يوم قصفت واشنطن مخابرات صدام.. 30 عاما على مقتل ليلى العطار صدفة
انفوبلس/..
في مثل هذا اليوم وتحديداً عام 1993، أطلقت سفن البحرية الأمريكية، بأمر من رئيس الولايات المتحدة، بيل كلينتون، 23 صاروخاً من طراز توماهوك على مقر جهاز المخابرات العراقية "كرَدٍّ انتقامي وتحذير بعد اتهام عناصر من المخابرات العراقية بمحاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب خلال زيارته للكويت من 14–16 أبريل 1993".
استقبال حافل كان قد حظي به الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب عندما زار الكويت بعد انتهاء ولايته الرئاسية، وذلك تكريماً لجهوده في قيادة "تحالف دولي" أنهى 7 أشهر من الغزو العراقي للكويت.
وبالتزامن مع زيارة بوش من 14 إلى 16 أبريل/ نيسان 1993 شنّت السلطات الكويتية حملة اعتقالات طالت 16 شخصاً -معظمهم عراقيون- بتهمة تدبير محاولة اغتيال له بسيارة مفخخة، واتهمت الولايات المتحدة بدورها حينذاك المخابرات العراقية بالوقوف وراء المحاولة، وردّت بقصف العراق.
*ليلى تُقتل
وبينما كانت الصواريخ الأمريكية تتوالى على مقر جهاز المخابرات العراقي في زمن صدام حسين، أخطأ واحد منها وأصاب منزل الفنانة التشكيلية العراقية ليلى العطار ليرديها وزوجها قتيلَيْن.
ليلى العطار (1944 - 27 يونيو 1993) هي فنانة تشكيلية عراقية، عملت مديرة للمتحف الوطني للفن الحديث ومديراً عاماً لدائرة الفنون ومديرة مركز صدام للفنون وقاعة بغداد، وكانت عضواً في نقابة وجمعية الفنانين العراقيين، أقامت خمسة معارض شخصية داخل العراق وشاركت في عدة معارض بالخارج من ضمنها معرض بينالي القاهرة عام 1984، وفازت بجائزة الشراع الذهبي في بينالي الكويت السابع.
توفيت في يونيو/ حزيران 1993م متأثرة هي وزوجها بسقوط صاروخ نتيجة غارات طائرات أمريكية، حينما قامت القوات الأمريكية بأمر من الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون بإرسال 26 صاروخاً لضرب المواقع الحساسة في بغداد يوم 26 حزيران وليلة 27 حزيران 1993 كرد على محاولة اغتيال الرئيس الأسبق بوش عند زيارته للكويت.
وكان من ضمن المباني المستهدفة مبنى مركز المخابرات العامة الواقع في حي المنصور السكني، تم على إثر الضربة مقتل 9 عراقيين من ضمنهم الرسامة التشكيلية ليلى العطار وزوجها عبد الخالق جريدان ومربّية منزلهم خديجة وأُصيبت ابنة ليلى "ريم" بالعمى إثر الضربة.
ما كان يُتداول هو أن ليلى قُتِلت بصاروخ أمريكي بسبب رسمها صورة لبوش الأب على أرضية مدخل فندق الرشيد عام 1993، وروّج الإعلام الحكومي (آنذاك) لهذه الفكرة أيضاً.
لكن الحقيقة، لم يكن المُستهدف منزل ليلى العطار ولم تكن ضمن حسابات الإدارة الأمريكية أصلاً وإنما المُستهدَف هو إحدى بنايات المُخابرات التابعة لوزارة داخلية نظام صدام والتي تُدار من قِبل مجلس قيادة الثورة وكان يجاور منزل ليلى العطار.
*المفارقة
والمُفارقة أن الشخص الذي رسم الصورة من ديالى واسمه "محسن تعبان"، كما أن الفنانة "ليلى العطار" نفت حينها أي علاقة لها بالرسمة.
وأكد زملاؤها أن هذا ليس أسلوبها بالرسم. وظهر محسن تعبان في لقاءات تلفزيونية وشرح ملابسات الموضوع وتبنى الرسم في وقت لاحق.
*تأكيد
وما يؤكد ذلك، هو (حيدر جريدان) نجل الراحلة، إذ نفى الأمر، قائلاً: "إنها إشاعة والحكومة بوقتها ساهمت بنشرها"، وبعد سؤاله فيما لو كانت لوحة (بوش) من عملها نفى الأمر معلّقاً عليه "الناس ما تحب تسمع وإذا سمعت فتسمع الشي اللي تريده"، مبيناً أن "من قام بعمل صورة بوش على الأرضية في الفندق هو شخص من محافظة ديالى بتكليف من الدائرة الهندسية في القصر".
وتابع، "والدتي الله يرحمها ما الها علاقة بموضوع رسم بوش ولكن الحكومة بوقتها روّجت لهاي القصة لأن والدتي وجه معروف، الموضوع هو انه بيتنا بظهر المخابرات وبذيج الليلة المشؤومة انضربت الدائرة 24 صاروخا أخطئوا في 2 منهم واحد وكع بكراجنا وجنه طالعين من المطبخ فالبيت كله اندفع الى الجانب ونجينا آني واختي الصغيرة وبنت خالي واستشهدوا والدتي ووالدي ومربيتنا عمة خديجة، اما الصاروخ الثانية فوكع على بيت الشهيد معن القيسي واستشهد هو وابنه محمد معن القيسي ونجت زوجته".
وختم قائلاً: "أسهل شي بالعراق هو انت تضيع الحقيقة ويختلط الحابل بالنابل هالمرة جتي السوشل ميديا".