واشنطن تُكيل اتهامات جديدة على الحشد الشعبي.. وموقف عراقي رسمي: مؤسسة أمنية تعمل لتحقيق الأمن والاستقرار
واشنطن تُكيل اتهامات جديدة على الحشد الشعبي.. وموقف عراقي رسمي: مؤسسة أمنية تعمل لتحقيق الأمن والاستقرار
انفوبلس/..
دأبت الولايات المتحدة الأمريكية على كَيل الاتهامات على الحشد الشعبي، بين الفَينة والأخرى، وهذه المرة قوبل الاتهام الأمريكي للهيئة بعدم الامتثال لأوامر القائد العام للقوات المسلحة، برد رسمي، حمل تأكيداً على أن الحشد هو مؤسسة أمنية هدفها الأول والأخير تحقيق الأمن والاستقرار للعراق والعراقيين.
*الرد العراقي
وردّت وزارة الخارجية العراقية، يوم أمس الثلاثاء، على الخارجية الأمريكية التي وجهت اتهامات لهيئة الحشد الشعبي.
وذكر بيان للوزارة، إنه "تابعت وزارة الخارجية تصريحات المتحدث باسم الخارجية الامريكية ماثيو ميلر، التي تضمنت معلومات غير دقيقة، حمّل فيها الحشد الشعبي مسؤولية أعمال تنتهك الأمن في العراق".
وأكدت الوزارة، إن "الحشد الشعبي هو مؤسسة أمنية عراقية تخضع بالكامل للقوانين العراقية، وتلتزم بأوامر وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة. وتعمل بكل جهد لتحقيق الأمان والاستقرار في البلاد وفقاً للأطر القانونية المحددة".
وأتم البيان، إن "الاعتداءات التي تمت على بعض المطاعم نفذتها مجموعات من الخارجين على القانون ولا تمثل بأي حال من الأحوال مؤسسة الحشد الشعبي، أما المتورطون في هذه الحوادث، فيخضعون الآن للعقوبات الإدارية والانضباطية المناسبة".
*الاتهام الأمريكي
ويوم الخميس الماضي 6 حزيران 2024، اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، مسؤولين في الحشد الشعبي العراقي بـ"التورط في أعمال عنف وزعزعة للاستقرار في العراق وسوريا"، وفق قوله.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، حول تخصيص تمويل للحشد الشعبي في موازنة العراق لعام 2024.
وأعرب ميلر عن "قلق الولايات المتحدة من تصرفات بعض مسؤولي الحشد الشعبي، زاعما أنهم لا يتصرفون وفقًا لأوامر القائد العام للقوات المسلحة".
واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مسؤولين في الحشد "بالتورط في أعمال عنف وزعزعة للاستقرار في العراق وسوريا، بما في ذلك مهاجمة الجيش الأمريكي وقوات التحالف وأفراد الأمن العراقيين والشركات"، وفق ما جاء في سياق كلامه.
وحذر ميلر من أن هذه الأعمال “ستضرّ بأمن العراق واقتصاده”، داعياً الحكومة العراقية إلى “السيطرة على هؤلاء الأشخاص ومحاسبتهم على خرق القانون العراقي”.
وفي سياق آخر، علّق ميلر على الهجومَين المشتركَين بين “المقاومة الإسلامية في العراق” والحوثيين ضد ميناء حيفا الإسرائيلي، اليوم، قائلاً: “إننا نعارض أي هجوم من قبل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران على إسرائيل، ونحن على استعداد لمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد هذه الهجمات”.
وأوضح ميلر، إن “خطتهم لكبح هذه الهجمات كانت تركز على الضغط على العراق لمنع الهجمات من أراضيه، سواء ضد إسرائيل أو المصالح والقوات الأمريكية”.
ودائما ما تحاول الولايات المتحدة أن ترمي ما يحدث في العراق بساحة الحشد الشعبي، وتختلق حُججاً واهية لتمرير تلك الاتهامات التي لم تعد تنطلي على أحد.
*ما علاقة هجمات المطاعم
وجاءت هذه الاتهامات الامريكية بعد سلسلة تظاهرات غاضبة أمام المطاعم الامريكية في العاصمة بغداد.
وانتفض شُبّان ضد المطاعم الأمريكية في بغداد للضغط من أجل إيقاف حرب الإبادة في غزة.
وتداولت منصات، صوراً وفيديوهات تظهر أشخاصاً يحاولون إغلاق مطعم KFC الواقع في شارع فلسطين، بينما سُمع إطلاق نار قيل إنه ناتج عن محاولة الشرطة إيقاف تلك العمليات.
وقالت المصادر، إن الهجوم تسبب في أضرار جسيمة من دون وقوع إصابات بين الموظفين أو العملاء، وفق ما نقلته رويترز.
يذكر أن 3 مطاعم في العاصمة بغداد تعرضت لهجمات خلال 24 ساعة ما بين فجر الأحد وفجر الإثنين من الاسبوع الماضي، في خطوة اعتبرت وسائل إعلام محلية أنها قد تكون مرتبطة بالحرب في غزة، حيث كان الهدف من الهجمات هو سلسلة مطاعم “كنتاكي” الأمريكية التي توجد على قوائم المقاطعة في عدة دول عربية، لدعمها لإسرائيل.
وسار متظاهرون يحملون الأعلام الفلسطينية والعراقية الأسبوع الماضي إلى مكاتب شركة بيبسي في بغداد، وهم يهتفون "لا للعملاء" و"لا لإسرائيل". ونُظِّم احتجاج آخر خارج مكاتب شركة بروكتر آند غامبل.
وبعد ذلك، أدانت السفيرة الامريكية في بغداد ألينا رومانوسكي، الخميس (30 أيار 2024)، الهجمات الأخيرة ضد الشركات الامريكية، محذرةً من إمكانية أن تُضعف قدرة العراق على جذب الاستثمارات الأجنبية.
وقالت رومانسكي في تدوينة على موقع "اكس"، "ندين الهجمات العنيفة الأخيرة ضد الشركات الأمريكية والدولية".
وحثّت السفيرة الامريكية، "الحكومة العراقية على إجراء تحقيق شامل وتقديم المسؤولين عن الهجمات إلى العدالة ومنع أي هجمات مستقبلية".
وأضافـت رومانسكي، إن "هذه الهجمات تعرض حياة العراقيين وممتلكاتهم للخطر، ويمكن أن تضعف قدرة العراق على جذب الاستثمارات الأجنبية"، مشيرة الى أنه "لا نزال ملتزمين بالشراكة الأمريكية العراقية الشاملة لبناء الفرص الاقتصادية والازدهار لجميع العراقيين".
وكان أبو علي العسكري المسؤول الأمني في المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله قد دعا إلى "مقاطعة وطرد توابع الاحتلال التجسسية المتغطية بعناوين (مدنية)، وأن لا تُمنح الحرية لنشاطاتها في أرضنا العزيزة، على أن يكون ذلك بأدوات غير (السلاح)".