هل يهرّب حميد الياسري النفط؟ "انفوبلس" تفتح ملف انفجار أنبوب غاز الرميثة عام 2020.. تعرّف على الفرضيات المطروحة
انفوبلس..
في أواخر أيام شهر تشرين الثاني من عام 2020، وأثناء انشغال الرأي العام بالوضع السياسي المتوتر خلال تشكيل رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي لحكومته، جرى في قضاء الرميثة بمحافظة المثنى حدث مرَّ مرور الكرام ولم يسلَّط عليه الضوء بالشكل الذي يستحقه، حيث انفجر أنبوب غاز قتل طفلين وأصاب نحو 28 شخصاً 9 منهم في لواء أنصار المرجعية التابع لحميد الياسري، وفي حينها أُثيرت العديد من التساؤلات حول سبب تمركز لواء عسكري فوق أنبوب لنقل الغاز، فضلا عن الأحداث والتصريحات المريبة التي أعقبت الانفجار.
انفجار ضخم
وفي فجر يوم السبت 31/10/2020، لقي طفلان مصرعهما وأُصيب 28 شخصا، جراء انفجار وقع في أحد أنابيب الغاز الناقلة في محافظة المثنى.
وقالت خلية الإعلام الأمني، في بيان، إن "انفجاراً وقع في أحد أنابيب الغاز الناقلة في منطقة النجمي في قضاء الرميثة بمحافظة المثنى، وقد أدت الحادثة إلى وفاة طفلين وإصابة 28 شخصاً في حصيلة أولية".
ونوه البيان في حينها بأن "المصابين بينهم 9 من لواء أنصار المرجعية/ معسكر خلفيات اللواء 44 بالحشد الشعبي والمصابين البقية من أهالي المنطقة، كموقف أولي، ما زالت أسباب الانفجار غير معروفة، والجهود مستمرة للسيطرة على النيران".
وأفاد شهود عيان بوقوع انفجار هائل لأحد أنابيب نقل النفط الاستراتيجية في محافظة المثنى، وأظهر مقطع فيديو، تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ألسنة نيران مرتفعة عند أحد الخطوط الناقلة للغاز، متصاحبة بصوت انفجارات وسط هرع وأصوات لأشخاص قريبين من موقع الحادثة.
وفي حينها وجه محافظ المثنى، بفتح لجنة تحقيقية بالحادث، مبيناً أن فرق الدفاع المدني ما زالت تعمل على إخماد الحريق الذي سببه الانفجار.
فرضية الطائرة المسيرة
تجدر الإشارة إلى أن الانفجار حدث في فترة كانت تشهد عدوان أمريكي مستمر على قطعات الحشد الشعبي في مناطق مختلفة من البلاد، حيث بدأ في مطلع ذلك العام باستهداف موكب قادة النصر في مطار بغداد واستمر بعدها لأكثر من عام في فترات متفرقة.
الناطق باسم لواء أنصار المرجعية في محافظة المثنى، كشف عن وجود معلومات بأن انفجار أنبوب الغاز تم بطائرة مسيرة، فيما بين ان الانفجار ادى لتدمير مقر اللواء 44 بالكامل.
وقال الناطق ياسر الدبي في حديث لموقع "العالم الجديد" إن "انفجار انبوب الغاز في الخط السريع بمنطقة مسعيدة في قضاء الرميثة، ادى الى إصابة 34 شخصا 3 منهم من لواء 44 أنصار المرجعية، فيما بقية المصابين هم من البدو الرُّحَّل".
واضاف، إن "الانفجار أدى الى وفاة اثنين أيضا"، مبينا، إن "هناك معلومات أولية تفيد بأن الانفجار تم بطائرة مسيرة، وقد سُمع صوتها قبل حدوث الانفجار، خاصة وأن مقر أنصار المرجعية يبعد 750 مترا عن موقع الانفجار".
ولفت الى، أن "مقر اللواء عبارة عن كرفانات، وقد دُمِّر بالكامل نتيجة عصف الانفجار".
فرضية التهريب
شهود عيان ومصادر مطلعة فنَّدوا نظرية تفجير الانبوب بواسطة طائرة أمريكية مسيرة، وأكدوا أن الانفجار حدث بسبب أعمال حفر فوق الأنبوب.
في حينها نشرت صفحة على موقع فيسبوك تحمل اسم "الإعلامية مها الشمري"، تفاصيل حول الانفجار، وتساءلت: من الذي سمح للواء أنصار المرجعية بالعسكرة قرب الانبوب ويعتبر من المحرمات ويجب الابتعاد عنه مسافة 1000 متر على الاقل؟"، مضيفةً "يعني ما يكفي سيد حميد الياسري من ضيع 50 شاب من أهل السماوة والرميثة بأخطاء فادحة بحرب داعش؟ يريد يضيع بعد أكثر غيرهم؟".
وبيّنت، إن "الإعلام الامني كذّب دخول أي طائرة المجال الجوي العراقي أثناء وبعد الانفجار يعني ضرب مقر للحشد كذبة أطلقها حميد الياسري وجيشه الالكتروني للتغطية على فعلته".
وأضافت، إن "بُعد الانبوب عن سطح الأرض 3 الى 4 أمتار من الذي حفر هذه الحفرة (مرفق صورة) ليصل الى الانبوب؟"، وتابعت: "الآن وصلت الفكرة لكم، يعني حميد الياسري أقام مقرا وهميا قرب الانبوب وحفر الانبوب معتقداً أنه أنبوب نفط ويستفيد منه، ليتبين إنه أنبوب غاز وانفجر على من كان يقوم بحفره وراح ضحية الانفجار العديد من الأبرياء".
وختمت الشمري منشورها بأن "حميد الياسري دعم الفاسد فالح ساري عضو اللجنة المالية ليوصله الى البرلمان في وقت يعيش فيه العراق بأزمة مالية خانقة بسبب كثرة الفاسدين في اللجنة المالية من فالح ساري وأمثاله".
إلى ذلك، قال النائب في البرلمان، عن المحافظة عدي شعلان أبو الجون في بيان إن "انفجار الأنبوب الناقل للغاز لم يكن انفجارا فنياً، لكن هنالك ربما أسبابا أخرى تقف خلفه، لكننا بانتظار نتائج التحقيق، قبل استعجال إطلاق الأحكام".
وأضاف "لدينا معلومات، بحسب ما رواها شهود العيان، لكن لا نريد أن نسبق الأحداث لأن البعض يعتبرها استهدافا للحكومة، إلا أننا سيكون لنا موقف آخر بعد استكمال التحقيقات، وسنراقب عن كثب وعازمون على التدخل في حال انحرفت التحقيقات عن مسارها الصحيح أو المراوغة والتأخير العمد".
ونقل موقع "إرم نيوز" العربي عن مصدر مطلع قوله، إن "الأنبوب الناقل الذي تعرض للانفجار، ينقل مختلف المشتقات النفطية من محافظة البصرة، إلى المحافظات الأخرى، حيث تجري عمليات تهريب وسرقة، من قبل عناصر مجموعات مشبوهة"، مشيرا إلى أن "وزارة النفط أرسلت فريقا كشفياً قبل أشهر، ونبّه تلك المجموعات، إلى وجود عمليات تهريب في المنطقة المحيطة بوجودهم".
وأضاف المصدر أن "اللواء المرابط فوق أنبوب الغاز تابع لحميد الياسري، الذي وصل سريعاً إلى مقر الحادثة، وأصدر أوامره بمنع وصول الأهالي إلى محيط الحادث".
وأشار إلى أن "السكان المحللين في المحافظة، تفاجأوا بوجود حاجز أمني للواء، في هذه المنطقة، حيث لم يُعلن سابقا عن وجود تلك النقطة العسكرية"، لافتا إلى أن "عمليات التهريب، تتركز على المشتقات النفطية".
وقال إن "الانفجار قد يكون بسبب إجراء خاطئ، أثناء عمليات التهريب، أو التلاعب بالأنبوب".
ومن الجدير بالذكر إن حميد الياسري لم يتطرق إلى موضوع أنبوب الغاز منذ 4 أعوام حتى الآن ولم يجب على التساؤلات المطروحة من قبل وسائل الإعلام وأهالي المنطقة المتضررة من الانفجار.