اعتقال "عامر شايع" في الأردن بعد سنوات من الفظائع.. قائمة جرائم طويلة تلاحقه والبصريون يستذكرون ما فعله في الفاو
انفوبلس/..
سيلٌ من التهم والفساد والطغيان، يلاحق المدعو "عامر شايع" الذي أُشيعت مؤخراً أنباء حوله تتحدث عن اعتقاله في المملكة الأردنية الهاشمية، وذلك بعد أشهر قليلة على اعتقال شقيقه أحمد شايع من قبل جهاز الأمن الوطني على خلفية جرائم عدة بينها القتل والإرهاب.
*الاعتقال
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض المواقع الإخبارية، أنباء تفيد بـ "اعتقال المدعو عامر عبد الواحد شايع المطلوب للقضاء العراقي وأبرز المتهمين بالفساد في عقود ميناء الفاو مع الشركة الكورية".
وبحسب مصادر أمنية رفيعة أكدت، أن العملية تمت على خلفية تُهم عدة بينها الفساد المالي والإداري في ملف ميناء الفاو مع الشركة الكورية.
وأشارت هذه المصادر، إلى أن أفراد عائلة بيت شايع يسيطرون على مشروع ميناء الفاو وارتكبوا عمليات قتل وخطف وحرق منازل مواطنين عديدة في محافظة البصرة.
ووفق تلك المصادر، فإن "أبرز التهم الموجهة لبيت شايع هي قتل مدير شركة دايو الكورية (بارك شل) الذي وُجِدت جثته معلّقة داخل المشروع بمشنقة".
*عشرات أوامر القبض
وكانت قد أصدرت في وقت سابق، محكمة استئناف البصرة الاتحادية، مذكرة قبض بحق المدعو "عامر عبد الواحد شايع"، بتهمة القتل وفقاً للمادة 4 ق- الإرهاب. كما أن هناك نحو 60 أمر قبض بحقه وبحق عائلته المعروفة بـ"بيت الشايع".
وعامر الشايع، بحسب ما يقول عضو مجلس النواب عن البصرة مصطفى سند، "قتل شقيقه بالخطأ خلال شجار مع سادة أجلاء في الفاو"، مبيناً: "بيت الشايع أتوا بشهود وشهدوا زوراً على السادة حتى حُكِم على أحدهم بالمؤبد فيما تم قتل 3 آخرين منهم بطرق مختلفة، وحرقوا بيوتهم".
ويمتلك بيت شايع في قضاء الفاو، حسينية "أم الحسن"، التي تبثّ محاضرات دينية يحضرها خطباء منبر مشهورون.
ويؤكد سند، أن "هؤلاء المجرمين الصادر بحقهم نحو60 أمر قبض، يستغلون حسينيتهم في الفاو للتغطية على عملياتهم، كما أنهم متهمين بتهريب النفط إلى الإمارات".
ورغم وجود أوامر قبض بحق أصحاب الحسينية لكن كبار القيادات الأمنية يتواجدون كضيوف شرف داخل الحسينية في المناسبات الدينية التي تعتبر مضيفا لبيت شايع وملتقى لكبار المسؤولين في الأيام الاعتيادية.
*عامر شايع تهديد
وفي إحدى المرات، أجرى عامر شايع اتصالاً بالنائب مصطفى سند عبر خط هاتف إماراتي، وقام بتهديده ما لم يكفَّ الحديث عن عائلة "بيت شايع".
*اعتقال شقيقه
وفي شباط الماضي، أعلن جهاز الأمن الوطني، الإطاحة بالمدعو (أحمد عبد الواحد شايع) وهو شقيق عامر شايع.
وذكر بيان للجهاز، ورد لـ "إنفو بلس"، أنه "بإشراف ومتابعة القائد العام للقوات المسلحة، وبعد جهد استخباري متميز ومتابعة ميدانية، ألقى جهاز الأمن الوطني القبض على أحد أخطر المهرِّبين والمطلوبين في العراق المدعو (أحمد عبد الواحد شايع) والصادرة بحقه مذكرات قبض قضائية بأكثر من قضية تمس أمن الدولة وجرائم مختلفة بينها القتل والإرهاب".
وأشار إلى أن "عملية الاعتقال جرت في محافظة البصرة بعد استحصال الموافقات القضائية وتشكيل فريق عمل بالتنسيق مع الجهات الأمنية في المحافظة، كما وجرت إحالة المتهم إلى الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة والتحقيق معه في الجرائم المنسوبة له".
وبينت مصادر أمنية، أن "مذكرات القبض بحق شايع لم تُنفذ منذ فترة طويلة ورغم صدور مذكرات قبض بحقه في وقت سابق لكنه كان يتجول بحرية مطلقة"، مشيرة إلى، أن "شايع كان يتواجد في دولة الإمارات وفي محافظة البصرة ويلتقي بكبار المسؤولين والقادة الأمنيين رغم صدور عشرات أوامر القبض بحقه".
وتابعت المصادر، أنه "ورغم صدور أوامر قبض بحق بيت شايع لكن شركة الدويب التابعة لهم، تعمل داخل ميناء الفاو". لافتة إلى، أن "بعض أفراد بيت شايع يتواجدون في مدينة دبي الإمارتية ويتنقلون ما بين البصرة ودبي تارة عن طريق مطار البصرة بجوازات مزورة، وتارة من خلال التهريب على متن بواخر تجارية وعند الوصول للحدود الإقليمية العراقية ينزلون من على متن البواخر لقوارب صيد صغيرة تنقلهم لمدينة الفاو جنوب البصرة".
وشركة الدويب هي الشركة التي تعاقدت معها شركة دايو الكورية رسمياً، لتنفيذ ميناء الفاو حيث إن شركة دايو هي شركة إشرافية في حين أن شركة الدويب هي الشركة التنفيذية.
*عمليات بيت الشايع
وتعرضت شركة دايو الكورية، يوم السبت 7 آذار/ مارس 2020، إلى هجوم مسلح، و"اعتداء" على كوادرها العاملة في مشروع ميناء الفاو الكبير أقصى جنوب محافظة البصرة.
وقال ضابط في الشرطة رفض الكشف عن اسمه، إن "خمسة عاملين ضمن كوادر شركة دايو الكورية تعرضوا للضرب المبرح، من قبل مجموعة مسلحة".
وأضاف، إن "إحدى العوائل المعروفة في منطقة الفاو بـ(اسم بيت شايع) حاصرت مقر الشركة في مشروع ميناء الفاو الكبير وأطلقوا الرصاص الحي في الهواء لبث الرعب في نفوس العاملين، ومن ثم اعتدوا بالضرب المبرح على 5 كوريين، بالإضافة إلى تحطيم العجلة التي كانوا يستقلونها".
وأوضح الضابط، إن "أسباب الخلاف تتعلق بشركة تديرها عائلة شايع، تنفذ جزءاً من أعمال مشروع كاسر الأمواج الشرقي والغربي، بتخويل من الشركة الكورية بعد أن تعرضت الأخيرة إلى ضغوطات هائلة"، مشيرا إلى، أن "عائلة شايع طلبت من الشركة الكورية تولي أعمال أخرى تتعلق بالبنى التحتية والمشيدات الخاصة بالميناء، وهي أعمال تتعلق بصُلب مهام الشركة الكورية".
كما بين، إن "دايو الكورية رفضت الاستجابة لطلب بيت شايع بمنحهم مهمة بناء المشيدات، باعتبارهم شركة غير متخصصة، وأوقفت أعمالها منذ أسبوعين"، لافتًا إلى، أن "بيت شايع قاموا، إثر ذلك، بمحاصرة الشركة في محاولة لإجبارها على الخضوع لرغبتهم".
وتابع الضابط، إن "رئيس الحكومة آنذاك، عادل عبد المهدي، وخلال زيارته يوم الجمعة 6 آذار/ مارس2020 إلى ميناء الفاو دخل بمفاوضات مع بيت شايع من أجل فك الحصار عن الشركة وفسح المجال لإكمال أعمالها، إلا أن المفاوضات فشلت".
ولفت، إلى أن "معظم أبناء العائلة، مطلوبون للقضاء، وفق مذكرات اعتقال بتهم تتعلق بتهريب النفط، لكن مذكرات الاعتقال لم تُنفذ بسبب نفوذ العائلة وسطوتها في مدينة الفاو".
واستيقظ العراقيون، يوم الجمعة الموافق 9 أكتوبر 2020، على حادث "انتحار" بارك شل هو، المدير التنفيذي لشركة (دايو) الكورية المنفذة لمشروع ميناء الفاو الكبير في محافظة البصرة. وأثار الحادث موجة غضب واسعة وشكك كثيرون بقصة الانتحار وإذا ما كانت مدبّرة حتى قبل ظهور نتائج التحقيق العدلي، وتعالَت مطالبات برلمانية وشعبية بالتحقيق العاجل وكشف ملابسات الحادث.
لكن مصادر أمنية أكدت، أن "أبرز التهم الموجهة لبيت شايع هي قتل مدير شركة دايو الكورية (بارك شل) الذي وُجِدت جثته معلّقة داخل المشروع بمشنقة".