التحركات الأميركية في العراق.. بدأت في الأنبار ووصلت ميسان.. ماذا يحدث داخل قاعدة عين الأسد؟
انفوبلس/ تقارير
لا تخطط أميركا لمغادرة العراق بعد أن تجاهلت قرار البرلمان القاضي بإخراجها من البلاد، حيث إن تعزيز تواجد قواتها في قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار يمثل دليلاً على تجاوزها على إرادة الشعب، لكن اللافت أن تحركاتها تصاعدت في الآونة الأخيرة بعد رصد طيرانها يوم أمس يحلّق فوق قضاء الطيب بمحافظة ميسان وسط تأكيدات بخطورة تلك التحركات. فما هي أسبابها؟ وماذا طالب النواب من الحكومة إزاءها؟.
*التحليق فوق قضاء الطيب
حذّر عضو مجلس النواب كريم عليوي، الحكومة والقوات الأمنية من اتساع نشاط وتحركات القوات الأمريكية الأخيرة على الحدود العراقية مع سوريا والسعودية، فيما أشار إلى هبوط طائرات عسكرية أمريكية في قضاء الطيب التابع لمحافظة ميسان.
وقال عليوي في تصريح تابعته شبكة "انفوبلس"، إنه وفي "الآونة الأخيرة وردت معلومات استخبارية بوجود تحركات لقوات أمريكية قتالية داخل الحدود العراقية وخارجها من الجانبين السوري والسعودي".
وأضاف، إن "نشاط القوات الأمريكية في تلك المناطق يزداد اتساعا يوما بعد آخر". محذّراً الحكومة والقوات الأمنية خاصة الاستخبارية "من تلك التحركات مطالباً مراقبتها ومتابعة تحركاتها داخل وخارج الأراضي العراقية ".
*استطلاع مكثّف على الشريط الحدودي مع سوريا
إلى ذلك، أفاد مصدر أمني رفيع بمحافظة الأنبار، بخضوع المناطق الحدودية بين العراق وسوريا إلى استطلاع جوي أمريكي مكثّف، مبيّناً أن أسباب الاستطلاع مجهولة.
وقال المصدر، إن "الطيران الأمريكي الحربي والمسيّر أخضع مناطق الشريط الحدودي مع سوريا غربي الأنبار، لعمليات استطلاع جوي كثيف من دون معرفة الأسباب الحقيقية لتلك الإجراءات رغم عدم تسجيل أي خرق أمني ".
وأضاف، إن" قوات الحشد الشعبي المتمركزة في مناطق الاستطلاع الامريكي اتخذت أقصى درجات الحيطة والحذر لدواعٍ أمنية". مبينا، إن "تحليق الطائرات الأمريكية تركّز على قاعدة عين الأسد الجوية باتجاه قضاء القائم وصولا إلى مناطق الشريط الحدودي مع سوريا".
*حملة لزعزعة أمن العراق
من جانبه، قال النائب عن كتلة الصادقون محمد البلداوي، إن "القوات الأمريكية تقود حملة لزعزعة أمن واستقرار العراق في ظل تواجدها المستمر على الشريط الحدودي مع سوريا، مؤكدا أن التواجد الأمريكي في أي مكان سواء في العراق أو غيره يعتبر بحد ذاته مصدر قلق مستمر وخطراً يُهدّد الأمن القومي الداخلي للبلاد".
*تواجد غير رسمي
من جهة أخرى، أكد عضو تحالف الفتح علي الفتلاوي، إن "القوات الأجنبية تتواجد في أرض العراق بصورة غير رسمية خصوصا أن البرلمان اتخذ قراره وصوّت على إخراج هذه القوات، فضلا عن أنه ليس بحاجة لتواجد أي قوات على أراضيه". موضحا، إن "العراق يحتاج لخبرات مهنية وتسليح واستشارات، ولكنه في الوقت ذاته ليس بحاجة إلى مَن يُقاتل نيابةً عنه، حيث تمكنت القوات الأمنية من التصدي للهجمة الإرهابية وحققت النصر على الإرهاب في مختلف الميادين".
*قوات كبيرة داخل عين الأسد
بدوره، بيّن الأمين العام لحزب أحرار الفرات عبدالله أحمد الجغيفي، أن "القوات الأمريكية استدعت قوات قتاليّة من قواعدها في الخليج لسدّ الفراغ الذي تركته القوات الدنماركية بعد انسحابها من مواقعها وإعلان انتهاء مهامها القتالية في العراق ضمن قوات ما يسمى بالتحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، وبالتالي فإن القوات الأمريكية تحتفظ بقوات كبيرة في قاعدة عين الأسد الجوية بناحية البغدادي غربي الأنبار رغم انتهاء العمليات العسكرية".
وتابع الجغيفي، أن "تلك القوات لم تنسحب من هذه القاعدة وستبقى إلى أمد طويل بعد قيامها بإنشاء مدرج لطيران قواتها داخل مبنى القاعدة فضلا عن قيامها بعمليات توسيع وإنشاء مبانٍ جديدة لقواتها داخل القاعدة".
*تحركات لسرقة النفط العراقي!
وعلى صعيد أمني، فقد أوضح الخبير العسكري عدنان الكناني، أن "هناك منافذ لتهريب النفط السوري باتجاه كردستان عبر معبر يدعى (المحمودية) بين العراق وسوريا حيث تعمل الصهاريج الأميركية على نقل هذا النفط نحو الإقليم، في حين تعمل القوات الأميركية على قصف الصهاريج العراقية التي تعبر باتجاه سوريا من خلال منفذ البو كمال الحدودي بحجّة أنها تحمل أسلحة وصواريخ قد تصل إلى لبنان أو فلسطين وتُستخدم لقصف الكيان الصهيوني".
وأضاف الكناني، أن "النفط السوري المُهرّب بالصهاريج الأميركية يصل كردستان ليتم نقله إلى الكيان الصهيوني من خلال تركيا أو من خلال منافذ أخرى، وهذا ما يمثل معبرا آمناً للنفط باتجاه تل أبيب".
*مطالبات للحكومة بعدم غضّ البصر
بدوره، حذّر الخبير الأمني عقيل الطائي، من استمرار التحركات الأمريكية على الحدود العراقية ـ السورية خلال الفترة الحالية، فيما أكد أن مُضيّ الحكومة في سياسة غضّ البصر عن تحركات واشنطن غير صحيحة.
وقال الطائي، "من الضروري تحصين الحدود العراقية ـ السورية لما فيها من خطر على محافظتي نينوى والأنبار وضمان عدم تكرار سناريو داعش الإرهابي". مشيراً إلى، أن "هنالك جماعات إرهابية غير مُسيطر عليها في تلك المناطق تدعو إلى ضرورة اتخاذ خطوة إبعادها عن الحدود العراقية التي تستثمرها بعض الجهات في تنفيذ المخططات الإرهابية ".
وأوضح، إن "مُضيّ الحكومة في غضّ البصر عن تحركات واشنطن غير المطمئنة على الحدود العراقية ـ السورية قد يشكل خطرا كبيرا في حال لم يتم تأمينها بشكل كامل". لافتا إلى، أن "أغلب التحركات المشبوهة التي تقوم بها أمريكا، دائما ما تكون عبارة عن رسالة تُفضي بخطر قادم".
وختم الطائي حديثه بالقول، إن "هناك جماعات يجب إبعادها عن الحدود العراقية ـ السورية تستخدمها أمريكا كذريعة للانتشار في تلك المناطق وفرض سيطرتها على جميع العمليات المشبوهة العسكرية أو الاقتصادية".
*تحركات مُريبة
من جانبها، أكدت النائب عن تحالف الفتح انتصار الجزائري، أن التواجد الأمريكي على الشريط الحدودي بين العراق سوريا يشكل مصدر قلق يُهدّد أمن وسلامة العراقيين.
وقالت الجزائري، إن "سيادة العراق من أهم الخطوات التي يجب تطبيقها من قبل الحكومة خلال الفترة المقبلة من خلال تقويض تحركاتها المشبوهة على الحدود مع سوريا".
وأضافت، إن "العراق لا زال يعيش في دوامة عدم تطبيق القرار الذي صوّت عليه مجلس النواب والقاضي بإخراج جميع القوات الأمريكية من الأراضي العراقية".
وأشارت الجزائري إلى، أن " بقاء القوات الأمريكية على الأراضي العراقية يعني استمرارها بالتطاول على السيادة من خلال عمليات القصف المتكررة التي تطال الحدود العراقية السورية".