نازحو سنجار في كردستان مجبَرون على البقاء في المخيمات بسبب مساعي حكومة الإقليم لتنفيذ اتفاق سنجار وعرقلة عودتهم
انفوبلس/..
كشفت لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان العراقي، في 22 آذار 2023، عن عدد النازحين في جميع أنحاء البلاد، مشيرة إلى أن معظم النازحين يقطنون إقليم كوردستان، سواء على مستوى المخيمات أو خارجها.
وقال رئيس اللجنة شريف سليمان، إن "عدد النازحين على مستوى العراق، يتجاوز 880 ألف شخص"، مشيراً إلى أن "معظمهم موجودون الآن في إقليم كوردستان، ويعيشون داخل وخارج المخيمات، وغالبيتهم يعيشون داخل مخيمات دهوك، البالغ عددها 15 مخيماً، ومعظمهم من الديانة الإيزيدية".
وأكد سليمان، أهمية "حلّ ملف النازحين، لكن لغاية الآن ورغم الضغط الدولي، لم يبدأ العراق بخطوات عملية جدية، في حل موضوع النازحين، رغم وجود اتفاق في البرنامج على حل ملف النازحين وكذلك الوثيقة الموقّعة في ائتلاف إدارة الدولة ولغاية الآن للأسف الشديد لم نبنِ بخطوات جدية".
وأشار إلى أن "الخطوة الإيجابية التي من شأنها حل هذا الإشكال بشكل عام هو تطبيق اتفاقية سنجار، وعلى أقل تقدير إعادة النازحين لأن معظم الذين في المخيمات هم من أهالي سنجار، فتطبيق اتفاقية سنجار سوف تحل نسبة كبيرة من مشكلة النازحين، وإذا تم تطبيق اتفاقية سنجار فإننا سنحل أزمة النازحين بالنسبة 85%".
عودة مرهونة بتنفيذ اتفاق سنجار
من جانبه، يرى عضو لجنة الأمن في برلمان إقليم كردستان العراق، سعيد مصطفى، أن الحلّ النهائي لمشكلات سنجار يتمثل في إنهاء وجود عناصر حزب العمال الكردستاني، والتنفيذ الكامل لاتفاق سنجار بين بغداد وأربيل.
وأضاف، أن "تنفيذ الاتفاق بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان، يعني عودة العوائل النازحة إلى سنجار، ومسك الفراغات الأمنية، وإنهاء سيطرة حزب العمال الكردستاني، وفتح باب التطوع لأهالي القضاء، وإعطائهم مهمة مسك الملف الأمني".
اتفاق سنجار
اتفاق سنجار الذي وُقِّع في تشرين الأول 2020 جاء بناءً على رغبة تركية بارزانية، حاول رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي من خلالها، إجبار الجيش العراقي على تطبيقه بالقوة، وبالنظر لأهمية سنجار كمنطقة استراتيجية فإن سيطرة البيشمركة عليها تضمن عدم استطاعة العراق والحكومة المركزية في بغداد فتح منفذ حدودي مع تركيا مستقبلا عبر الموصل وبالتحديد قضاء سنجار بعيدا عن منافذ إقليم كردستان مع تركيا.
ويرغب الحزب الديمقراطي الكردستاني أن تكون منافذ العراق مع تركيا عبر كردستان فقط لكي يستمر بابتزاز بغداد، وجوبهت محاولات الكاظمي لإجبار الجيش العراقي على تطبيق الاتفاق بالرفض من قبل الشارع العراق.
رفض إيزيدي لاتفاق سنجار
وأبدى السياسي الإيزيدي فهد حامد، رفض المكون الإيزيدي مجددا لاتفاق سنجار الموقّع بين بغداد وأربيل.
وقال حامد، إن "هذا الاتفاق مرفوض رفضا باتا، وأي اتفاق سياسي بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان وتحديدا الحزب الديمقراطي الكردستاني غير مقبول إطلاقا دون العودة للمكون الإيزيدي".
وأضاف، أن "محاولة الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني التصريح بأن الأوضاع في سنجار مضطربة وغير مستقرة، هي محاولة بائسة تهدف لتأجيج الرأي العام، بهدف العمل على إعادة البيشمركة والأسايش إلى القضاء".
وأشار إلى أنه "نرفض عودة البيشمركة والأسايش والحزب الديمقراطي الكردستاني إلى سنجار، كون لدينا ذكريات سيئة منهم خلال تواجدهم في القضاء".
وتواجه اتفاقية سنجار، معارضة من قبل الإيزيديين كونها أُبرِمت دون مشاركتهم في إعدادها، وتعدد الجهات العسكرية والمسلحة، حيث يرفض السكان أي إدارة تشكل ضمن الاتفاق بين أربيل وبغداد والتمسك بالإدارة الأصلية.
عودة بإعداد قليلة
وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، عن عودة (30) نازحاً إيزيدياً إلى قضاء سنجار في محافظة نينوى.
وذكرت الوزارة في بيان، أن "(30) نازحاً إيزيدياً عادوا من مخيم بيرسفي 1 التابع إلى قضاء زاخو بمحافظة دهوك إلى مناطق سكناهم الأصلية في قضاء سنجار بمحافظة نينوى طوعيّاً، مشيرة إلى أن العودة جاءت بعد أخذ الإجراءات اللوجستية والأمنية كافة لتسهيل عودتهم إلى مناطق سكانهم.