الاختطاف الغامض ينتهي بحُرية الضابط المتقاعد محسن جمال الدين.. مَن اختطفه في ذي قار وهل تم تحريره أم أُطلق سراحه؟
انفوبلس/ تقارير
في قصة لفّها الغموض وعقَّد من كشف ملابساتها، تعرض الضابط المتقاعد محسن جمال الدين إلى الاختطاف ثم إطلاق السراح بأقل من 24 ساعة بعد ضغط أمني مكثف وملاحقة دؤوبة للخاطفين، فالعميد الذي شغل سابقا منصب مدير مكتب العشائر في محافظة ذي قار أُجبر على ترك "جكسارته" بين قضائي الجبايش والمدَيْنة جنوبي الناصرية، ثم عُثر عليه مكبّل اليدين في إحدى الطرقات ولم يتعرض لأي أذى، وهذا ما قاد شبكة انفوبلس للتقصي. لِمَ الاختطاف إذاً؟ وما أسرار هذه القصة؟ وهل أمواله الكثيرة قادته إلى هذا المصير؟ ومن أين حصل على تلك الأموال؟ إجابات وافية لجميع تلك الاستفهامات في سياق التقرير الآتي.
*ماذا حدث؟
يفصّل مصدر أمني من داخل ذي قار ما حدث لشبكة انفوبلس، حيث يؤكد أن القوات الأمنية تلقت بلاغاً مساء الأربعاء من قبل مركز شرطة الجبايش، يفيد بوجود عجلة نوع "جكسارة" قرب نهر الفرات وبالتحديد في الطريق الرابط بين ناحية المنار وقضاء الجبايش.
ويضيف المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أنه "وبعد توجه القوات الأمنية إلى المكان المبلغ عنه، تبين لها أن العجلة تعود إلى العميد المتقاعد محسن حسن عبد الرزاق جمال الدين، حيث تم تفتيش المكان ولم يتم العثور على الشخص المذكور".
ويشير المصدر إلى، أنه "بعد عدم العثور على العميد المتقاعد تمت إحالة الدعوى إلى مكتب مكافحة إجرام الجبايش لغرض متابعة الحادث وملابساته".
*طوق أمني
وعقب ما حدث، أفاد مصدر أمني آخر لشبكة انفوبلس، أن القوات الأمنية فرضت طوقا أمنيا قرب مكان الحادث، ومنعت الدخول والخروج إليه، وأطلقت حملة أمنية واسعة للبحث عن العميد المتقاعد المختطف.
وبين، أن" القوات الأمنية نجحت بالوصول إلى أبعد نقطة في قضاء الجبايش، واستنفرت كافة جهودها بتوجيه مباشر من قائد شرطة ذي قار لغرض التوصل إلى المختطف وهو ما تم فعلا صباح اليوم، حيث تم العثور عليه في منطقه الرواء العاشرة وهو مكبّل اليدين والرجلين".
*العثور على العميد المتقاعد
وفيما يخص تفاصيل العثور على الضابط المختطف، كشف مصدر أمني في شرطة ذي قار، اليوم الخميس ذلك، وكيف اختفى بظروف غامضة ليل أمس الأربعاء.
وقال المصدر لشبكة انفوبلس، إن القوات الامنية استنفرت جميع جهدها الامني ووصلت الى أبعد نقطة ما بين الجبايش والمدَيْنة".
وأشار إلى/ أن “الضابط سليم ولم يتعرض لأي أذى”، مبينا أن “القوات الأمنية ستستمر بملاحقة الخاطفين لتحقيق العدالة".
* تحرير أم إطلاق سراح؟
لفَّ الغموض حادثة الاختطاف، وتضاربت الأنباء بين من يؤكد أن القوات الأمنية هي مَن حررت العميد المتقاعد وبين مَن يعتقد أن المختطفين هم مَن أطلقوا سراحه.
وبهذا الصدد، قال المصدر الأمني، إن “التواجد الكثيف للقوات الأمنية دفع المختطفين إلى إطلاق سراح الضابط عند أحد الطرق فجر اليوم".
وأضاف المصدر، إن" الملاحقة الدؤوبة للقوات الأمنية، والضغط المكثف واستنفار كافة الجهود أجبرت الخاطفين على ترك المختطف في إحدى الطرقات خشيةً من التوصل لهم والقبض عليهم".
*سبب الاختطاف
لقد تقصّت انفوبلس عن سبب اختطاف العميد المتقاعد محسن جمال الدين، ورغم الغموض الذي لفَّ القضية إلا أنها علمت من مصادرها أن سبب الخطف يعود لدوافع مادية.
وبشأن ذلك، قال مصدر من داخل ذي قار لشبكة انفوبلس، إن "العميد المتقاعد محسن جمال الدين يتمتع بحالة مادية جيدة جدا ويملك العديد من الأموال سواء في منزله أو حتى في المصارف، وهو ما قاد إلى اختطافه كون الخاطفين من داخل المحافظة ويعرفون بامتلاكه هذه الأموال".
وعن مصدر تلك الأموال لدى الضابط المتقاعد، يقول المصدر إنه "تحصل عليها سابقا وبالتحديد عندما كان مديرا لمكتب العشائر في محافظة ذي قار سابقا".
* خلفية
الجدير بالذكر، أن مصدرا أمنيا، أفاد يوم أمس الأربعاء، باختفاء ضابط برتبة رفيعة شرق ذي قار.
وقال المصدر، بأن “ضابطا برتبة عميد، كان يشغل منصبا أمنيا رفيعا في ذي قار، اختفى بظروف غامضة بين قضائي الجبايش والمدَيْنة جنوبي مدينة الناصرية".
وأضاف المصدر، أن “التحقيقات الأولية في الحادث بينت أن العميد المتقاعد تعرض للاختطاف، حينما كان قادما من محافظة البصرة باتجاه مدينة الناصرية.
*الأمن النيابية: جرائم الخطف هبطت بأدنى مستوياتها
إلى ذلك، قال عضو لجنة الامن النيابية النائب وعد القدو، أن عمليات الخطف في العراق هبطت بأدنى مستوياتها منذ سنوات.
وبين القدو في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، أن "الخطف من الجرائم التي سجلت حضورا في المشهد الامني في اغلب المحافظات بالسنوات الماضية وهي تجري بدوافع ارهابية واخرى ابتزازية، إلا أنها هبطت في أدنى مستوياتها بسبب الاستقرار الامني".
واضاف، إن "القوات الامنية نجحت في معالجة وكشف العديد من الجرائم واعتقال الجناة وتسليمهم للقضاء، كما ان اغلب العصابات التي تنتهج عمليات الخطف تم تفكيكها".
واشار الى، أن "الوضع الامني مستقر في اغلب المحافظات والحياة استعادت وضعها الطبيعي". مشيرا الى، أن "تعاون المواطنين ارتفع بمعدلات عالية بسبب ثقتهم وإيمانهم بقدرات الأجهزة الامنية".