الأتراك موجودون في الشوارع وقواعدهم بالعشرات.. متى يتم إعلان دهوك مدينة محتلة؟
العين التركية على سنجار
الأتراك موجودون في الشوارع وقواعدهم بالعشرات.. متى يتم إعلان دهوك مدينة محتلة؟
انفوبلس/..
على ما يبدو أن المخطط التركي لاحتلال أجزاء كبيرة، بل محافظات كاملة من العراق، بدأ يُطبَّق على أرض الواقع، فالأجندة التركية بدَت ملامحها واضحة بشكل كبير عقب التعزيزات العسكرية المهولة والتحركات المشبوهة للمدرعات والآليات التركية التي توغلت بشكل غريب في مناطق بعيدة كل البعد عن حزب العمال الكردستاني الذي كان الفزاعة التي تبرر لتركيا اقتحام الأراضي العراقية في إقليم كردستان، لكن الأمر الغريب هو السكوت الحكومي المطبق، والأكثر غرابة هو صمت الحكومة الكردية!
*أمريكا تفضح تركيا
ورصدت منظمة "فرق صناع السلام" الأميركية، دخول الجيش التركي صوب إقليم كوردستان العراق بـ300 دبابة ومدرعة وإقامة حاجز أمني ضمن حدود منطقة بادينان، خلال الأيام العشرة الماضية.
ووفقا للتقرير الصادر عن المنظمة، فإن الدبابات والمدرعات التركية توغلت في قرى (أورا ، وسارو، وارادنا، وكيستا، و چلك، وبابير).
ووفقا للتقرير، فإنه تنقل حوالي 1000 جندي تركي بين قاعدة (گري باروخ) العسكرية التركية، وجبل (متينا) خلف ناحية (بامرني) في غضون ثلاثة أيام، وأقاموا حاجزا أمنيا بين قريتي "بابير" و"كاني بالافي"، ولا يُسمح لأي مدني بالمرور إلا بعد التحقيق معه وإبراز هوية الأحوال المدنية العراقية أو البطاقة الوطنية.
كما أشار الى أن تركيا تسعى حاليا الى رسم خط أمني يبدأ من منطقة (شيلادزى) ويمتد الى قضاء "باتيفا"، وسيمرُّ عبر ناحية "ديرلوك"، و"بامرني"، "وبيكوفا" بحيث تكون جميع القرى والبلدات والاقضية والنواحي والوديان والاراضي والسماء والماء خلف هذا الخط تحت السيطرة العسكرية للجيش التركي، وإذا ما حدث اشتباك في هذه المناطق فستصبح ساحات قتال.
وبحسب التقرير، فإن هناك هدفا آخر من هذا التحرك العسكري التركي هو الوصول إلى جبل (هفت تبق) في منطقة (شلادزى)، واحتلال سلسلة جبال (گارا)، مما يتسبب بفقدان حكومة اقليم كردستان العراق بين 70 - 75 بالمئة من سلطتها على محافظة دهوك".
*إحصائية الهجمات
وكانت منظمةCPT الأمريكية قد أفادت في منتصف شهر حزيران الجاري، بأن القوات التركية شنت قرابة 1000 هجوم وقصف داخل أراضي الإقليم في العراق خلال النصف الأول من العام 2024.
ماذا يعني هذا ؟ يعني أن العراق انشغل بالتواجد الأجنبي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، وتجاهل الاحتلال التركي الذي غرس جذوره بعيدا في الأرض العراقية.
وهذا الامر يتحمله إقليم كردستان، الذي تقصد بجعل الامن في أراضيه هشا عبر رفضه دخول القوات العراقية الى أراضي الإقليم بدون اذن منه وكأنه يريد ان يعيش أجواء الدولة المستقلة وليس الإقليم.
*7 مناطق تحت سيطرة تركيا
وبحسب مصادر أمنية كردية في أربيل، قالت إن "القوات التركية سيطرت على سبع قرى بالكامل خلال الـ24 ساعة الماضية، وهي تتجه نحو السيطرة على مناطق أكثر لطرد واعتقال وتحييد عناصر العمال الكردستاني في محافظة دهوك، وقد تستمر هذه العملية طيلة فصل الصيف الجاري".
وتؤكد مصادر مطلعة، ان تركيا تضع عينها على مدينة سنجار وتسعى إلى احتلالها.
*تبرير تركي
في مقابل ذلك، أعلن مستشار العلاقات العامة والإعلام بوزارة الدفاع التركية زكي أكنورك، أن القوات التركية تعمل على تطوير السيطرة في المنطقة التي حققنا فيها عملية "المخلب-القفل" شمال العراق.
وقال أكنورك في تصريحات صحافية، "نحن نعمل على تطوير السيطرة على المنطقة التي حققناها حتى الآن من خلال عملية (المخلب ـ القفل) المستمرة في شمال العراق منذ نيسان (أبريل) 2022 من خلال عمليات غير عادية وغير متوقعة بما يتماشى مع معطيات ومتطلبات الميدان".
وأضاف: "تواصل القوات التركية أنشطتها من أجل إعادة ضبط قدرة حزب العمال الكردستاني على العمل والحركة، ونغلق القفل الأمني بشكل كامل في شمال العراق، بالتزامن مع اتخاذ إجراءات فعالة وديناميكية على الحدود".
*ردود غاضبة
وأثار التوغّل التركي الجديد في شمال العراق، موجة من ردود الفعل الغاضبة، والانتقادات التي طالت الحكومة العراقية، برئاسة محمد شياع السوداني، التي لم تُبد أيّ موقف بشأن تطورات الأحداث- حتى وقت إعداد التقرير.
ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، أعرب في بيان صحافي عن إدانته الشديدة لما وصفه "التجاوز الخطير" الذي أقدمت عليه تركيا بإرسال أرتال من الجيش التركي إلى قضاء العمادية في محافظة دهوك، مشيرًا إلى أن القوات التركية قامت بنصب حواجز عسكرية رئيسية على طريق بامرني-آمدية، ما يشكل خرقًا صارخًا لسيادة العراق.
وأكد الائتلاف في بيانه أن "استمرار تركيا في خرق السيادة العراقية سيقود إلى تدهور شامل في العلاقات العراقية التركية" مشددًا على أن "هذه التجاوزات لا يمكن تبريرها تحت أي ظرف من الظروف".
وطالب الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان وجميع القوى السياسية بـ"اتخاذ موقف وطني جاد يضع حداً للعدوان والاستهانة التركية بحق العراق وشعبه" داعيًا إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الانتهاكات وضمان حماية سيادة البلاد وسلامة المواطنين".
وشدد الائتلاف على ضرورة "الوحدة الوطنية في مواجهة هذه التحديات" مؤكدًا أن "التصدي لهذا العدوان يتطلب تضافر الجهود الوطنية والدبلوماسية لتعزيز موقف العراق دوليًا وإقليمياً" معتبراً أن "استمرار الصمت إزاء هذه الانتهاكات قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة، مما يستدعي تحركًا عاجلاً وحازمًا لحماية مصالح العراق وشعبه".
ويرتبط العراق وتركيا بحدود تبلغ 362 كم، منها 300 كم برية ضمن محافظتي أربيل ودهوك، و62 كمً هي نهر الديسل ضمن محافظة دهوك أحد روافد نهر دجلة.
وحسب قائد قوات الحدود التابعة لوزارة الداخلية العراقية، الفريق محمد سكر السعيدي، فإن "الحدود العراقية التركية هي منطقة وعرة جدا خصوصا عندما نتجه في الشمال الشرقي بالمثلث العراقي التركي الإيراني، فإن تضاريسها وعرة جدا ومغطاة بالثلوج خلال نصف العام سنويا" حسب الوكالة الرسمية.
القائد العسكري بيّن أن "العراق لم يملك طيلة تاريخه مخافر على الشريط الحدودي العراقي التركي لضبطها، ما ولد نشاطاً لمسلحين خارجين عن القانون» لافتا إلى أن «عملنا في الفترة الأخيرة أصبح باتجاهين، الأول هو التنسيق مع الجانب التركي لإنشاء مركز تنسيق مشتركة لكي لا يحصل تقاطع بين قطعاتنا والقطعات التركية، ونتمكن من بناء مخافر على الشريط العراقي التركي، حيث وصلنا إلى نتائج إيجابية مبدئياً بموضوع التنسيق لكن كشيء على الأرض لم يتحقق إلى الان لكن هناك جدية".
وأشار إلى أن "عملنا في الاتجاه الثاني تضمن مسك ما يمكن مسكه في مناطق الحدود الفارغة، حيث شرعنا ببناء أكثر من 27 مخفراً حدودياً على الشريط الحدود العراقي التركي بعضها في شمال زاخو بمحافظة دهوك والبعض الآخر ضمن محافظة أربيل، ووصلنا إلى نتائج جيدة" معرباً عن أمله أن "يحدث تفاهم كبير بين الدولتين لأن هذا الموضوع مهم وكبير".
وأكد أن "هناك توغلا تركيا في الأراضي العراقية بأعماق مختلفة مع نقاط للجيش التركي، كما يوجد هناك تماس لنقاط الحدود والجيش التركي" موضّحاً أن "قيادة قوات الحدود هي السلطة الاتحادية الوحيدة الموجودة على الحدود العراقية ضمن محافظات الإقليم، وهي المعنية بالحدود العراقية مع تركيا، وحاليا لدينا تماس مع قطعات الجانب التركي".
وأضاف: "نحن نسعى لبناء تحصيناتنا على الصفر العراقي وضبط الحدود لمنع أي تهديد باتجاه تركيا، لكن هذا الموضوع يحتاج إلى جهد وتخصيصات مالية" لافتا إلى أن "هذه المنطقة الحدودية تعزز لأول مرة بالكاميرات الحرارية".
وطبقاً للفريق السعيدي فإن "هناك لواءين من قيادة المنطقة الأولى، ماسكة للحدود العراقية التركية وجرى تعزيزهما بفوجي مشاة وبموارد بشرية ومعدات هندسية لفتح الطرق والعمل مستمر على ذلك".
*ردود كردية
دعا اليسار الكردستاني الحكومة العراقية إلى اتخاذ إجراءات حازمة لمنع التوغل والعمليات العسكرية التركية في إقليم كردستان. وأكدت لجنة العمل المشترك لليسار الكردستاني في بيانها أن الأوضاع في الإقليم متأزمة، وأن التصدي لهذه التهديدات يتطلب وحدة الصف الوطني والقومي.
وذكر بيان للجنة “كما هو واضح للجميع، هناك تحركات وتوغل عسكري كثيف لجيش الاحتلال التركي داخل الأراضي العراقية في إقليم كردستان. فالدولة التركية المحتلة، وبعد قيامها بعدد من العمليات العسكرية في تلك المناطق في السابق، تحضر نفسها الآن لإجراء عملية عسكرية واسعة النطاق بهدف احتلال أراضي إقليم كردستان. إن إحضار العشرات من الدبابات والأسلحة الثقيلة ونصب الكمائن ونقاط التفتيش داخل أراضي الإقليم هي بوادر خطيرة.”
وأضاف البيان: “نحن كلجنة العمل المشترك لليسار الكردستاني، وكما كنا في السابق، نستنكر وندين العمليات العسكرية من أي نوع داخل أراضي إقليم كردستان. نرى أن مشاكل الدولة التركية مع القضية الكردية المشروعة لا تحل من خلال التجييش والعمليات والتوغلات العسكرية والحروب، بل بالعكس، سيتضرر كافة الأطراف وتؤزم المشاكل أكثر فأكثر.”
أكدت اللجنة أن الحل الجذري والوحيد لإرساء السلام وحل المشاكل العالقة بين تركيا والعراق وكردستان والمنطقة هو العودة إلى الحلول الدبلوماسية وحوار السلام. وأضاف البيان: “إن العمليات والتوغلات العسكرية لدولة الاحتلال التركي داخل أراضي إقليم كردستان هي بحد ذاتها انتهاك للسيادة العراقية. لذا يجب على الحكومة العراقية، وفي إطار علاقاتها مع الدولة التركية، معالجة الأمور والأوضاع التي تجري في المنطقة في الوقت الحالي.”
وأشار البيان إلى ضرورة انتباه كافة الأطراف السياسية في كردستان إلى مجريات الأمور والأوضاع الحساسة في المنطقة، خاصة في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية الداخلية ومع العراق. ودعت اللجنة الجميع إلى التحلي بالحذر والانتباه في إطار المصلحة الوطنية والقومية، وأن يكونوا على مستوى المسؤوليات الملقاة على عاتقهم.
اختتم البيان بالقول: “نعلن أننا، كلجنة العمل المشترك لليسار الكردستاني، بالرغم من وجود عدد من التساؤلات والملاحظات لدينا عن حكومة تصريف أعمال إقليم كردستان، نعتبر هذا الإقليم مكسبًا تاريخيًا لشعب كردستان ولعموم الكرد. لذا، فقط من خلال التمسك بالاستراتيجية الوطنية والقومية، نستطيع مواجهة العدوان التركي المحتل".
وحذّرت حركة حرية المجتمع الكردستاني من تصاعد العمليات العسكرية التركية في إقليم كردستان ودعت في بيان أصدرته الخميس البرلمانيين والرئيس العراقي لاتخاذ موقف حازم للرد على الانتهاكات.
من جهته، قال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، غياث سورجي، إن "الوضع ينذر بأزمة أمنية وعسكرية جديدة، لا سيما أن الجيش التركي يتقدم باتجاه عمق مدينة دهوك، وهذا الخرق يمثل قمة الاستخفاف بالسيادة العراقية"، مبيناً أن "الوضع في دهوك مبهم وغير واضح، ومن واجب الحكومة العراقية أن توضح ما يحدث، ولماذا هذا الصمت تجاه وضع الأهالي المربك"، مشدداً على أن "الأتراك يريدون أن يتمددوا أكثر في مناطق إقليم كردستان".
لكن في العديد من المناسبات، اعتبر الحزب الديمقراطي الكردستاني الجيش التركي والسياسة التركية جزءًا طبيعيًا من حماية المصالح الوطنية.
وبينما بات الحزب الديمقراطي الكردستاني بمثابة حليف لتركيا ومتعاون معها اقتصاديا وكذلك أمنيا، وضعت حكومة أردوغان حزب الاتّحاد الوطني الكردستاني في خانة أعدائها باتهامها له بالتعاون ضدّ قواتها مع عناصر حزب العمال الكردستاني، مهدّدة بأن تشمل عملياتها العسكرية مناطق نفوذ الاتحاد التي تقول إنّها تحوّلت إلى ملاذ لمقاتلي حزب العمّال وممرا لإمدادهم بالسلاح.
*نشر 300 داعشي
كشف الاتحاد الوطني الكردستاني عن وجود أكثر من 300 إرهابي من عصابات داعش في منطقة برواري بالا، محذرًا من تقارير ومعلومات كاذبة تصدرها بعض الأطراف لصالح تركيا وتضر بأمن السليمانية.
وأكد المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني، سعدي أحمد بيره، في تصريح رسمي، أن “هناك أكثر من 300 إرهابي من تنظيم داعش في منطقة برواري بالا”. وأعرب بيره عن قلقه إزاء الأوضاع الأمنية المتدهورة نتيجة وجود هؤلاء الإرهابيين في المنطقة.
وأشار بيره إلى أن مدينة السليمانية أصبحت ضحية لتقارير ومعلومات كاذبة تصدرها بعض الأطراف لصالح تركيا، مؤكدًا أن هذه المعلومات المغلوطة تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وتفاقم الوضع الأمني.
ودعا بيره جميع الأطراف إلى التحلي بالمسؤولية وتقديم معلومات دقيقة وموثوقة للحفاظ على أمن واستقرار السليمانية والمناطق المحيطة بها.
*نزوح
من جهته، كشف عضو الاتحاد الوطني الكردستاني علي ورهان، عن نزوح أكثر من 50 عائلة من مناطق متفرقة في محافظة دهوك.
وقال ورهان إن "الجيش التركي يواصل انتشاره ويقيم الحواجز الأمنية في مناطق العمادية وباطوفا ودايرلوك وكاني مآسي".
وأضاف أن "الجيش التركي يضيق على المواطنين والمزارعين في تلك المناطق، كما أن المدفعية التركية تواصل القصف على قرى مختلفة واقعة على جبل متين وفي العمادية وكاني مآسي، وبسبب القصف نزحت أكثر من 50 عائلة إلى مركز ناحية كاني مآسي".
وأشار إلى أن "ما يقوم به الجيش التركي يخالف كل المعايير الإنسانية وخرق واضح للسيادة منذ خمسة أيام، دون أي تدخل أو موقف لحكومة الإقليم أو الحكومة الاتحادية، وإذا استمرت أعمال الجيش التركي الاستفزازية والقصف، فأن عشرات القرى سيتركها السكان وينزحون".
وبين ورهان أن "تركيا نقلت عشرات الدبابات وشكلت 6 نقاط عسكرية في زاخو، ووضعت عدة سيطرات تفتيش داخل قرى وأرياف العمادية".