هدر مستمر للمال العام وتهديد لسمعة العراق التعاقدية.. وزارة الزراعة تتلكأ بتنفيذ عقد صيانة طائرات فرنسية وتشتري مرشات بـ300 مليون دولار.. تعرف على التفاصيل
انفوبلس..
في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الزراعة إبرام عقد يُعد الأكبر بتاريخها لتجهيزها بمرشات محورية بقيمة 300 مليون دولار، استذكر مراقبون فضيحة ممتدة لأكثر من 13 عاماً خاصة بطائرات هليكوبتر معطلة ومتوقفة منذ سنوات.
وزير الزراعة عباس المالكي أعلن عبر صفحته على فيس بوك إبرام وزارة الزراعة أكبر عقد بتاريخها مع شركة باور النمساوية لتجهيزها بـ6000 مرشة محورية بقيمة 300 مليون دولار، وذلك بحضور السفير النمساوي في بغداد.
وبالتزامن مع هذا الإعلان استذكر مراقبون قضية طائرات الـ"AS350B" من شركة إيرباص الفرنسية التي تعاقدت عليها الوزارة عام 2011 وخروجها عن الخدمة منذ سنوات بسبب حاجتها للصيانة وتأخر الوزارة بإبرام العقود اللازمة.
في المطار الزراعي بمنطقة الحفرية توجد 7 طائرات هليكوبتر من طراز AS350B مركونة منذ عام 2018 دون تحريك ساكن من قبل مسؤولي وزارة الزراعة ما سبّب هدراً للمال العام.
العراق استورد هذه الطائرات عام 2011 لتُستخدم في رشّ المزروعات والبساتين لغاية عام 2018، وفي حينها احتاجت الطائرات لتحسينات على المحرك، وفيما تكفلت الشركة الفرنسية بتكاليف الصيانة، تلكأت وزارة الزراعة في استدعاء الشركة خلال المدة المحددة للصيانة في العقد ما تسبّب بهدر ضخم للمال العام.
وبعد هذه الخسارة الكبيرة أعلنت وزارة الزراعة عن مناقصة لصيانة الطائرات في تشرين الثاني الماضي وتقدمت 10 شركات محلية وعالمية وفازت شركة سيكاميك الفرنسية المخولة من الشركة الأم "إيرباص" برفقة شركة أخرى إسبانية الجنسية لتأمين متطلبات العطاء.
لكن بعد توقيع العقود أعلنت وزارة الزراعة عدم وجود تخصيص مالي لصيانة الطائرات.
وبحسب متخصصين فإن تلكؤ وزارة الزراعة بتنفيذ هذا العقد يُسيء لسمعة العراق التعاقدية أمام العالم، وأن بقاء هذه الطائرات بلا صيانة هو هدر مستمر للمال العام يستوجب محاسبة المسؤولين عنه.
في الثالث والعشرين من شهر كانون الأول الماضي، كشفت وزارة الزراعة، عن إجراءاتها لصيانة طائرات رش المبيدات وتأهيل الطيارين والفنيين، فيما أعلنت تشكيل لجنة وزارية للاتفاق مع شركة خاصة بصيانة الطائرات وتأهيل الطيارين والفنيين.
وقال المتحدث باسم الوزارة محمد الخزعلي، إن "ملف الطائرات الخاصة برش المبيدات قديم ويعود الى العام 2014، وفي ظل الحكومة الحالية كان هناك توجه لإعادة إحياء هذا الملف باتجاه إعادة صيانة هذه الطائرات التي تم شراؤها بمبالغ عالية من شركة إيرباص"، لافتاً الى أن "هناك بعض الصعوبات الخاصة بهذه الطائرات وقد أصدر مجلس الوزراء قراراً بعد توصية من وزير الزراعة".
وأشار الى، أنه "تم تخصيص الأموال للصيانة، وهناك لجنة مشكلة ستشهد إحالة هذا الموضوع الى إحدى الشركات التي تقدمت لصيانة هذه الطائرات وتأهيل الكوادر من الطيارين والفنيين والعاملين في هذا المجال للمساهمة في حملات المكافحة التي تقوم بها الوزارة على مدار السنة".
وكان مجلس الوزراء قد قرر في وقت سابق إعلان مناقصة صيانة طائرات الرش التابعة لوزارة الزرعة.
وفي الثامن من تشرين الثاني الماضي، أعلنت وزارة الزراعة، عن تنظيم مناقصة لاختيار شركة عالمية لأداء أعمال الصيانة الضرورية لسبع طائرات مخصصة لمكافحة الآفات الزراعية، والتي كانت متوقفة عن العمل منذ عام 2016.
وذكر مهدي سهر الجبوري، الوكيل الإداري في وزارة الزراعة، أن "هذه المناقصة تضمنت عروضا من عدة شركات عالمية، بما في ذلك شركة "إيرباص" الأوروبية"، مبينا، أن "ذلك يهدف إلى استعادة القدرة التشغيلية لهذه الطائرات التي تمتلكها الوزارة والتي تُعد جزءاً من أسطول مكافحة الآفات الزراعية".
وأكد الجبوري، أن "هناك تقدماً في مفاوضات مع شركة "إيرباص" الأوروبية، والتي كانت قد تراجعت عن اتفاق سابق مع الوزارة في عام 2016".
وأوضح، أنه "بناءً على تعديل القرار في العام الحالي من قبل مجلس الوزراء، يُتوقع أن تتم سرعة صيانة السبع طائرات المتعلقة بقسم وقاية المزروعات في الوزارة، والعودة بشكل كامل إلى الخدمة".
وفي عام 2019، قال النائب رياض المسعودي، إنه سيوجه كتابا الى هيئة النزاهة، لبيان سبب تعاقد وزارة الزراعة على طائرات زراعية لمكافحة الآفات الحشرية التي تُصيب الأراضي الزراعية والبساتين نوع ( AIRBUS AS350 D3 ) فيها خلل تصنيعي في محرك الطائرة مما يتسبب بإطفاء المحرك أثناء الطيران.
وقال المسعودي، إن "كتاب سلطة الطيران المدني/ قسم السلامة في 12/9/2019 والمتضمن الإجابة عن كتابنا المرقم 371 بتاريخ 3 / 9 / 2019، المتعلق بالسماح للطائرات الزراعية الخاصة بمكافحة الآفات الزراعية للبساتين، تبين وجود خلل تصنيعي في محرك الطائرة نوع AIRBUS AS350 D3 يؤدي إلى إطفاء المحرك أثناء الطيران".
واشار الى، أن "استثناء سلطة الطيران المدني في كتابها المرسل الى مكتبنا، أدى إلى حصول كارثة حقيقية في القطاع الزراعي بعد انتشار الآفات الحشرية التي فتكت بالمنتوج الزراعي في المحافظة".
وأكد، إن 'كتابا سيوجه إلى هيئة النزاهة لبيان سبب تعاقد الوزارة على طائرات زراعية فيها خلل تصنيعي في محرك الطائرة يؤدي إلى إطفاء المحرك أثناء الطيران".
وفي مطلع العام الجاري، أعلنت وزارة الزراعة، عن نجاح تجربة جديدة ولأول مرة في العراق باستخدام الطائرات الزراعية المسيّرة لمكافحة أنواع الآفات والأمراض في النجف.
وذكرت الوزارة في بيان، أن "هذه التجربة حققت نتائج ناجحة في مكافحة الآفات والأمراض النباتية".
وفي السياق، أشار رئيس قسم وقاية المزروعات في مديرية زراعة النجف أمير صاحب الحداد ومدير مركز الطائرات المسيّرة في المديرية أحمد محمد زوين، إلى "استخدامها ولأول مرة تماشياً مع التطور التقني ودعم القطاع الزراعي والنهوض به".