الإيزيديون أمام إبادة جديدة بحجج مختلفة هذه المرة.. ماذا لو خرج البككا من القضاء ونزعت فتيل التصعيد؟
هل تم الاتفاق على اجتياح الأتراك لسنجار؟
الإيزيديون أمام إبادة جديدة بحجج مختلفة هذه المرة.. ماذا لو خرج البككا من القضاء ونزعت فتيل التصعيد؟
انفوبلس/..
تطورات كبيرة وخطيرة جرى الكشف عن كواليسها مؤخراً، فما بين زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقاء رئيسها جوزيف بايدن، وزيارة رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان إلى العراق مؤخراً، برزت معالم وجود عملية عسكرية تركية ضخمة داخل الأراضي العراقية بضوء أخضر أمريكي.
*تفاصيل
المتحدث باسم الجبهة التركمانية محمد سمعان، كشف عن أن الجيش التركي سيشن عملية برية داخل العراق تشمل سنجار بعد استحصال موافقة أمريكية.
وقال سمعان في حديث متلفز، إن محاربة الإرهاب المتواجد على أطراف تلعفر وسنجار أمر ضروري لتنفيذ مشروع طريق التنمية.
وأشار إلى أن "سيطرة حزب العمال الكردستاني على سنجار والحدود العراقية التركية يعيق نجاح طريق التنمية لذا يجب أن تتم عملية تصفية هذه المناطق".
وبين، أن "هناك حديثاً عن اجتياح تركي بعد فصل الربيع بمسافة 40 كيلو داخل العراق بضوء أخضر أمريكي وتم ذكر هذه العملية عند زيارة السوداني الى أمريكا".
بدورها، أفادت صحيفة Hürriyet، بأن الجيش التركي سيقوم بتنفيذ عملية برية شاملة ضد عناصر حزب العمال الكردستاني المحظور بعد زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان للعراق.
ووفقا للصحيفة، تتوقع القوات المسلحة التركية إجراء عملية عسكرية برية واسعة النطاق في شمال العراق ضد حزب العمال الكردستاني في أشهر الصيف.
وكان أردوغان قد صرح مرات كثيرة بأن أنقرة تتوقع "حل قضية أمن الحدود" مع العراق في الصيف. وبحسب قوله فإن الجانب التركي يسعى أيضا إلى إنشاء ممر أمني بعمق 30 إلى 40 كيلومترا في سوريا.
وأوضحت الصحيفة، أن "أنقرة تتوقع استخدام هذه العملية لإغلاق كامل الحدود مع العراق البالغ طولها 378 كيلومترا أمام الإرهابيين".
وفي مقالته في الصحيفة المذكورة، كتب الصحفي عبد القادر سيلفي المقرب من الدوائر الحكومية التركية: "قال الرئيس أردوغان: سنغلق الدائرة التي ستؤمن حدودنا العراقية. إن شاء الله، سنحل أخيرا هذا الصيف المشكلة المتعلقة بحدودنا العراقية. وبعد زيارة أردوغان للعراق، سيتم تنفيذ عملية برية شاملة ضد حزب العمال الكردستاني. هذه المرة سيكون مفهوم هذه العملية مختلفا".
وأضافت المقالة: "نخطط لتنفيذ هذه العملية بالاشتراك مع الحكومة المركزية في بغداد وإدارة أربيل وقوات الحشد الشعبي. ستتوغل القوات المسلحة التركية في العراق على الأرض بدعم من القوات الجوية. والهدف هو إنشاء خط آمن على عمق 30-40 كيلومترا من حدودنا العراقية التي يبلغ طولها 378 كيلومترا. لقد جعلت الهجمات على قواعدنا يومي 22 و23 ديسمبر و24 يناير، إنشاء هذه المنطقة العازلة أمرا محتوما"، وفق ما جاء في المقالة.
ومن غير المستبعد أن يتعرض أبناء المكون الإيزيدي إلى إبادة جديدة بحجج وذرائع مختلفة؛ خلال هذه العملية التركية.
*تحذير تركي
حذّر أردوغان في 4 مارس/آذار من أن الجيش التركي "على وشك إكمال الدائرة التي ستؤمن حدودنا العراقية". ومن المرجح أن يكون ما معناه بذلك إنشاء منطقة عازلة أمنية مقترحة.
وتشير التقارير الإعلامية إلى أن الهجوم التركي القادم سيركز على الأرجح على جبال متينا وغارا، وهي مناطق يعتقد أن بها وجود كبير لحزب العمال الكردستاني. واستهدفت تركيا سابقًا قواعد حزب العمال الكردستاني المزعومة في جبل غارا خلال عملية "مخلب النسر 2" في فبراير/شباط 2022. وعلى الصعيد السياسي، تضغط تركيا على الأحزاب في كردستان العراق لتقييد أنشطة حزب العمال الكردستاني المزعومة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ومن غير المرجح أن يكون الهجوم الصيفي التركي المتوقع حاسمًا. فحزب العمال الكردستاني لديه تحصينات عالية في جبال كردستان العراق، حيث يتمتع بوجود قوي.
وإدراكًا لعدد القتلى المدنيين في الغارات الجوية التركية الماضية، قد تؤدي العمليات العسكرية المقبلة لأنقرة إلى زيادة الضغط السياسي على الحزب الديمقراطي الكردستاني.
*تركيا تسعى لجعل العراق في مواجهة حزب العمال
من جهته، رأى المحلل السياسي سعيد البدري، أن الجانب التركي يسعى لجعل العراق في مواجهة مباشرة مع حزب العمال الكردستاني على الرغم من رفض بغداد ووقوف الأطراف السياسية بالضد من هكذا مخطط.
وقال البدري، إن "زيارة اردوغان للعراق جاءت بعد فترة من الشد والجذب والضغط من قبل تركيا باتجاه العراق في أكثر من ملف، بما فيها المياه، حيث إن أنقرة تعتقد أن العراق من الممكن أن يكون جزءاً من معادلتها الأمنية للتصدي لحزب العمال الكردستاني".
وأضاف، إن "العراق لديه وجهة نظر مختلفة بخصوص حزب العمال ويميل للسياسة الهشّة في معالجة هذه الملفات، وإنهاء هذا الملف باتفاقية أمنية يكون الكل فيها رابحاً، وليس كما ترغب تركيا في جعل القوات الأمنية العراقية في مواجهة مباشرة مع حزب العمال".
وبين، إن "العراق لن يكون في مواجهة عسكرية مع الحزب المذكور، خصوصا أن الجغرافية التي يتواجد فيها عناصر حزب العمال صعبة وتستنزف قدرات القوات العراقية، كما أن الطرف السياسي العراقي لا يقبل أن يكون طرفا في هكذا معادلة تحاول تركيا أن تفرضها على بغداد".
*حظر العماليين
في آذار 2023، طالب أردوغان في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في العاصمة أنقرة، بضرورة تصنيف حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية.
في المقابل، أكد السوداني أن العراق ملتزم بعدم السماح باستخدام أراضيه لشن هجمات على تركيا، مضيفًا أن المشاكل الأمنية يمكن حلّها بعيدًا عن استخدام العنف.
لكن في 2024، حظرت الحكومة العراقية حزب العمال الكردستاني. وعلى الرغم من أن الحظر العراقي لا يصل على ما يبدو إلى حد تصنيف حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، إلا أنه يمثل تنازلًا كبيرًا ربما على أمل أن ترد أنقرة بالمثل في القضايا الرئيسية مثل التجارة وإدارة الموارد المائية.
وترأس وزير الخارجية التركي هاكان فيدان وفدًا رفيع المستوى إلى العراق في 14 مارس/آذار الماضي. وحضر اجتماع فيدان مع نظيره العراقي فؤاد حسين أيضًا مسؤولون كبار آخرون.
وأوضحت سفارة العراق في أنقرة أن جدول أعمال الزيارة كان على رأسه "التعاون في المجالات العسكرية والأمنية ومكافحة الإرهاب".
وحضر اللقاء بين فيدان وحسين وزير الدفاع التركي ورئيس المخابرات ونائب وزير الداخلية. وكان من بين العراقيين الحاضرين وزير الدفاع، ونائب رئيس المخابرات، ومستشار الأمن القومي، ورئيس هيئة الحشد الشعبي، ووزير داخلية إقليم كردستان.
وأصدر العراق وتركيا بيانًا مشتركًا بعد اللقاء بين فيدان وحسين، أشارا فيه إلى أن أنقرة "رحبت بالقرار الذي اتخذه مجلس الأمن القومي العراقي باعتبار حزب العمال الكردستاني منظمة محظورة".
وأضاف البيان: "أكد الجانبان على أن حزب العمال الكردستاني يمثلّ خطرًا أمنيًا على كل من تركيا والعراق، ومن المؤكد أن وجود الحزب على الأراضي العراقية يمثل انتهاكًا للدستور العراقي".