إغلاق ملف جريمة طفلة المشراق بعد اعتقال الجاني واعترافه.. هل هو قاتل متسلسل؟
انفوبلس/ تقارير
شهدت محافظة البصرة، جريمة قتل لطفلة تبلغ من العمر 7 سنوات بعد اغتصابها أول أمس الخميس 13 أبريل/ نيسان 2023، فيما ألقت شرطة المحافظة، القبض على مغتصب وقاتل الطفلة التي تُدعى "في".
وأثارت هذه الجريمة، غضباً واسعاً في العراق وخصوصا بمواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بإنزال أقصى العقوبات على المتهم بذلك.
*بيان شرطة البصرة
كشفت قيادة شرطة محافظة البصرة، ملابسات هذه الجريمة "المروعة" والتي أثارت غضباً واسعاً في العراق.
وذكرت القيادة في بيان ورد لشبكة "انفوبلس"، أن "جريمة قتل يندى لها الجبين حصلت يوم الخميس الماضي في منطقة المشراق بمحافظة البصرة لطفلة تبلغ من العمر ٧ سنوات بعد اغتصابها". مبينة، أنه "بعد ورود معلومات عن اختطافها من قبل مجهولين وبناءً على توجيهات قائد شرطة محافظة البصرة اللواء قاسم راشد زويد المشددة بكشف ملابسات الحادث وتقديم الجُناة إلى العدالة، على الفور تم تشكيل فريق عمل بأمرة ضابط مركز شرطة البصرة العقيد علي بهير وثُلّة من ضباط التحقيق والمنتسبين، وبعد جمع المعلومات ومتابعة كاميرات المراقبة وبوقت قياسي تم كشف ملابسات جريمة القتل وإلقاء القبض على الجاني".
وأضاف البيان، أنه "بعد التحقيق مع الجاني اعترف صراحةً بجريمة القتل والاغتصاب وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه وإحالته إلى القضاء لينال جزاءه العادل".
*روايات عن الجريمة
وفي التفاصيل التي كشفها والد الطفلة في تقرير تلفزيوني، قال إن ابنته "في" كانت تقف أمام منزلهم، حيث أتى أحد الأشخاص وقدّم لها ألف دينار (نحو نصف دولار) وأقنعها أن تذهب معه لشراء الحلوى". لافتا إلى، أن "المتهم توجه بها إلى منزل مهجور، حيث قام باغتصابها وقتلها والتمثيل بجثتها ورميها في مكبّ للنفايات".
وأضاف والد الطفلة، إنه "بعد اختفاء ابنته تحقق من كاميرات المراقبة حتى وصل إلى المتهم، وتوجه إلى المنزل، لكن المتهم ادعى أنه ترك الطفلة في الشارع بعد أن اشترى لها الحلويات".
وأكد أنهم أبلغوا الشرطة بعد إنكاره، والتي ألقت القبض عليه، حيث اعترف في التحقيقات بجريمته.
*دحض رواية الخلافات
بدورهم، نفوا أقارب الطفلة ما أُشيع عن وجود خلافات مُسبقة بينهم وبين المتهم، دفعته لارتكاب جريمته، مؤكدين عدم معرفتهم به مطلقا.
*ذبحها ووضعها في كيس نفايات
إلى ذلك، كشفت مصادر أمنية، أن "الطفلة تم اختطافها من قبل أحد الأشخاص، والذي أخذها بدوره إلى صديقه، حيث تم اغتصابها ثم ذبحها بالسكين ووضع جثتها في كيس نفايات، ورميها قرب مدرسة".
*قاتل متسلسل
لم تظهر تفاصيل كثيرة عن المتهم، لكن مصادر أمنية رجّحت أن يكون المُدان المُلقى القبض عليه هو قاتل متسلسل ــ شخص يقتل العديد من الأشخاص لإشباع رغبات نفسية غير طبيعية ــ مؤكدة أن هذا الفعل لم يمكن أن يرتكبه شخص طبيعي يتحكم به عقله.
*ردود فعل غاضبة
فجّرت الجريمة غضباً واسعاً في العراق وخصوصا بمواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بإنزال أقصى العقوبات بعد اقتراف تلك الجريمة .
روّاد مواقع التواصل الاجتماعي قالوا، إنه "حتى هذا الاغتصاب الجنائي الذي أصبح حاضراً على مسرح الأحداث الاجتماعية المُثقلة بكل ما هو مؤلم، كان وليد التآمر الدولي ولاسيما الإقليمي, فقد عملت دول الجوار والمنطقة وقوى الاحتلال والاستعمار وغيرها من الدول التي تكره العراق والعراقيين لأكثر من سبب، على دفع العصابات الأجنبية والإرهابيين إلى العبث بأمن العراق الاجتماعي حيث قاموا بخطف النساء والصبايا القاصرات وبيعهن في الخارج واغتصابهن فيما بعد".
وأكملوا، أن "ذلك ولّد الجرأة بين الشباب الطائش والجهلة على ممارسة هذه الجريمة في وضح النهار، إذ أصبحت ظاهرة تشكو منها بعض المدن والمناطق العراقية".
*العقوبات وفق القانون
وأهداف العقوبة الجنائية فهي الردع وتحقيق العدالة المجتمعية، وقد تشدّدَ قانون العقوبات العراقي في مثل هذه الجرائم، فالقتل بالحرق عقوبته الإعدام وفق المادة 406/1 واغتصاب الصغيرات عقوبته الإعدام وفق المادة 393/2 من قانون العقوبات العراقي.
*الجرائم البشعة تنقسم كالآتي:
1ـ جرائم حرق واغتصاب الصغار وتقطيع جثث واستخدام أساليب وحشية في ارتكاب الجريمة ووجود نزعة الجريمة الكبيرة والعالية لدى الجُناة وهنا يطغى الجانب النفسي في هذه الجرائم، ومنها المجرم السايكوباثي، أي الحقد على المجتمع، والشيزوفرينيا أي انفصام الشخصية، والبارانويا أي الخوف من المجتمع، وغيرها من الأسباب كما يقول علم النفس الجنائي، وهذا يحتاج إلى دراسات لهذه الظواهر من المختصين ومن ثم نشر الوعي عن طريق الإعلام ورجال الدين والمدارس”.
2ـ أما أهداف العقوبة الجنائية فهي الردع، يقول تعالى: "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون". وقد تشدّدَ قانون العقوبات العراقي في مثل هذه الجرائم، مثلاً القتل بالحرق عقوبته الإعدام وفق المادة 406 /1/أ وحتى اغتصاب الصغيرات عقوبته الإعدام وفق المادة 393 /2 من قانون العقوبات العراقي.
3ـ أما أسباب مثل هذه الجرائم فمنها تناول المخدرات، والبطالة، والسلاح المنفلت، وضعف الوازع الديني، وأثر المسلسلات المدبلجة، وغيرها.
*تزايد جرائم القتل
شهدت جرائم القتل في العراق تزايداً ملحوظا في الآونة الأخيرة، ففي حادثة ليست الأولى من نوعها، ولكنها الأكثر فظاعة، أقدم رجل على قتل شقيقته واغتصاب طفلتي أخيه ذواتي الـ 12 و15 عاماً، في محاولة منه للانتقام من شقيقه الذي سبق أن عنّف ابنه.
حدثت تلك الجريمة البشعة في 13 فبراير (شباط) 2022، وأثارت هذه الجريمة حفيظة المجتمع العراقي، وشجّعت منظمات المجتمع المدني والجهات ذات الاختصاص لإعادة فتح ملف العنف والجريمة في العراق، التي تتباين أسبابها، فالبعض يرى أن تردّي الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في العراق هي سبب أساسي للوضع الراهن.