موسم سقوط الحلبوسي.. خلاف حاد بين الرئيس المُقال وعشيرة السلمان في الأنبار.. موعد قريب لـ"الانشقاق الأكبر"
انفوبلس/ تقارير
"لا يختلف اثنان بأن تحالف الحلبوسي في وضع صعب جدا مع الانشقاقات الاخيرة التي كشفت عن هشاشة وحدته الداخلية ومستوى الخلافات بين أقطابه".. بهذه الكلمات وأخرى أشد صخباً، أجمع العديد من السياسيين بأن حزب تقدم بات يلفظ أنفاسه الأخيرة وما برهن ذلك هو الخلاف الأخير لرئيسه مع عشيرة السلمان في الانبار، والذي دفع أعضاء الأخيرة في حزب الحلبوسي إلى الانسحاب بشكل جماعي وسط تأكيدات بأن موعد "الانشقاق الأكبر" بات قريبا جدا. فما أصل هذا الخلاف وأسبابه؟ وما تداعياته على اختيار رئيس جديد للبرلمان؟
آخر التصدعات.. خلاف مع عشيرة السلمان
في آخر التصدعات والخلافات التي ضربت تقدم، أكد الشيخ محمد السلمان أحد شيوخ ووجهاء محافظة الانبار، أمس الاثنين، وجود خلاف بين عشيرته ورئيس مجلس النواب المقال محمد الحلبوسي.
وقال السلمان في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "خلافات جديدة نشبت بين الحلبوسي وعشيرة السلمان على خلفية سياسة الحلبوسي التي تتسم بالبطش ومحاولة إذلال وإهانة بعض أبناء العشيرة"، مشيرا الى أن "العشيرة هي التي قدمت لحزب تقدم الدعم وحقق نتائج إيجابية بفضلها".
وأضاف، إن "النتائج الإيجابية التي حققها حزب الحلبوسي كانت بفضل العشيرة التي جمعت له أكثر من 22 ألف صوت في انتخابات مجالس المحافظات الماضية لكن الحلبوسي أنكر هذا الفضل وقابلنا بالإساءة".
وأشار السلمان إلى، أن "كل النخب السياسية التابعة للعشيرة في حزب تقدم انسحبت من الحزب".
خلافات تقدم تصل ديالى
في اليوم ذاته الذي تم الكشف فيه عن الخلاف الدائر بين الحلبوسي وعشيرة السلمان، كشف السياسي المستقل عدنان أحمد، عن خلافات متصاعدة بين ما تبقى من أقطاب تحالف تقدم في ديالى.
وقال أحمد في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "تقدم يفقد الجزء الاكبر من رصيده في المحافظات بسبب الانشقاقات التي تكررت على نحو بات يٌنظر له الى أنه أسرع تحالف سني صعد وهبط بوقت قياسي".
وأضاف, إن "خلافات متصاعدة بين ما تبقى من أقطاب تقدم تهدد بانشقاقات هي الاكبر بسبب ملف تشكيل الحكومة المحلية في المحافظة".
يذكر أن تقدم يمتلك 3 مقاعد في مجلس ديالى وهو على خلاف عميق مع القوى السنية.
موعد "الانشقاق الأكبر"
وسط كل هذا، وبذات وقت الخلافات أعلاه أيضا، أكد عضو تحالف حسم محمد الفهداوي، أن الصراع السني مازال قائما ومحكوما بين تيارين هما السيادة وتقدم ، وفيما بين أن الاخير بدأ يتراجع بسبب استمرار الانشقاقات داخل الحزب، توقع حدوث الانشقاق الاكبر خلال جلسة انتخاب رئيس البرلمان في حال تم تحديدها من قبل رئاسة المجلس.
وقال الفهداوي في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن "الصراع السني لازال محكوما بطرفي النزاع السني المتمثل بالسيادة برئاسة خميس الخنجر وتقدم برئاسة محمد الحلبوسي"، لافتا الى أن "الطرفين يراهنان على المطاولة لكسب أكبر عدد ممكن من النواب بشتى الطرق".
وأضاف، إنه "على الواقع فإن الطرف الاكثر معاناة جراء انسحاب نوابه هو الحلبوسي"، لافتا الى أن "الانشقاقات لاتزال مستمرة على مستوى الافراد او الجماعات سواء كانت معلنة او غير ذلك".
وتوقع الفهداوي بأن "الانشقاق الاكبر سيحدث داخل حزب تقدم خلال جلسة انتخاب رئيس البرلمان في حال تم تحديدها من قبل رئاسة المجلس".
يذكر أن آخر انشقاق جماعي من حزب تقدم أُعلن قبل نحو شهر بواقع 11 نائبا وعضوا في مجالس المحافظات، وتأسيس جبهة سياسية باسم كتلة "المبادرة".
أزمة رئاسة البرلمان تشتد
ووسط كل ذلك، يؤكد عضو تحالف الفتح محمود الحياني، أن الانقسامات والانسحابات الحاصلة داخل البيت السني، ستزيد الأمور تعقيدا فيما يتعلق بملف رئاسة البرلمان، لافتا الى أهمية المجيء بمرشح تسوية لضمان حل الازمة الراهنة والخروج منها.
ويقول الحياني، إن "الازمة السياسية الراهنة داخل البيت السني بخصوص منصب رئيس مجلس النواب ستزداد تعقيدا في الأيام المقبلة، خصوصا مع وجود تعنّت من جميع الأطراف بشأن البحث عن حلول لهذه الازمة".
وأضاف، إن "الازمة قد ازدادت بعد انسحاب عدد من الأطراف والقيادات في حزب الحلبوسي والاعلان عن تشكيل كتلة جديدة، حيث ستزداد الأمور تعقيدا بسبب عدم توصل أي طرف الى حلول مرضية لباقي الأطراف".
وبين، إن "حل أزمة رئاسة البرلمان يحتاج الى اتخاذ إجراءات قانونية من شأنها تغيير المرشحين الحاليين والمجيء بمرشح تسوية يتم الاتفاق عليه بين جميع الأطراف داخل البيت السني".
هل سينهار تحالف الحلبوسي؟
بعد ما حدث، وسيحدث، أجرى الحلبوسي سلسلة لقاءات في بغداد، كشف عن سرّها السياسي العراق عدنان التميمي.
وقال التميمي في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إنه "لا يختلف اثنان بأن تحالف الحلبوسي في وضع صعب جدا مع الانشقاقات الاخيرة التي كشفت عن هشاشة وحدته الداخلية ومستوى الخلافات بين أقطابه و لم يعد التحالف ذو الاغلبية السنية قياسا ببقية القوى الاخرى".
وأضاف، إن "الحلبوسي أدرك بأنه أمام مفترق طرق ستمهد نهاية مستقبله السياسي لذا عمد الى استغلال مناسبة عيد الأضحى لعقد عدة لقاءات في بغداد والانبار يحاول عبرها إيقاف انهيار تحالف تقدم وإعطاء رسائل طمأنة لقياداته الرئيسية بعدما شعرت بأنها ضمن مركب يغرق يوما بعد آخر".
واشار الى، أن "تحركات الحلبوسي تهدف لإيقاف أي انشقاقات أخرى والحفاظ على ما تبقى من مؤيديه، إلا أن الوضع بشكل عام لا يذهب مع تقدم وسط تململ يدفع بعض أقطاب التحالف الى تغير بوصلة تحالفاتها والانشقاق المبكر".