويد تصرف غير لائق وغير مقبول، على اعتبار أنه لابد أن يؤتمَر بأمر الحكومة العراقية"، مكرراً تأكيده": بمجرد سحب السفراء والكادر من السويد سقطت عنه الصفة الرسمية كأنه سفير في السويد، فبقاؤه من عدمه لا يعني شيئا".
وشدد السوداني على "ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه؛ لكي لا يكون مثالاً للآخرين عندما تتخذ الحكومة العراقية هكذا قرارات"، لافتاً الى أن "الأخير لا يمثل الأكراد وحكومة كردستان بل يمثل الحكومة العراقية فليس من حقه البقاء بالسويد".
إذا تأخرت حكومة كردستان عن قطع العلاقات فهناك خلل في وزارة الخارجية
بدوره، وجه تحالف الفتح، طلباً للحكومة الاتحادية يخص علاقة كردستان بالسويد، وفيما اعتبر استمرار العلاقات بين أربيل ستوكهولم يمثل "خللاً" بوزارة الخارجية.
وذكر القيادي بالتحالف علي الزبيدي، أن "المسؤول الأول عن العلاقات الدبلوماسية مع السويد هي الحكومة العراقية، برئاسة رئيس مجلس الوزراء، ووزير الخارجية، فإذا تأخرت حكومة كردستان عن قطع العلاقات، فهناك خلل في وزارة الخارجية".
وبين، أن "وزير خارجية العراق، كان موظفاً سابقاً في مكتب رئيس الحزب الديمقراطي، مسعود بارزاني"، مبيناً أن "حكومة كردستان لابد أن تحذو حذو بغداد باعتبارها جزءا من الحكومة العراقية وليس العكس".
وطالب القيادي بتحالف الفتح، الحكومة الاتحادية، بـ"توجيه خطاب لحكومة أربيل يخص قطع علاقات بين كردستان والسويد، باعتبار أن العلم العراقي الذي تم حرقه أمام السفارة العراقية في ستوكهولم يمثل كردستان وبغداد".
وأردف الزبيدي: "إذا كان العلم العراقي وحادثة حرق القرآن لا تعني شيئا لكردستان، فعليها أن تبقي علاقتها، وهذا أمر متوقع منها". وتابع حديثه، قائلاً: "مسألة حرق القرآن لا تؤثر على الكتاب المقدس ولا على المسلمين بل تأثيرها الأول والأخير سيكون على من أقدم على اتخاذ هكذا خطوة؛ لأنه أحرق نفسه".
فيما طرح الإعلامي محمود ياسين كوردي تساؤلا على حكومة السوداني، وكتب في تغريدة على تويتر تابعتها "انفوبلس"، "لماذا ممثل حكومة إقليم كوردستان في السويد لم يغادر ستكهولم مثل ما فعل القائم بالأعمال العراقي؟ لماذا إقليم كردستان لم يقطع العلاقات مع السويد التزاما بقرار حكومة الاتحادية واكتفى فقط بتعلق الأنشطة مع السويد؟".
وأضاف، "وزير الخارجية من حصة أي حزب؟!".
كما أن حكومة إقليم كردستان لا تملك وزارة خارجية خاصة بها بل تملك دائرة العلاقات الخارجية وتعمل في إطار العلاقات مع العالم الخارجي، على حماية مصالح إقليم كردستان وشعبه بالاعتماد على قوانين الإقليم والدستور في العراق الاتحادي، والتي اكتفت بتعليق عمل ونشاطات ممثلية حكومة الإقليم في ستوكهولم دون سحبها إلى العراق.
إن مسألة حرق كتاب الله المقدس، والعلم العراقي، لا تخص طائفة دون الأخرى، ولا بلد دون آخر، فغياب المواقف العربية باختلاف التسميات، وعدم اتخاذ مواقف جادة، سيشجع الدول الأوروبية على اتخاذ هكذا خطوات في المستقبل "بدون رادع ولا حسيب"، وفقا لمختصين وسياسيين.
وسلوان موميكا الذي أجازت له السلطات السويدية بأن يقوم بإحراق القرآن أمام السفارة العراقية في ستوكهولم يوم الخميس مجددا هو لاجئ عراقي هناك وقام في 28 حزيران يونيو الماضي كذلك بحرق صفحات من نسخة من القرآن أمام أكبر مسجد في ستوكهولم أول أيام عيد الأضحى. كما قوبل سماح السويد بحرق المصحف بموجة استنكار وتنديد واسعتين في العالمين العربي والإسلامي.
وكانت منظمة دانماركية متطرفة قامت يوم الجمعة 21 تموز/ يوليو 2023، بالإساءة للمصحف الشريف والعلم العراقي في خطوة استفزاز أخرى، في وقت أكد القيادي في الإطار التنسيقي تركي العتبي، بأن الإطار سيناقش حادثة الإساءة للمصحف والعلم العراقي في الدانمارك في اجتماعه المقبل.