إلى متى تبقى الإرادة الأمريكية تتحكم بملف تسليح الجيش العراقي ولماذا؟
انفوبلس/..
منذ أكثر من 15 عاما ولازال ملف تسليح الجيش العراقي يشوبه الكثير من الغموض والشبهات، خصوصا عند الحديث عن مصادر هذا التسليح في ظل حديث عن وجود تدخلات مباشرة وعلنية بهذا الشأن من قبل الجانب الأمريكي وذلك لمنع الجانب العراقي من مفاتحة أي دولة بشأن إبرام عقود وصفقات عن هذا الملف وحصر التزويد بالسلاح من قبل واشنطن.
ويهدف هذا “الصد الأمريكي” بوجه تسليح الجيش العراقي لإضعاف إمكانيات الجيش العراقي، لاسيما بعد الجهد والدور الذي لعبه في معارك داعش مع التشكيلات الأمنية العراقية الأخرى، حيث يراد من ذلك إبقاء مؤسسة العراق العسكرية تحت الوصايا الامريكية، فلا سلاح ولا معدات دون الرجوع الى المزاج الأمريكي .
وكانت الدورات النيابية السابقة قد دعت الحكومة الى التوجه للبحث عن تنويع مصادر التسليح من دول غير الولايات المتحدة، وسط استمرار خطر الجماعات الإرهابية خصوصا في المناطق الغربية والتعرضات المستمرة التي حصلت بانهيار العديد من المحافظات وسيطرة داعش عليها إِبّانَ 2014.
ويؤكد مراقبون أن هناك ضغوطا سياسية داخلية وخارجية تمارسها الولايات المتحدة عبر عملائها لحصر عمليات عقود الجانب العراقي مع واشنطن فيما يخص ملف التسليح.
إلا أن الحكومات السابقة لم تلتزم بذلك، بما فيها حكومة مصطفى الكاظمي التي أبرمت في آيار الماضي عقودا مع الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، للحصول على أسلحة دفاعية ، لتدعيم المؤسسة العسكرية التي مازالت تواجه تحديات كبيرة بفرض الأمن، مع استمرار نشاط “داعش” في عدد من المحافظات، إلا أن هذه الصفقة لم ترَ النور حتى الآن.
وحددت لجنة الامن النيابية السابقة ثلاثة أسباب وراء عرقلة تطوير تسليح الجيش العراقي، مؤكدة أن الجانب الأمريكي يقف في مقدمة تلك الأسباب وهو صاحب التأثير الأشد.
وذكرت اللجنة في تصريحات لأعضائها أن قضية عرقلة تسليح الجيش العراقي يقف خلفها ثالوث محدد أوله صفقات الفساد ورداءة عقود التسليح وقد مررت خلال السنوات السابقة والثاني وقوف بعض القوى السياسية وبدفع خارجي لوضع عراقيل بحجج واهية، مشيرة الى أن السبب الأشد والأكثر هو الجانب الأمريكي الذي دائما ما يقف حجر عثرة أمام أي عقد تسليحي خاصة العقود مع روسيا وغيرها من الدول التي تمتلك أسلحة متطورة.
بدوره، أكد المحلل السياسي فراس الياسر، أن “الولايات المتحدة ومنذ 2003 تحاول أن تجعل المؤسسة العسكرية العراقية على مقاساتها وهذا الأمر بدأ بطريقة حل الجيش السابق وبناء الجيش العراقي بعد 2003 والمراحل التي مر بها، وأن ملف التسليح هو جزء لا يتجزأ من المحاولات الامريكية المستمرة الى يومنا هذا والرامية الى إضعاف الجيش”.
وقال الياسر، في تصريح صحفي إن “المخطط الأمريكي ينص على أن تكون معدات وتسليح الجيش العراقي محصورة، بيد الولايات المتحدة وضمن السياق الأمريكي”، مبينا أن “ما يؤكد ذلك هو أن أمريكا قد عملت على بناء مناطق رخوة داخل المؤسسة العسكرية وذلك لإضعافها والسماح لأعداء العراق باجتياح البلد متى ما تسير الأمور على غير رغبتها”.
وأشار الى أن “واحدا من الأهداف والمخططات المترتبة على ذلك هي أن تبقى أرض العراق وسماؤه مستباحة من واشنطن ومن الجماعات الإرهابية، إلا أن سواعد الحشد الشعبي كانت كفيلة بإفشال هذا المخطط والدليل على ذلك مواجهة داعش بمعية القوات الأمنية الأخرى”.
وأكد النائب عن ائتلاف دولة القانون جواد الغزالي، أن أمريكا تقف أمام تسليح الجيش العراقي لحماية اسرائيل وعدم التأثير على نفوذها في المنطقة.