هل يُعاقِب تيار الحكمة ابنه الضال؟ إدارة الدولة يطعن بدستورية جلسة انتخاب محمد المياحي محافظاً لواسط: جلسة بوليسية بدهاليز مظلمة
انفوبلس..
بعد انتخاب محمد جميل المياحي محافظاً لواسط، قرر تحالف إدارة الدولة في المحافظة، الطعن بجلسة اختيار مناصب الحكومة المحلية لأسباب دستورية، لكون جلسة الانتخاب كانت أشبه بـ"عمل بوليسي".
وقال التحالف في بيان صحفي، إن "اللجوء للقانون هو أسمى درجات احترام الدستور وبناء الدولة، وبما أننا في كتلة تحالف إدارة الدولة في مجلس محافظة واسط نجد أن جلستَي مجلس المحافظة التي تم بموجبها اختيار مناصب الحكومة المحلية قد شابها العديد من المخالفات الدستورية والقانونية".
وأشار إلى، أنها "كانت أشبه بالعمل البوليسي السرّي وعُقدت في مكان مجهول ودهاليز مظلمة ولم يُبلِّغ بها الأعضاء ولم يُعلَن عنها في الإعلام، فضلاً عن شراء الذمم من قِبل من يتهمنا بذلك".
وأضاف، "لجأنا إلى القضاء والطرق القانونية ونحترم ما سيُصدره من قرارات، فالقانون يعلو ولا يُعلى عليه". مبينا، أن "محاولة استخدام الشارع وتحريضه والتهديد والوعيد من قبل أعلى سلطة تنفيذية في واسط (كونوا على أهبة الاستعداد) رداً على إجراء قانوني ودستوري تقدموا به أعضاء مجلس المحافظة للقضاء للطعن في الجلسة، إنه مؤشر وسابقة خطيرة، ومحاولة إضرار بالسلم المجتمعي في محافظتنا العزيزة، فالدولة لا تُبنى بقطع الطرق وحرق الإطارات وغلق الدوائر وإنما تُبنى باتّباع الطرق القانونية والدستورية".
وتابع، "إننا في الإطار التنسيقي بكل مكوناته وفصائله التي أسقطت النظام الصدامي وبعدها قامت ببناء الدولة وبعدها التصدي لتنظيم القاعدة الإرهابي ومن ثم القضاء على داعش، نحذر من يحاول المساس بهذه المكتسبات من خلال تحريك الشارع بالمال والمقاولات من أجل التمسك بالسلطة ونحمّله كافة المسؤولية من إراقة دماء والعبث بممتلكات الدولة، وندعو رئيسَي مجلس الوزراء ومجلس القضاء الأعلى المحترمَين لمحاسبة وردع هذه الانفعالات الصبيانية الخطيرة".
وجدد التحالف بحسب البيان "دعوته إلى الهدوء والسلام والمحبة بين أبناء واسط الأعزاء والالتزام بالقانون"، مضيفا "لن نسمح بتعكير الأجواء ونمد أيدينا لإخوتنا من أعضاء قائمة واسط أجمل لنكون جميعاً شركاء في بناء واسط، وهنا نقول آن الأوان أن نبني دولة مؤسسات رصينة ونبتعد عن صناعة الأشخاص وتعظيمهم".
يشار إلى أن المياحي كان قد دعا، أمس الأول الخميس، أبناء المحافظة إلى الاستعداد والنزول للشارع إنْ تطلّب الأمر.
وقال في بيان: "أدعو أهالي واسط للاستعداد والجهوزية للدفاع عن شرعية أصواتهم، بسبب تحرك بعض الجهات من أجل سرقة حقوق واسط"، لافتا إلى أن "هناك من يريد تعطيل إصدار المرسوم الجمهوري لإدارتنا المحافظة".
وأكد، إن "بعض الجهات السياسية تريد أن تستحصل قراراً لإيقاف جلسة انتخاب المحافظ".
وفي يوم الاثنين الماضي، قرر مجلس محافظة واسط استمرار المحافظ محمد جميل المياحي في منصبه لدورة ثانية بعد التصويت عليه في الاجتماع الذي عقده المجلس بحضور بعض من أعضائه وغياب البعض الآخر.
وشهدت الجلسة الأولى للمجلس انتخاب علي حسين سليمون رئيساً لمجلس المحافظة بالأغلبية المطلقة، قبل التصويت على المياحي محافظاً لواسط.
وفي شهر تموز من عام 2020، أعلن محمد جميل المياحي استقالته من تيار الحكمة، وقال في نص الاستقالة، إن "وجوده في الموقع الحكومي الرسمي يتطلب إجراءات ومواقف لا تتسق مع الإطار العام مع أي توافقية سياسية وتوازنات على حساب الواقع الجديد الذي تطلبه الناس".
وذكر المياحي في استقالته التي قدّمها الى أمين المكتب السياسي لتيار الحكمة، إنه "في الوقت الذي أُثمّن جهودكم المخلصة في خدمة بلدنا العزيز ونتيجة للظروف الموضوعية والخاصة، أرجو قبول استقالتي من عضوية المكتب السياسي لتيار الحكمة الوطني، فقد انضممنا لهذا المشروع والكيان السياسي بقناعة تامة ونقدم استقالتنا أيضاً بقناعة تامة".
وأضاف، إن "وجودنا في الموقع الحكومي الرسمي يتطلب إجراءات ومواقف لا تتسق مع الإطار العام مع أي توافقية سياسية وتوازنات على حساب الواقع الجديد الذي تطلبه الناس كما ليس باستطاعتنا تحقيق بعض المتطلبات السياسية والتنظيمية التي تتداخل مع العمل الحكومي، ولكي لا نُحرجكم مع القوى السياسية التي تتضرر من بعض إجراءاتنا ومن أجل أن تكون لدينا حرية مقبولة في إدارة الأمور أصبحت الحاجة ملحّة لاتخاذ تلك الخطوة".
وبناءً على تلك الاستقالة، أصدر تيار الحكمة بياناً ذكر فيه: "تعليقاً على التساؤلات المطروحة عن موقف تيار الحكمة الوطني من محافظ واسط الحالي محمد جميل المياحي، فإننا وبناءً على مخرجات اجتماع المكتب السياسي الأخير المنعقد بتاريخ 2020/9/20، نود التذكير بما هو معروف لدى الجميع بأن تيار الحكمة الوطني هو الذي مكَّن محمد جميل من الوصول إلى هذا الموقع الذي هو انعكاس لاستحقاق التيار وثقله الانتخابي في محافظة واسط".
وأوضح، "فقد تم منحه فرصة الوصول إلى هذا المنصب تحقيقاً لمتبنيات التيار في تمكين الشباب وإعطائهم دورا تنفيذياً ميدانياً". مستدركاً، "المياحي اختار لاحقاً أن يُكمل طريقه بشكل آخر وفق ما هو يراه مناسباً لوضعه وقناعته ومستجداته بعيداً عن تيار الحكمة".
وتابع التيار في بيانه، "بدورنا وعلى غرار ما درج عليه السياق عند مغادرة أي أحد لصفوف التيار ولأي سببٍ كان، فإننا نوصيه بالتزام العمل والأداء الصحيح الذي يرضي الله والشعب وتغليب المصلحة الوطنية على أية مصالح أخرى والعمل على خدمة المحافظة وأهلها وأداء الأمانة مهما كان تغيير المسار ومهما كانت خياراته ومبرراته".
وأضاف، "يتوجب على من يشغل هذا الموقع أن يحفظ حقوقَ أبناء المحافظة ويصونها ويؤدي واجبه المطلوب لحين إجراء الانتخابات واختيار ما يراه أبناء هذه المحافظة الكريمة مناسباً لهم".
وفي أواخر العام الماضي، وبكلام مبطّن وتهديد صريح، هاجم عضو الهيئة العامة في "تيار الحكمة"، بليغ أبو كلل، مَن أسماهم "الخونة والنفعيون" الذين تركوا تيار الحكمة، مشيراً الى أن "مَن أعطاه تيار الحكمة أي موقع ثم خاننا، لأي حجة يريد بها الضحك على نفسه، فلابد من إعلان البراءة منه، وتجريده من موقعه متى ما استطعنا ذلك".
وذكر أبو كلل في تغريدة على موقع "إكس" (تويتر سابقاً)، أنه "رأيي حاسم ومعلن، ومن دون مواربة ولا مداهنة سياسية بأن كل مَن أعطاه تيار الحكمة أي موقع، ثم خاننا لأي حجة يريد بها الضحك على نفسه، فلابد من إعلان البراءة منه، وتجريده من موقعه متى ما استطعنا ذلك، ويجب ألا يهدأ لنا بال إلا حين تحقيق ذلك، ونعيده كما كان مجهولًا لا يعرفه أحد!".
وأضاف، "رأيي حاسم كذلك، بأن كل من ترك الحكمة، والتحق بآخرين مهما كانوا قريبين علينا لأجل منفعة ذاتية، بعدما أعطاه التيار وجاهته في المواقع التنفيذية والتشريعية يجب ألا يُمكَّن أبدًا مهما طال الزمن!".
وتابع أبو كلل: "الخونة والنفعيون لا يُرتجى منهم خير للوطن، وإن أظهروا غير ذلك فنفوسهم جُبِلت على الخيانة والمصلحة الشخصية لا غير!".
مراقبون للشأن السياسي، أكدوا أن حديث أبو كلل، موجه الى محافظ واسط محمد جميل المياحي، الذي قدم استقالته من عضوية المكتب السياسي لتيار الحكمة الوطني في 26 تموز 2020، بعد انتخابه محافظاً لواسط.
وانتخب مجلس محافظة واسط، في تشرين الثاني/ 2018، القيادي السابق في تيار الحكمة محمد جميل المياحي، محافظاً لواسط.
وقال مصدر في المجلس، إن "مجلس محافظة واسط عقد جلسة خُصصت لاختيار محافظ جديد". لافتا إلى، أن "المجلس صوت بالأغلبية على اختيار القيادي في تيار الحكمة بواسط محافظا".
وكشف القيادي في تيار الحكمة في واسط وائل العبودي، في وقت سابق، عن ترشيح المياحي لمنصب محافظ واسط خلفا للمحافظ السابق محمود الملا طلال الذي فاز بعضوية مجلس النواب.