من الدوحة إلى بغداد.. تمثيل مرتقب للمقاومة الفلسطينية في العاصمة العراقية وانفتاح حكومي يبدأ بمكتب خاص بشؤون اللاجئين
انفوبلس..
بالتزامن مع إعلان وزارة الهجرة العراقية افتتاح مكتب خاص بشؤون اللاجئين الفلسطينيين في بغداد، انتشرت أنباء في وسائل إعلام عالمية ومحلية تفيد بوجود نية لحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين (حماس) بإغلاق مكاتبها في العاصمة القطرية الدوحة ونقلها إلى بغداد، فما حقيقة تلك المزاعم؟ وإلى أين وصلت التفاهمات العراقية الفلسطينية بهذا الشأن؟
مكتب للاجئين
يوم أمس الاثنين، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، افتتاح مكتب خاص بشؤون اللاجئين الفلسطينيين في بغداد.
وقال وكيل وزارة الهجرة والمهجرين كريم النوري في بيان: "برعاية وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو، وتحت شعار (غزة بطولة وصمود)، افتتحت وزارة الهجرة والمهجرين اليوم مكتبها الخاص باللاجئين الفلسطينيين داخل نادي حيفا الرياضي/ مجمع البلديات في بغداد، للوقوف على احتياجات الرعايا الفلسطينيين داخل العراق".
وأضاف، أن "الغاية من افتتاح المكتب زيادة قدرة المؤسسة على إدارة ملف اللاجئين الفلسطينيين، فضلاً عن تبسيط الإجراءات وتحديث بياناتهم، وكذلك تقديم الخدمات القانونية والإنسانية لإيجاد الحلول للمشاكل والمعوقات التي تواجههم ضمن المنهاج الوزاري في تبسيط الإجراءات التي تخدم فئات عناية الوزارة".
من جانبه، أكد مدير عام دائرة شؤون الهجرة في الوزارة صفاء حسين، أن "المكتب سيوفر قاعدة بيانات خاصة باللاجئين الفلسطينيين لدعمهم، فضلاً عن توزيع المساعدات الإغاثية، وتسهيل حصولهم على كتب تأييد عن طريق الخدمة الإلكترونية إلى جميع المؤسسات الحكومية".
من الدوحة إلى بغداد
مساء أمس، نشرت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الناطقة باللغة الإنجليزية، أن قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يعتزمون مغادرة قطر والانتقال إلى العراق.
تجدر الإشارة إلى أنه في الفترة الأخيرة وفي ضوء تعثر جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والسماح بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، ظهرت هنا وهناك تقارير تتحدث عن ضغوط متزايدة على قطر للضغط على حماس وجاء هذه المرة أن واشنطن والدوحة تمارسان ضغوطا على حماس لقبول المقترح الإسرائيلي الأميركي.
وأفاد التقرير أن مسؤولين في الحكومة العراقية أكدوا وصول قادة حماس إلى العاصمة العراقية الشهر الماضي. وسيغادر أولئك العاصمة القطرية لصالح بغداد حيث ستكون إيران مسؤولة عن حمايتهم وحماية مكاتبهم.
وبالرغم من عدم وجود إجماع في البرلمان العراقي من جانب الأكراد وبعض السنة، خشية أن تثير الخطوة حفيظة الولايات المتحدة إلا أن النشر يفيد بأن زعيم حماس، إسماعيل هنية، ناقش هذه الخطوة مع حكومتي إيران والعراق، وتم الاتفاق على المضي قُدمًا بشأن القرار.
ونقلت الصحيفة عن "عضو برلمان" إلى جانب "قيادي حزبي مقرب من فصائل المقاومة الإسلامية العراقية"، دون أن تُسمِهم، قولهما إن بغداد ترحب بالوجود المتوقع لحركة حماس في أراضيها.
ومن المتوقع أن تنشئ حماس في الأسابيع المقبلة مكتب اتصالات في بغداد، لكن لا يزال من غير الواضح متى سيصل القادة أنفسهم إلى العاصمة العراقية. وقالت مصادر تحدثت للصحيفة الإماراتية، إنه في إطار الاستعدادات لنقل مكاتبها، أرسلت حماس أيضًا "فرقًا أمنية ولوجستية" إلى بغداد.
وقال أحد المصادر في التقرير إنه حتى لو تم الانتقال فمن المتوقع أن تترك حماس ممثلين معينين في الدوحة من أجل الحفاظ على الاتصال بين المنظمة وقطر على ضوء الدور المستقبلي لقطر كأحد المساهمين الرئيسيين في إعادة إعمار قطاع غزة.
نفي مزاعم الانتقال
إلى ذلك، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، أمس الاثنين، أنه لا أساس من الصحة لمزاعم بعض وسائل الإعلام بأن حركة حماس تخطط لمغادرة قطر والتوجه إلى العراق.
تحديات العدوان وأساليب مواجهته
في الآونة الأخيرة، خيّم احتمال إقدام العدو الإسرائيلي على توسيع الحرب الدائرة في غزة إلى حرب إقليمية، ولا سيما نحو لبنان، على زيارة وزير الخارجية الإيراني بالإنابة، علي باقري كني، إلى العراق، إذ دعا في اجتماع مع قادة فصائل المقاومة إلى التنبّه إلى هذا الاحتمال، في حين أفادت مصادر بأن لقاءات المسؤول في بغداد تطرّقت إلى فتح مكتب إعلامي لحركة حماس في العاصمة العراقية.
وعقد باقري كني، أثناء زيارته، في منتصف حزيران الجاري، سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين العراقيين ومنهم رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، ورئيس الجمهورية، عبد اللطيف رشيد، ونظيره العراقي، فؤاد حسين، وشخصيات سياسية أخرى، ثم انتقل، إلى أربيل حيث التقى رئيس وزراء إقليم كردستان، مسرور بارزاني.
وكشفت مصادر أن باقري كني التقى، على هامش زيارته بغداد، عدداً من قادة الإطار التنسيقي وفصائل المقاومة الإسلامية وقادة من الأحزاب السنية لمناقشة ملفات سياسية عدة، وأخرى تخص دور المقاومة في مواصلة العمليات العسكرية ضد الكيان الإسرائيليودعم قطاع غزة.
وقالت المصادر إن "الوزير الإيراني نبّه إلى نية العدو جرّ محور المقاومة، بما فيه حزب الله اللبناني، إلى حرب إقليمية شاملة"، بعدما كان حذر، في مؤتمر صحافي مشترك في بغداد، مع نظيره العراقي، الصهاينة "من ارتكاب خطأ آخر بتوسيع دائرة الحرب في المنطقة"، فيما رأى حسين أن "هناك إشارات خطيرة حول احتمال الهجوم على جنوب لبنان وتوسيع رقعة الحرب".
مكتب في بغداد
وفي هذا السياق، قال قيادي بارز في الإطار التنسيقي لصحيفة الأخبار اللبنانية، دون الكشف عن اسمه، إن زيارة باقري كني إلى العراق مهمة جداً، وهي تأتي ضمن جولة إقليمية.
وأضاف القيادي أن "الزيارة الأولى إلى العراق جاءت لأمور عدة، أولها أهمية العراق بالنسبة إلى إيران، فضلاً عن وجود مشكلات سياسية سواء داخل المكوّن الشيعي أو المكونات الأخرى، تستبعد تقريب وجهات النظر، بما يشمل أزمة انتخاب رئيس مجلس النواب"، متابعاً أن "باقري كني أمضى ليلته في بغداد للحديث مع قيادات الإطار التنسيقي والمقاومة، وكذلك زار شخصيات سياسية سنية بعضها ينتمي إلى الحزب الإسلامي".
وتابع أنّ "اللقاء جمع قيادات من فصائل المقاومة وبعض الوجوه السياسية الشيعية المؤثرة، للتأكيد على دعم فلسطين والتنسيق المستمر بين أطراف محور المقاومة"، مشيراً إلى أن "باقري طلب من جميع القيادات، وكذلك المسؤولين العراقيين، الاستمرار على مواقفهم ضد الاحتلال الإسرائيلي، ودعم المقاومة الفلسطينية وحركة حماس".
وكشف أن "الحاضرين تطرّقوا إلى فتح مكتب لحركة حماس في بغداد، بعد الحصول على موافقات رسمية، على أن يقتصر دوره على إعلام الحركة والتنسيق مع أطراف المحور".
وبدوره، أكد القيادي في تحالف الفتح علي الفتلاوي، أنّه "بعد وفاة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، بدأت الجمهورية تتفاعل مع المنطقة من جديد حتى لا تترك فراغاً يستغلّه العدو".
وأضاف أن زيارة باقري كني هي "تأكيد لقوة إيران ديبلوماسياً في المنطقة عموماً والعراق خصوصاً. ولهذا، كانت اللقاءات مع شخصيات عراقية من جميع المكونات والقوميات مهمة، وهذا يعزز التقارب ما بين البلدين".
وتابع الفتلاوي أن "الزيارة تأتي ضمن إطار تقوية العلاقات والشراكات بين البلدين الجارين، إلى جانب القضايا المشتركة كالقضية الفلسطينية ودعم المقاومة"، لافتاً إلى أنّ "قضايا سياسية تمت مناقشتها ومنها أزمة البرلمان والانتخابات البرلمانية المقبلة، لغرض تقديم المساعدة وتقريب وجهات النظر بين المختلفين، وأيضاً القضايا الأمنية".
وفي أربيل، شدد باقري كني ومسرور بارزاني، في مؤتمر صحافي مشترك، "على ضرورة تنمية وتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين إيران والعراق ومن ضمنه الإقليم"، كما على "ضرورة استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة".