اعترافات تسوركوف على خط التصعيد.. هاجمت نتنياهو وأقرّت بتنسيق تظاهرات تشرين لخلق خلاف شيعي - شيعي.. هل تكون جزءاً من أي تبادل محتمل؟
انفوبلس..
بعد أكثر من 4 أشهر على انتشار نبأ "اختطافها" في بغداد، ظهرت الجاسوسة الإسرائيلية الأسيرة في العراق، إليزابيث تسوركوف، بمقطع فيديو تناقلته وسائل الإعلام المحلية والعالمية اعترفت فيه بأنّها عملت لصالح جهاز "الموساد" الإسرائيلي، وجهاز "سي آي أي" الأميركي في العراق وسوريا.
توقيت نشر الفيديو بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة دفع العديد من المحللين إلى توقع أن الأسيرة الإسرائيلية قد تكون جزءاً من أي تبادل محتمل خلال الأيام المقبلة حيث يجري الحديث عن صفقة لتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بوساطة قطرية مصرية أمريكية مقابل عدة شروط تفرضها المقاومة لتمريرها.
وقالت تسوركوف في الفيديو: إنّها عملت في العراق على دعم وتعميق الخلافات "الشيعية - الشيعية" من خلال تنسيق تظاهرات تشرين الأول/ أكتوبر 2019.
وأشارت إلى أنّها عملت في سوريا عام 2022، من أجل إقامة علاقات بين "قوات سوريا الديمقراطية" و"إسرائيل" في شمالي شرقي سوريا.
ودعت تسوركوف إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزّة، ولاسيما أنّه يؤدي إلى "انتشار خطاب الكراهية بين الشعوب"، واصفةً إدارة نتنياهو "بالحمقاء لأنها تؤدي إلى استمرار الحرب".
وطالبت أهالي الأسرى الإسرائيليين في غزة بالتحرّك من أجل وقف الحرب، مطالبةً بـ "إطلاق سراحها".
يُشار إلى أنّ تسوركوف عملت على إعداد "أبحاث ميدانية" في العراق وسوريا وفلسطين المحتلة، خلال الأعوام الماضية، لمصلحة معهد أبحاث السياسة الخارجية، ومقره فيلادلفيا في أميركا، ومنتدى التفكير الإقليمي، وهو مركز أبحاث إسرائيلي، مقرّه القدس المحتلة، وذلك للتغطية على عملها الاستخباري لصالح "إسرائيل".
نبذة من تاريخ أسر الجاسوسة
مكتب نتنياهو ذكر، في السادس من يوليو/ تموز الماضي، أن مواطنة "إسرائيلية" من أصل روسي مفقودة منذ عدة أشهر في العراق، ما زالت محتجزة لدى كتائب حزب الله، محمّلاً بغداد المسؤولية عن سلامتها.
ولفت المكتب في بيان إلى أن "المواطنة إليزابيث تسوركوف صاحبة الجنسية المزدوجة الإسرائيلية والروسية، ما زالت على قيد الحياة، ونرى العراق مسؤولاً عن مصيرها وسلامتها". وتابع أن الجهات ذات الصلة في "إسرائيل" تتعامل مع الموقف.
وأضاف، أن المواطنة التي تعمل في المجال الأكاديمي، زارت العراق مستخدمة جواز سفرها الروسي، موضحاً أنها ذهبت إلى العراق لأغراض بحثية موفدة عن "جامعة برينستون" في الولايات المتحدة. ولم ترد تفاصيل حتى الآن عن حالتها.
ونقلت وسائل إعلام "إسرائيلية" عن مسؤول كبير قوله، إن تسوركوف لا تتبع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، مؤكداً غياب التواصل بين الحكومة والمواطنة المختطفة.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن تسوركوف كانت تعمل سابقاً مساعدة لناتان شارانسكي، وهو مؤلف ووزير إسرائيلي سابق من أصل سوفيتي.
وقال شارانسكي لـ"يديعوت أحرونوت" إن تسوركوف اختُطفت في أوائل مارس الماضي، أثناء تواجدها في بغداد، مؤكداً إنه قلق على سلامتها، وهو ما أكده مصدر في الاستخبارات العراقية لوكالة "فرانس برس" أيضاً.
فيما قالت عائلة تسوركوف، إنّ الأخيرة أُسرت في مدينة الكرادة، قلب العاصمة، أواخر شهر آذار/ مارس، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".
وتحمل تسوركوف جوازي سفر "إسرائيلي" وروسي ودخلت البلاد باستخدام جواز سفرها الروسي، لـ "إجراء بحث أكاديمي"، كما ادعى مكتب نتنياهو، حيث تدرس في جامعة "برينستون"، وهي زميلة في معهد "نيو لاينز" للاستراتيجية والسياسة، وهي مجموعة بحثية مقرها واشنطن.
وأكدت عائلة تسوركوف في بيان أنّها أُسرت أثناء إجراء بحث لأطروحة الدكتوراه في برينستون.
وعلقت الخارجية الأمريكية على قضية الأسيرة "الإسرائيلية"، وفق نيويورك تايمز، وقالت في بيان "نحن على علم بهذا الخطف وندين خطف المواطنين العاديين. نحيل الأمر إلى السلطات العراقية للتعليق".
وتشير المعلومات التي نشرتها الصحيفة الأمريكية إلى أنّ تسوركوف قد أُسرت في وقت سابق من هذا العام أثناء عودتها إلى منزلها في بغداد بعد مغادرتها مقهى "رضا علوان" في الكرادة، وهو حي معروف بأجوائه المريحة، على حد تعبير الصحيفة.
ووقع أسر تسوركوف بعد أيام من إجرائها "عملية جراحية طارئة في الظهر في بغداد"، حيث كانت تتعافى كما تشير نيويورك تايمز.
وتؤكّد الصحيفة نقلاً عن مسؤولين عراقيين، أنّ تسوركوف التي تجيد العربية بطلاقة تحدُّثاً وكتابة، وعملت في جميع أنحاء الشرق الأوسط لأكثر من عقد من الزمان وزارت العراق أكثر من 10 مرات، فيما تركّز أبحاثها على سوريا والعراق.
ولدت تسوركوف عام 1986 في سانت بطرسبرغ، روسيا، وهي ابنة أحد المعارضين السياسيين الذين سجنتهم السلطات السوفيتية، ثم هاجرت عائلتها في نهاية المطاف إلى "إسرائيل" ووصلت في عام 1990.
خدمت تسوركوف في جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، وحصلت لاحقًا على درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية من الجامعة العبرية في القدس، ودرجة الماجستير في دراسات الشرق الأوسط من جامعة تل أبيب والعلوم السياسية من جامعة شيكاغو، فيما تعيش في إسطنبول وفقا لموقعها على الإنترنت.
ووفقا لمعهد "فان لير" البحثي في القدس، تركز أبحاثها على سوريا والعراق، وتستند إلى "شبكة واسعة من الاتصالات والرحلات البحثية في الشرق الأوسط".
أمضت تسوركوف 10 سنوات في العمل مع منظمات حقوق الإنسان في إسرائيل والشرق الأوسط، بحسب ما ورد عنها في الإعلام العبري.
وتعود آخر تغريدة لتسوركوف إلى 21 مارس/ آذار الماضي، وقد شاركت فيها مقالاً أعدّته لـ"معهد نيو لاينز للأبحاث" ومقرّه الولايات المتحدة.
وفي بغداد، ركّزت تسوركوف في بحثها على فصائل المقاومة العراقية وعلى التيار الصدري، وفقاً للعديد من الصحافيين الذين التقوا بها.
وقال مصدر في الاستخبارات العراقية، إنّ تسوركوف خُطفت بينما كانت تغادر مقهى في حيّ الكرّادة بالعاصمة العراقية.
يذكر إنه في عام 2011، ذكرت تسوركوف في تغريدة أنها شاركت في حرب تموز ضد لبنان عام 2006.
وزارة الخارجية الروسية ذكرت لوكالة "فرانس برس"، أواخر أبريل: "للأسف في هذه اللحظة ليس لدى السفارتين الروسيتين في العراق وإيران أيّ معلومات عن مكان إليزابيت تسوركوف". وأضافت أنّها لم تتلقَّ أيّ "معلومات عن اختطافها المرجّح في العراق".
وشدد شهود عرفوها على أنها كانت تتنقل بحرية في بغداد.
وكانت الأسيرة نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى اتصال بالعديد من الصحافيين والباحثين في مختلف أنحاء المنطقة.