إرث عسكري ينتظر مصيره بعد تحويل معسكر الرشيد إلى حدائق والتاجي إلى مدينة سكنية.. ماذا عن الموقع رقم 8؟
إرث عسكري ينتظر مصيره
بعد تحويل معسكر الرشيد إلى حدائق والتاجي إلى مدينة سكنية.. ماذا عنالموقع رقم 8؟
انفوبلس/..
تشهد العاصمة العراقية بغداد تحولات عمرانية واسعة ضمن مشاريع حكوميةتهدف إلى استغلال المواقع العسكرية السابقة وتحويلها إلى مشاريع مدنيةتخدم المواطنين، في خطوة تستهدف إعادة تأهيل البنية التحتية وتحسين البيئةالحضرية.
وفي الوقت الذي أطلقت فيه الحكومة، بقيادة رئيس الوزراء محمد شياعالسوداني، مشروع “مدينة 6 كانون السكنية” في معسكر التاجي، تستمرعمليات تحويل معسكر الرشيد إلى أكبر منطقة خضراء في بغداد، تحت اسممشروع “غابات بغداد”.
خطوة فعلية
في صباح اليوم الإثنين وبمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقي، أطلق القائدالعام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، الأعمال التنفيذية في مشروعمدينة (6 كانون) السكنية الذي سيُشيَّد على أرض معسكر التاجي،المخصص لمنتسبي وزارة الدفاع.
ورعى القائد العام للقوات المسلحة، الحفل المركزي الذي أقامته وزارة الدفاع فيالعاصمة بغداد تحت شعار (يد للسلام والأمان ويد للبناء والعمران)، بمناسبةالذكرى 104 لتأسيس الجيش العراقي، وحضر الحفل وزيرا الدفاع والداخلية،ورئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية، وعدد من أعضاء اللجنة، ورئيس أركانالجيش، ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب، وعدد من القادة العسكريين.
وأطلق السوداني، بهذه المناسبة، الأعمال التنفيذية في مشروع مدينة (6 كانون) السكنية التي ستُشيَّد في معسكر التاجي، الخاصة بمنتسبي وزارةالدفاع، كما افتتح عدداً من مشاريع البنى التحتية للوزارة، مشيراً إلى أنمجلس الوزراء أصدر قراراً وجه من خلاله بتخصيص قطع أراض لتوزيعها علىأبناء وزارة الدفاع في باقي المحافظات، مؤكدا أن كل ما يتم تقديمه للجيش هواستحقاق وليس منّة أوتفضلاً من أحد .
وحيا القائد العام للقوات المسلحة ذكرى التأسيس للجيش العراقي، الذي ترافقمع تأسيس الدولة العراقية الحديثة، حيث وُلد أول تشكيل للقوات المسلحة قبل104 سنوات ليصبح الجيش عنواناً بارزاً ومن بين أهم ملامح الدولة، وصاروجوده تأكيداً على فكرة الاستقلال، وحماية السيادة العراقية.
وأشار الى الوقفة البطولية لجيشنا عندما تعرض العراق للإرهاب الداعشي،وكان في مقدمة القوات التي واجهت الإرهاب واقتلعت جذوره، موصياً القياداتالعسكرية بمواصلة الاستعداد من أجل المحافظة على الأمن والاستقرار فيعموم العراق الذي انطلقت الحكومة معه بمشاريع خدمية وتنموية، وأنجزتالكثير بفضل التضحيات العظيمة لقواتنا الأمنية.
*ماذا عن الموقع رقم 8؟
في آب 2020، أعلنت قيادة العمليات المشتركة، تسلم الموقع رقم 8 في معسكرالتاجي من قوات التحالف الدولي.
وقال المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي (آنذاك)، إن"قوات التحالف الدولي سلّمت اليوم الموقع رقم 8 في معسكر التاجي للقواتالعراقية".
وأوضح الخفاجي، إن" الموقع كان يُستخدم لتدريب وتجهيز وتأهيل الكوادرالعراقية من قبل القوات الأسترالية والنيوزلندية والأميركية". مبينا، إن "الموقعسوف يُخصَّص إلى القوات الأمنية العراقية لاستخدامه".
وأضاف، إنه "بعد اكتمال مهمة قوات التحالف الدولي تم تسليم الموقع رقم 8 الى القوات العراقية بحضور ممثل رئيس الوزراء الذي بدوره قام بتوقيع محضرالاستلام والتسليم".
وأشار إلى أن الموقع رقم 8 كان جزءا من معسكر التاجي الذي يضم أيضاقاعدة جوية، وكانت ترابط فيه وحدات من مختلف وحدات الجيش العراقي، مثلالدروع والهندسة العسكرية والمشاة والطبابة وطيران الجيش.
أما عن المعدات التي تم تسليمها للجيش العراقي في الموقع فتتضمن المركباتالاختصاصية والقتالية، بالإضافة إلى أسلحة متوسطة وخفيفة وذخائر ومعداتأخرى تسهم في عمليات التدريب مستقبلا، بحسب الخفاجي.
جاء ذلك، بعد أن أصدر مجلس النواب العراقي، في ذلك العام، قراراً بجدولةخروج القوات الأجنبية من البلاد.
وحتى الآن، لم يتضح مستقبل هذا الموقع بعد تحويل جزء من معسكر التاجيإلى مشروع سكني. فهل سيتم تخصيص الموقع رقم 8 ليصبح جزءاً من مدينة“6 كانون” السكنية، أم سيبقى موقعاً عسكرياً؟
*معسكر الرشيد
في منتصف العام الماضي، أعلنت أمانة بغداد، المباشرة بمشروع “غاباتبغداد” في موقع معسكر الرشيد، على مساحة 5000 دونم، أي إنه أكبر منمتنزه الزوراء بـ10 أضعاف، مبينة أنه ينفذ من قبل اتحاد استثماري من 3 شركات أذرية وتركية وعراقية، فيما أكدت أن العمل بدأ بإزالة النفاياتوالمتجاوزين وسيكتمل وتفتتح الأجزاء الأولى منه خلال العام المقبل.
وقال مدير العلاقات والإعلام في الأمانة، محمد الربيعي في حديث للصحيفةالرسمية، إن “رئيس الوزراء وجه بعدم إنشاء أي مجمعات سكنية في موقعمعسكر الرشيد، حيث إن المقترحات القديمة والخطوات القديمة التي تحدثت عنإنشاء مجمعات سكنية في موقع المعسكر، أصبحت من الخيال وسيخصصالموقع للمساحات الخضراء فقط.
وأضاف الربيعي، إنه “سيتم استغلال معسكر الرشيد وبمساحة 5 آلاف دونم،كمنطقة خضراء ترفيهية تساعد منتزه الزوراء التي تبلغ مساحته 500 دونم،وبهذا ستكون غابات بغداد 10 أضعاف مساحة منتزه الزوراء”، مبيناً أن “هذهالمساحات ستصبح بين منطقتي الكرادة والزعفرانية وستكون من أجمل مناطقالعاصمة”.
وأشار إلى أن “المشروع سيحتاج إنجازه إلى اتحاد استثماري لثلاث شركاتأذرية وتركية وعراقية، بعد إكمال التصاميم واستلام الأرض والعمل جار علىمراحل، إذ تم البدء برفع النفايات والمتجاوزين، في حين سيُستكمل العملخلال عامي 2024 و2025 بافتتاح الأجزاء الأولى من غابات بغداد”.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد العبادي، إن وزارته “عضوفي اللجنة المشكلة لمشروع غابات بغداد، حيث ستواكب عمل المشروع بإنشاءالبنى التحتية المتعلقة بقطاع الكهرباء”.
وأوضح، إن “الكهرباء تستعد لإنشاء البنى التحتية الخاصة بمشروع غاباتبغداد، بعد تسلمها مخططات إنشاء خطوط النقل والمحطات التحويلية، وإنشاءمحطة خاصة على موقع محطة جنوب بغداد الحرارية المتاخمة لمعسكر الرشيدبالتحديد، وهي محطة قديمة انتهى عمرها الافتراضي”.
ولفت العبادي إلى تصميم خطة “لإنشاء محطة جديدة عبر استغلال الموقعوبطاقة إنتاجية أكبر وتوسعة وإعادة إعمار محطة الدورة القريبة من الموقع،علاوة على توسعة وإقامة الدورة المركبة لمحطة جنوب بغداد الغازية رقم 1”.