هواجس التلاعب والتزوير تبدأ.. إرباك كبير يرافق يوم الاقتراع الخاص بسبب حديث عن تعطل أجهزة الاقتراع وتوقف الوسط الناقل
انفوبلس..
يرافق هاجس التزوير والتلاعب، كل انتخابات تجري في العراق خلال العقدين الأخيرين، فالصراعات السياسية والكعب العالي للمال السياسي يجعلان من ذلك الهاجس منطقياً في كثير من الأحيان، وحدوث مشاكل فنية في الانتخابات يغذي تلك المخاوف بكثرة لكنها لا تعني بالضرورة تحقق التزوير، وهو ما يتم تداوله منذ الأمس بسبب خلل أصاب أجهزة الاقتراع الإلكترونية أثناء عملية الاقتراع الخاص.
بدأ الأمر في كركوك، حيث أكد السياسي التركماني عمار كهية، صباح أمس السبت، توقف أجهزة إرسال المعلومات والبيانات الخاصة بالاقتراع الخاص في المحافظة.
وقال كهية، إن "مكتب مفوضية انتخابات كركوك، لم يستطع إرسال نتائج الاقتراع الخاص عبر الوسط الناقل، والذي يُفترض أن ترسل النتائج تلقائياً وإلكترونياً، بعد انتهاء عملية التصويت، لوجود مشكلة تقنية".
وأضاف، إن "هذا الخلل في انتخابات كركوك يعطي مؤشراً وعلامة استفهام حول ما يجري، خصوصاً وأن نتائج الانتخابات في المحافظات أُرسلت إلى بغداد باستثناء كركوك التي عادةً ما يُعد وضعها حساساً".
وأردف كهية، إن "المشكلة الأخرى، في التصويت الخاص داخل كركوك، تتمثل بظهور الكثير من أسماء أفراد الأجهزة الأمنية من أبناء كركوك في محافظات أخرى، بل البعض منهم لم يصلوا تلك المحافظات على الإطلاق ومعظمهم من أبناء المكون التركماني".
بعدها كشفت مصادر أن عمليات التصويت لم تبدأ في العديد من مراكز الاقتراع، وبحسب تلك المصادر فقد حدثت حتى الساعة 12 من ظهر الأمس عدة مشاكل في عدة مراكز اقتراع، بما في ذلك مركز اقتراع مخيم حسن شام2 لنازحي الموصل بأربيل، حيث يحق لنحو 500 شخص التصويت، ومركز اقتراع عكاشات في محافظة الأنبار بسبب عدم قراءة بصمات الأصابع في مركزي الاقتراع، ومنذ الساعة السابعة صباحاً لم تجرِ عمليات التصويت فيها.
وقال هوگر چەتو، رئيس شبكة شمس لمراقبة الانتخابات، إن بعض أجهزة التصويت في إقليم كوردستان والعراق تعطلت وتوقفت عملية التصويت في تلك المراكز.
وأضاف، إن هناك مشاكل في التصويت في عدة أماكن في العراق وإقليم كوردستان وتعطلت أجهزة التصويت وتوقفت عمليات الاقتراع.
ومع نهاية وقت الاقتراع الخاص، ذكر مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات، في بيان، أنه "يجري العمل على نقل صناديق الاقتراع إلى مكاتب المفوضية في كل محافظة"، لافتاً إلى أنه "تجري حالياً عملية نقل صناديق الاقتراع إلى مكتب المفوضية في كل محافظة لإجراء العدّ والفرز اليدوي، بحسب ما نص عليه قانون انتخابات مجالس المحافظات".
جرى ذلك وسط حديث عن تعطل بنسبة كبيرة بأجهزة العدّ والفرز الإلكتروني في الانتخابات المحلية في العراق، وهو ما دفع إلى العدّ اليدوي.
وقالت النائبة نور نافع الجليحاوي، في تدوينة لها على "إكس": "توقف أجهزة الإرسال لساعات طويلة يشير إلى ما وراء ذلك من تلاعب يخشى منه كل الذين يؤمنون بالعملية الديموقراطية"، محمّلةً مفوضية الانتخابات "مسؤولية معالجة ذلك، وإلا فإنها تتحمل أي نتائج".
أمين عام كتائب الإمام علي (عليه السلام)، شبل الزيدي، نشر على صفحة بمنصة "أكس"، مساء أمس السبت، وقال: "مفوضية الانتخابات أنتم أمام تحدٍ حقيقي فما حدث اليوم هو توقف 75% من صناديق الاقتراع عن بث وتسجيل قراءة أصوات الناخبين وهذا يعني فشل الشركة الكورية".
وأضاف: "هناك أمر آخر يضاف الى ذلك فإذا لم تخرج النتائج في المراكز الانتخابية فهذا يعني نقل الصناديق الى المركز الانتخابي الرئيسي وإلغاء العد والفرز اليدوي المحلي وهذا خطر آخر على مجريات الشفافية الانتخابية".
وتابع: "الأمر الذي يسمح بالتلاعب بالنتائج وتدمير العملية الديمقراطية.. نحذر من أي تلاعب في أصوات الناخبين من جهات مشبوهة وتجب إحالة المتعاقدين مع الشركة الكورية للنزاهة وإجراء تحقيق وربما يتبين فيما بعد أنها شركة من سوق مريدي".
مساعدة الناطق الإعلامي باسم مفوضية الانتخابات نبراس أبو سودة كشفت، اليوم الأحد، أسباب قيام المفوضية باللجوء للعد والفرز اليدوي في عدد من محطات الاقتراع فيما يتعلق بالتصويت الخاص لانتخابات مجالس المحافظات.
وقالت أبو سودة، إن "ما جرى هو بسبب خلل فني تتحمله الشركة المجهزة، وذلك بسبب عدم إرسال النتائج خلال 6 ساعات، لذلك قمنا بنقل الصناديق لمحطات الفرز والصناديق مقفلة ولا يتم التلاعب بها إطلاقاً".
وأضافت، إن "عملية الفرز والتدقيق تتم بحضور وسائل الإعلام الدولية والمحلية، والمنظمات الدولية والمحلية، ومع حضور كاميرات المراقبة وممثلين عن الكيانات السياسية".
وفيما يخص توقف جهاز التصويت في عدد من محطات الاقتراع بالمحافظات العراقية، أوضحت أبو سودة، إن "ما جرى من مشاكل بسيطة هي دروس ستتم الاستفادة منها في الاقتراع، وستمر عملية الاقتراع العام دون مشاكل".
لافتة إلى، أنه "تم تخصيص فريق فني متمرس يتم نقله عبر الطيران العسكري، إلى المركز الاقتراع الذي يحصل فيها خلل للجهاز الخاص بالتصويت".
رئاسة مجلس النواب، قالت في بيان: "تابعنا وبقلق كرئاسة مجلس النواب المشاكل الفنية التي حدثت أثناء عملية التصويت الخاص في انتخابات مجالس المحافظات، وبالتحديد عدم إرسال النتائج عبر الوسط الناقل لأعداد كبيرة من صناديق الاقتراع، ونقلها إلى مراكز العد والفرز دون القيام بالعد اليدوي، إن حرصنا على قيام المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بأداء مهامها وواجبها الدستوري في الحفاظ على أصوات الناخبين وحقوق المرشحين وتحرّي الدقة وعدم تكرار الأخطاء في التصويت العام، سيما وعدد المراكز والمحطات أضعاف ما تم فتحه بالتصويت الخاص".
وأضافت، "يجب على المفوضية إعطاء الضمانات الكاملة بعدم تكرار الأخطاء الفنية والإعلان عن سلامة الأجهزة المستخدمة، خاصة أن قانون الانتخابات قد اشترط قيام المفوضية بالتعاقد مع شركات فاحصة مستقلة، وتنفيذ المحاكاة للتأكد من جميع الإجراءات، وتوفير كل الضمانات اللازمة للحفاظ على الصناديق المرسلة لمنع التلاعب بالنتائج".
وتابعت، إن "رئاسة المجلس تعرب عن قلقها الشديد وتهيب بالمفوضية ضرورة تلافي الأخطاء، والتأكد من الأجهزة المستخدمة في المحطات قبل إجراء عملية التصويت العام للانتخابات".