يتبجح بعدم ثقته بالقضاء العراقي.. رائد جوحي من واشنطن يدين نفسه بنفسه ويؤكد أن حكومة الكاظمي جاءت بها تشرين
انفوبلس/..
خرج رائد جوحي، مدير مكتب رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، من عزلته، ليبرر ويدافع عن نفسه بشأن سرقة القرن، وفيما أكد أن سفره هو لغرض “الاسترخاء”، ورحّب بتدويل ملف السرقة متجاهلا دور القضاء العراقي في ذلك.
وقال جوحي، في حوار متلفز، "أنا رجل بريء من مسألة سرقة القرن، وأنا متأكد من براءتي، والاتهامات والملاحقات التي ينسبها البعض لا يمكن التلاعب بها في المحافل الدولية، فالأمر قد يكون مفيداً أكثر للمتهمين في هذه القضية، وأنا منهم".
وبين، "منذ اليوم الأول لظهور هذه الاتهامات طالبنا بتحقيق دولي ولجنة دولية تقوم بالتحقيق، نقل هذا الملف إلى ساحة دولية أو إلى دول أخرى لمناقشة هذه الأدلة والبحث فيها سيعطي فرصة أكبر لإظهار الحقيقة، لأن هذه الحقيقة ستكشف الكثير من المتورطين والمشتركين بهذه القضية، لذا أعتقد أن نقل هذه القضية من المحفل الوطني إلى المحفل الدولي سيفسح المجال للمتهمين في هذه القضية لمناقشة هذه الأدلة التي لا يُعرف عنها شيء حتى الآن".
رائد جوحي: جودي في الولايات المتحدة لا يتعلق بالعلاقات أو الصداقات .. عملت لمدة سنتين دون إجازات، وكنت بحاجة للاسترخاء.
وأشار إلى أن "وجودي في الولايات المتحدة لا يتعلق بالعلاقات أو الصداقات، فالدول المحترمة تنظر إلى الإجراءات القانونية والأدلة وليس إلى الصداقات والعلاقات، وحتى الرئيس دونالد ترامب يخضع للقضاء". مضيفاً، أنه "عملت لمدة سنتين دون إجازات، وكنت بحاجة للاسترخاء".
وأضاف، أن "حكومة الكاظمي جاءت على إثر ثورة تشرين ولم تكن حكومة منتخَبة ولم تأتِ الى الحكم من خلال صناديق الاقتراع وبعد فترة الفراغ السياسي والأمني الذي استمر منذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي لغاية شهر أيار 2020 وبعد انتهاء حكومة الكاظمي بدأ توجيه اتهامات وتهديدات خطيرة".
تم إخلاء سبيل المتهم الرئيسي في قضية سرقة القرن (نور زهير) ومورست ضده وسائل ترهيب واستُخدم ضده كلام في التحقيق ليخرج ويُطلق سراحه وكيف شوه سمعة الكثيرين في التحقيق وأنا منهم".
قانونيون: جوحي أدان نفسه بنفسه
رأى خبراء قانونيون، أن مدير مكتب رئيس الوزراء السابق رائد جوحي أدان نفسه بنفسه في تصريحاته الأخيرة، وأثبت أنه متورط بقضايا فساد لا تُعد ولا تُحصى.
وأكد الخبراء، أن "ظهور جوحي جاء بالتنسيق مع رفيقه الكاظمي، لترتيب حملة إعلامية يظهر فيها الاثنان وكأنهما بريئان من كل التهم الموجهة إليهما من قبل الحكومة العراقية الحالية".
وأوضحوا، أن "جوحي ظهر منهزماً ومهزوماً وكأنه يريد أن يقول إن التدويل لقضية سرقة القرن هو طوق النجاة له وللمتورطين معه وكذلك هي إشارات وتهديد مبطّن لمن تورط في السرقة من الطبقة السياسية وتحذير منه أنه يملك الإدانات".
جوحي يصرح بعدم ثقته بالقضاء
ظهور مدير مكتب رئيس الوزراء السابق رائد جوحي، جاء بالتنسيق مع رفيقه الكاظمي، لترتيب حملة إعلامية يظهر فيها الاثنان وكأنهما بريئان
ورأى الكاتب حليم سلمان، أن "ظهور مدير مكتب رئيس الوزراء السابق رائد جوحي، جاء بالتنسيق مع رفيقه الكاظمي، لترتيب حملة إعلامية يظهر فيها الاثنان وكأنهما بريئان من كل التهم الموجهة إليهما من قبل الحكومة العراقية الحالية".
وأشار سلمان إلى أن "مذكرات القبض، الصادرة من القضاء العراقي، لا تراجع فيها، رغم تبريرات جوحي والآخرين".
وتابع، "بهذه التصريحات أحرق رائد جوحي كل الطرق أمامه من ناحية عدم ثقته بالقضاء العراقي، والثانية توجيهه الاتهامات بشكل مباشر لمجموعة اعتبرهم متورطين، لم يسمِّهم، وهذا دليل قاطع على تورطه في قضايا فساد لا تعد ولا تحصى".
تاريخ عمالة جوحي وفساده
وعن مجموعة الأكاذيب التي تحدّث بها المتّهم الهارب رائد جوحي في اللقاء المتلفز، تساءل الباحث والكاتب إياد السماوي، عن الدور القانوني الذي مثّله جوحي حسب ادعائه خلال سنواته الماضية، مشيراً الى "تاريخ عمالته للأمريكان وتاريخه الأسود في الفساد عندما كان مفتشاً في وزارة الدفاع والمالية".
وقال السماوي، في مقال له، "قولك يا رائد إنّني رجل قانون ولي تاريخي في هذا المجال. لا ندري أي تاريخ منهم تقصد ، تاريخ عمالتك للأمريكان أم تاريخك الأسود في الفساد عندما كنت مفتشا في وزارة الدفاع والمالية ؟ وتقول أيضا أنا أفهم جيدا أهمية الملاحقات القانونية ، وكأنّ لسان حالك يقول لو انطبقت السماء على الأرض فإن أمريكا التي خدمتها لن تسلمني للعراق للمثول أمام القضاء العراقي".
وأضاف، "تقول يا جوحي أنا رجل بريء وواثق من براءتي، ولو كنتَ بريئا فعلا كما تدّعي فلماذا لا تمثل أمام القضاء العراقي للدفاع عن نفسك ضدّ الاتهامات الموجهة لك والأدلة الدامغة؟ وأنا أضمن لك أنً حقوقك المدنية التي وردت في الدستور ستحظى بها كاملة ولن يكون هنالك أحمد أبو رغيف لينتهك شرفك أو ليقوم بتعذيبك ".
وتابع "تقول إنّك لم تعلم بالاتهام الموجه لك ولا تعرف ما هي التهمة تحديدا. كيف ذلك وأنت تتابع من خلال نفوذك في جهاز المخابرات وباقي أجهزة الدولة مجريات التحقيق أولا بأول؟".
وعلق السماوي على قول رائد جوحي في ما يخص علاقة مكتب رئيس الوزراء ورئيس الوزراء نفسه بسرقة القرن، أنه لم يكن يعلم بكل هذه القصة، "كيف لم تكن تعلم وكلّ المخاطبات بين وزارة المالية وديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة ومديرية التقاعد العامة والبنگ المركزي ومصرف الرافدين واللجنة المالية في مجلس النواب كانت تُرسل نسخة من هذه المخاطبات إلى مكتب رئيس الوزراء".
ونوه السماوي، الى أنه "ولو افترضنا جدلًا أن جوحي ورئيس الوزراء وكافة ورؤساء الأجهزة الأمنية لا يعلمون بهذه الطامة الكبرى، فأي حكومة كانت؟ وهل كان رائد مقتنع بشخصية مصطفى الكاظمي كقائد سياسي؟ وهل يريد أن يقنع الرأي العام العراقي أنّ هذه الجريمة التي اهتزّت لها خلائق العرش قد تمّت بين مديرين فاسدين فحسب، وأنت ورئيس الوزراء لا علم لكم بها؟ أي عاقل يقتنع بهذا التبرير الساذج؟".
تحقيق دولي لقضية داخل سيادة بلد
وحول مطالبات جوحي بفتح تحقيق دولي في قضية تقع ضمن سيادة بلد مستقل، علق السماوي، "أيّ دولة هذه التي تسمح بتدويل تحقيق داخلي يخصّ قضية داخلية؟ من أنت يا رائد لتفتح الهيئات الدولة تحقيقا دوليا في قضية تقع ضمن سيادة بلد مستقل؟ رائد.. قد تتصوّر أمريكا من دولّت قضية الحريري وذلك لأهمية الحريري؟ لكن الحقيقة هي من أجل إدانة حزب الله بتهمة قتل الحريري".
وعلق السماوي على حوار رائد جوحي المتلفز، أن “اللقاء بمجمله أردت من خلاله أن تقول للعراقيين إنّك بريء من هذه الجريمة وإنك لم تكن المدير الذي أدار هذه السرقة الأكبر في تاريخ البشرية، وإنك ستحضر للعراق للامتثال أمام القضاء العراقي لو توفرت لك ضمانات بحقوقك الدستورية، وأنك لم تهرب من العراق بل سافرت لقضاء إجازتك الاعتيادية، وإنك من أصحاب التاريخ من رجال القضاء العراقي الذين تركوا لهم بصمة في تأريخ هذا القضاء".
جوحي مطلوب للقضاء
وكان القضاء العراقي قدد قرر في وقت سابق، حجز الأموال المنقولة وغير المنقولة لوزير المالية السابق علي عبد الأمير علاوي، ورائد جوحي الساعدي مدير مكتب رئيس الوزراء السابق، وعبد الأمير حسون علي طه، ومحمد حسون علي طه".
وقال مصدر مطلع، إن "محكمة الكرخ الثانية أصدرت قراراً بحجز الأموال المنقولة وغير المنقولة لوزير المالية السابق علي عبد الأمير علاوي ومدير مكتب رئيس الوزراء ورئيس جهاز المخابرات السابق القاضي رائد جوحي".
قالت مصادر مطلعة، إن القضاء العراقي يحقق في تهم فساد جديدة ترتبط بفريق حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، ومن المرجح أن تنتهي بإصدار أوامر قبض واستدعاء جديد خلال الفترة المقبلة.
وبحسب المصادر، فإن هذه الأوامر قد لا تستثني الكاظمي نفسه، والذي يتواجد خارج العراق منذ تسليمه السلطة لرئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني في تشرين الأول الماضي.
وتتعلق قضية سرقة القرن باختفاء مبلغ 3.7 تريليون دينار عراقي (أكثر من مليارَي ونصف المليار دولار أميركي) من أموال الأمانات الضريبية في وزارة المالية، وجرى الكشف عنها من قبل جهات معنية عدة قبل نحو شهرين من انتهاء فترة حكومة الكاظمي.