موّل التكفيريين مباشرةً وأدخل عناصرهم إلى 3 ألوية.. معلومات جديدة تُدين أثيل النجيفي بملف سقوط الموصل

انفوبلس/ تقارير

في الذكرى الحادية عشرة لسقوط الموصل، ظهرت يوم أمس معلومات جديدة عن تورط محافظ نينوى الأسبق أثيل النجيفي بتسليم المحافظة إلى الجماعات التكفيرية، وعقد اتفاقات سرية مع تركيا وبارزاني عقب مدة قليلة من اجتياح تلك الجماعات للمحافظة. فما هي هذه المعلومات؟ وهل فعلا تقود أهميتها إلى إعدام النجيفي مثلما قال الجلبي؟

الجلبي يسرد المعلومات: النجيفي قد يُعدم

وفي هذا الإطار، كشف رئيس لجنة إسناد أم الربيعين السابق زهير الجلبي، عن معلومات وصفها بالحقائق قد تتسبب بإعدام محافظ نينوى الأسبق، والقيادي في حزب “متحدون”، أثيل النجيفي، محملاً إياه المسؤولية الكاملة عما حدث خلال سقوط المدينة.

ويوافق العاشر من حزيران 2014، الذكرى الحادية عشرة على سقوط الموصل، بقبضة تنظيم داعش الإرهابي، والذي خلّف كوارث إنسانية واجتماعية وأمنية وسياسية، على أهالي ثاني كبرى مدن العراق، الذين شهدوا أحداثا مروّعة، طالت بقية المناطق التي انسحبت إليها أعمال العنف والتشريد والتقتيل.

وقال الجلبي في حوار متلفز تابعته شبكة انفوبلس، إن “محافظ نينوى الأسبق والقيادي في حزب “متحدون”، أثيل النجيفي هو المسؤول الأول والأخير عن سقوط مدينة الموصل، وهذا الأمر لا يختلف عليه أحد”.

وأضاف، أن “النجيفي كان يعمل باتجاه التثقيف الطائفي للجيش، وقد قلت له بالحرف الواحد عام 2012 إذا استمريت بهذه العقلية الطائفية فسيحدث أمران، إما طويريج تركض عليك أو تسقط الموصل بيد الإرهاب”.

وتابع، “ماحدث في الموصل مؤامرة دولية وإقليمية، نفذتها أدوات محلية أمثال النجيفي وغيره”، مؤكدا أن “هناك ضعفا لدى الإدعاء العام وإدارة الدولة بشأن ملف سقوط الموصل”.

وأكد أن “هذه الحقائق توصل أثيل النجيفي إلى الإعدام”، مشيرا إلى أن “هناك اثنين من مدراء الدولة في نينوى قالوا لي أن اثيل النجيفي فرض علينا أعداد من الأسماء تجمع رواتبهم وتذهب إلى المنظمات الإرهابية كـ”جزية وأتاوات”.

وتابع “حتى المقاولات لم تسلم، فقد فرضت القاعدة 10 بالمئة عليها، وهذه الحقائق موثقة وموجودة، فلماذا لم يحاسب بعد؟”.

وما زالت التحديات التي رافقت سقوط الموصل وتداعياتها الأمنية حاضرة، إذ شدد الباحث والأكاديمي، يونس أحمد، وهو من الموصل، أمس الأول الثلاثاء، على أن “الوضع الأمني شهد تحسنا نسبيا خلال السنوات الأخيرة، لكن التحديات ما تزال قائمة، خصوصا في المناطق الريفية والحدودية”، مضيفا أن “هناك خلايا نائمة (من التنظيم)، وثغرات في التنسيق بين الأجهزة الأمنية، ونقص في القدرات التقنية”.

أما على صعيد الخدمات في الموصل، فقال إنها “لا تزال بعيدة عن الحد الأدنى المقبول، إذ تعاني قطاعات الكهرباء والماء والصحة والتعليم، من نقص التمويل وسوء الإدارة، مع غياب رؤية تنموية متكاملة يمكن أن تُخرج المحافظة من حالة الإغاثة المؤقتة إلى الاستقرار المستدام”.

وتعرضت مدينة الموصل شمالي العراق لتدمير يكاد يكون شاملا في بناها التحتية والفوقية، وممتلكات المدنيين والمؤسسات الحكومية، خلال معارك استعادة السيطرة عليها من مسلحي “داعش”.

واستعادت القوات العراقية كامل الموصل مركز محافظة نينوى 2017، بعد معارك ضارية ضد داعش استمرت أكثر 8 أشهر.

وتعرضت البنى التحتية الأساسية، كمحطات الطاقة الكهربائية ومحطات المياه والمؤسسات الصحية والتربوية والأمنية، إضافة إلى ممتلكات المدنيين مثل المنازل والسيارات، لدمار يبلغ 80%.

وقدرت الحكومة العراقية، في شباط فبراير 2018، الحاجة الفعلية لإعادة إعمار المناطق التي تعرضت إلى الدمار بسبب المعارك ضد داعش بـ 88 مليار و200 ألف دولار على مدى 10 سنوات.

حكم قضائي بحق النجيفي

في عام 2021، أصدرت محكمة جنايات نينوى حكمًا بالسجن سبع سنوات على محافظ نينوى الأسبق أثيل النجيفي دون ذكر تفاصيل أخرى.

وأفاد مصدر مطلع حينها تابعته شبكة انفوبلس،، بأن أسباب صدور حكم بالسجن على محافظ نينوى الاسبق اثيل النجيفي تعود إلى دعوى قضائية رفعها نائب سابق عن المحافظة.

وأضاف، أن الحكم الذي صدر بحق المحافظ الاسبق أثيل النجيفي جاء بعد دعوى قضائية من قبل النائب السابق عبد الرحمن اللويزي رفعها في وقت سابق ضد النجيفي.

وأضاف المصدر؛ أن الدعوى تتعلق بملف سقوط الموصل حيث كان اللويزي احد اعضاء اللجنة التحقيقية الخاصة بملف سقوط المدينة عام 2014.

تمويله للإرهابيين وتفاوضه معهم بشكل مباشر

في السياق ذاته، اتهمت عضو لجنة التحقيق المشكلة نهلة الهبابي محافظ النينوى السابق اثيل النجيفي بتسليم المحافظة للمجاميع المتطرفة.

وأكدت الهبابي، أن اثيل النجيفي سلم محافظة نينوى لداعش وهو من كان يحرض أهالي المدينة ضد الجيش والقوات الأمنية حتى قبل دخول داعش، وهو من كان يهدد الضباط المكلفين حماية المحافظة بقتل عوائلهم في حال استمرارهم في الجيش الحكومي" بحسب وصفه.

بدوره، أكد السياسي عبد السلام المالكي، إدانة اثيل النجيفي بتهمة سقوط الموصل، وقال إن "النجيفي تفاوض مع الجماعات الإرهابية المدعوة بالنقشبندية قبيل سقوط الموصل وبعدها، وهو لديه ارتباط مباشرة معها، وعمل على إدخال عناصرها إلى لواء 19 و20 و21 منها إلى الموصل قبل سقوطها"، مبيناً أن "النجيفي وجهت له 12 تهمة منها التعاون المباشر مع الإرهابيين".

كما طالب النائب السابق عن ائتلاف دولة القانون كاظم الصيادي، مجلس القضاء بأن يأخذ دوره في متابعة ملف سقوط محافظة نينوى بيد “داعش”.

وقال الصيادي، إن “اثيل النجيفي تدور حوله شبهات عدة اثناء توليه ادارة المحافظة قبيل سقوطها بيد التنيظمالاجرامي”. 

واضاف أن “النجيفي ساهم بتأسيس حاضنة للارهاب في المحافظة من خلال تآمره مع تركيا على ابناء المحافظة وتوقيع اتفاقيات مشبوهة مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بشأن استقطاع بعض مناطق المحافظة وضمها الى الاقليم”. 

وشدد الصيادي على ضرورة أن “تتم محاكمة أثيل النجيفي وعدم الاكتفاء بقرار الإقالة”.