الأنبار على صفيح ساخن.. عصابة سرقة داعشية تغتال طيار برتبة عقيد
انفوبلس..
عثرت القوات الأمنية في قاطع كرمة الفلوجة بمحافظة الأنبار، أمس الأربعاء، على جثمان العقيد الطيار سعد محسن الدليمي بعد عدة أيام من اختطافه من قبل جهة مسلحة مجهولة.
مصدر أمني كشف أن "العقيد الطيار سعد محسن الدليمي، وهو أحد طواقم القوة الجوية العراقية في وزارة الدفاع، اختفى قبل أيام، ليعثر ذووه على جثته في أحد مقالع الحصو بمنطقة الكرمة في الفلوجة".
والدليمي شقيق كل من رئيس أركان الفيلق الثالث سابقا اللواء الركن غازي الدليمي والكابتن الطيار طلال الدليمي، ومن سكنة قضاء هور رجب في بغداد.
القوات الأمنية فتحت تحقيقا في الحادث، لكشف هوية المسلحين وكشف أسباب ودوافع ارتكابهم هذه الجريمة.
أثار اغتيال العقيد الطيار موجة مخاوف كبيرة لدى العراقيين عبّروا عنها بواسطة تعليقاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي على منشورات الاختطاف والاغتيال، حيث تساءلوا: هل عاد مسلسل اغتيال الكفاءات في العراق؟ ويدعم تلك المخاوف تزامن اغيتال الدليمي مع اغتيال طبيب في ديالى واغتيال تدريسي في بابل فضلا عن عدد من عمليات الاغتيال المتفرقة خلال الفترة الماضية.
يشار إلى أن منطقة ذراع دجلة الممتدة من سبع البور ببغداد وصولاً إلى الصقلاوية في الأنبار (والتي وقعت فيها جريمة الاغتيال) تقع ضمن مسؤولية الحشد العشائري.
وكما جرت العادة في كل حادث بالعراق، فإن أصابع الاتهام تتجه بحسب المزاج والتوجه دون انتظار التحقيقات أو التأكيدات الرسمية، ومع مرور نحو 24 ساعة على الحادثة، لم تصدر أية جهة رسمية حتى الآن تفاصيل عن الاغتيال، فيما كشفت بعض المصادر المحلية أن الحادثة جرت بهدف السرقة، حيث إن العقيد كان يقود سيارته متوجها إلى الفلوجة لشراء قطعة أرض وكان يحمل معه مبلغ 150 مليون دينار، ما دفع عناصر مسلحة للتربص به وملاحقته واختطافه وقتله بعد أيام.
متفاعلون على مواقع التواصل مع خبر الاغتيال -تربطهم علاقة بالعقيد الطيار- عززوا فرضة الاغتيال الجنائي بدافع السرقة، مؤكدين أنه لم يكن طرفاً سياسياً أو على علاقة بجهة سياسية دون أخرى، موجهين انتقادات كبيرة للعديد من الجهات التي حاولت استغلال الحادثة لتأجيج الفرقة بين أبناء الشعب العراقي وإعطاؤها بعداً طائفياً.
السياسي السنّي ظافر العاني، نشر تغريدة بخصوص اغتيال العقيد ذكر فيها: "كنتُ أظن أن قوائم اغتيالات الطيارين والكفاءات قد انتهت حتى فوجئنا باغتيال العقيد الطيار سعد محسن الدليمي، والدكتور أحمد طلال المدفعي اختصاص أمراض القلب في ديالى .ننتظر من الحكومة الكشف عن الجناة مهما كانت صفتهم وبغض النظر عن مواقعهم للاقتصاص منهم وردع أمثالهم".
ثائر البياتي، أحد الشخصيات السنية من محافظة ديالى، نشر خبر اغتيال العقيد التميمي وأرفقه بمطالبة حادة وجهها لرئيس محلس النواب محمد الحلبوسي وزعيم تحالف المشروع العربي خميس الخنجر بالانسحاب من العملية السياسية والتوقف عن ادعاء تمثيل المكون السنّي في العراق.
وتأتي عملية الاغتيال في ظل فترة متوترة تشهدها محافظة الأنبار، فبين سلطة الحلبوسي الديكتاتورية وحزبه في المحافظة، والرافضين لتلك السلطة من أبناء وشيوخ وقيادات الأنبار تتصاعد حدة الصراعات التي تنعكس بين الحين والآخر على أمن المحافظة التي تقف على صفيح ساخن.
مراقبون ركزوا أنظارهم على طريقة تفاعل العديد من الشخصيات السنية السياسية مع الحادثة، منتقدين كم الطائفية المضمرة التي تنتظر أية فرصة للظهور، في الوقت الذي تكشف فيه أغلب المصادر أن حادث اغتيال الطيار جنائي وليس سياسي، إلا أن تلك الشخصيات تصر بشكل كبير على ربطه طائفيا بواسطة سيناريوهات متخيلة لا تمت للواقع بصلة.
مصادر مطلعة كشفت عن المعلومات الأولية المسربة من التحقيق، وأشارت إلى وجود خلية داعشية يقودها شخص يدعى "محمود يتبع بتال الخليفاوي" هي من نفذت عملية الخطف والسرقة والاغتيال.
التسريبات تدحض النظريات الطائفية المتعلقة بعملية الاغتيال وتشير إلى خلل أمني في القاطع الذي وقعت فيه الجريمة.