هل تنجح حكومة السوداني بدور الوساطة بين السعودية وإيران؟
انفوبلس/..
منذ تشكيل الحكومة برئاسة محمد شياع السوداني، تتجه الأنظار حول إمكانية إكمال الوساطة العراقية بين السعودية وإيران وسط التحديات الداخلية التي يواجهها السوداني.
واستضافت بغداد منذ نيسان/أبريل، مباحثات مباشرة بين إيران والسعودية.
يرى مراقبون أن حكومة السوداني ستكمل لعب دور الوساطة العراقية بين السعودية وإيران
ويقول رئيس مركز التفكير السياسي، إحسان الشمري، إنّ "لدى حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الرغبة في إكمال لعب دور الوساطة العراقية بالمفاوضات الدبلوماسية بين السعودية وإيران التي جرت عدة جولات لها في بغداد".
ويرى الشمري، أنّ الرغبة لدى حكومة السوداني جاءت من "أساس الرصيد الدبلوماسي بالسياسة الخارجية الذي سيحسب لها ضمن نجاحها بهذه الفترة تحديدًا"، مبينًا أن "الأمر مرتبط برغبة الطرفين الإيراني والسعودي في الدرجة الأساس".
وتابع أنّ "الجانب الإيراني يبدو متحمسًا لإكمال المفاوضات والصلح مع السعودية، كما لا يزال شبح عدم التوصل لصيغة الاتفاق النووي يقلق إيران ولذلك تريد تصفير مشاكلها في المنطقة، بالإضافة إلى أنّ إيران قد تستغل هذا الفتور بين الرياض وواشنطن لإنشاء علاقة جيدة مع الجانب السعودي لتحقيق تقدم على واشنطن بعلاقاتها مع دول المنطقة".
أما بما يخص الرؤية لدى السعودية حول المفاوضات ودور حكومة السوداني الذي ربما يستكمل فيها، اعتبر الشمري أنّ "الرياض بانتظار قبول إيران بالاشتراطات والنقاط التي وضعتها الإدارة السعودية سابقًا والرؤى التي دفعتها خلال 5 جلسات من المفاوضات"، مبينًا أنّ "هذا قد يكون متاحًا في ظل الزيارة الأخيرة للسوداني إلى إيران وإمكانية طرح العراق هذا الموضوع لصانع القرار في السعودية بحضوره في القمة العربية - الصينية خلال الأيام المقبلة للتوصل لنتيجة واضحة".
وحول الفائدة من لعب العراق لهذا الدور مجددًا، قال الشمري، إن "فيه إيجابيات كتحسن الأوضاع الاقتصادية والاستثمارات والتعاون الأمني"، مؤكدًا أنّ "السلبيات ستكون متمثلة بتطبيق رغبة بعض الجهات التي تريد تحويل العراق إلى خصم للسعودية باستمرار خلافها مع الإدارة الإيرانية، ما سيؤدي إلى ابتعاد العراق عن المحور الخليجي وسينعكس سلبًا على الاقتصاد العراقي لما للسعودية من دور ارتكاز كبير ومؤثر على جميع الأصعدة".
فيما يقول مدير المركز العربي للبحوث والدراسات في مصر والمختص في الشأن الإيراني، هاني سليمان، إنّ "الجولات التفاوضية السابقة في بغداد لم تكن كافية لإزالة الخلافات حول القضايا الأساسية، معتقدًا أنّ "هناك حاجة لمزيد من الجولات لأنّ المحاولات الماضية لا ترتقي لمستوى الجدية"، معتبرا "وجود مسار تفاوضي بين الرياض وطهران يعد "نجاحًا حتى مع وجود الخلافات".
وأعلن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، عزم حكومته الاستمرار بمبادرة الحوار التي يقودها العراق بين السعودية وإيران.
وقال السوداني في المؤتمر الصحافي الأول بعد استلام مهام الحكومة، إنّ "توجه الحكومة ضمن منهاجها الوزاري يؤكد أنّ دور العراق الطبيعي هو أن يكون محورًا في المنطقة، وهذا الدور الريادي يجب أن يبقى ويستمر ويكون نقطة لالتقاء مصالح الدول بالمنطقة".
وأضاف، "من مصلحة العراق أن يقوم بهذا الدور ويقيم أفضل العلاقات، وفي الوقت نفسه يحقق الاستقرار في المنطقة إذا كان هناك نوع من التوتر بين هذه الدولة أو تلك".
وحول ملف الحوار بين السعودية وإيران، بيّن السوداني، أنّ حكومته "ستستمر في جزء من المسارات السابقة"، مشيرًا إلى "تلقي إشارات إيجابية من كل الأطراف بطلب استمرار هذا الدور"، فيما أكّد أنّ هذا "سيتم بأكثر من محور ولقاء رسمي عالي المستوى".