الشهيد القائد أبو باقر الساعدي في سطور.. أذلّ أعداءه أرضاً فغدروه جواً.. إليك سيرة راهب "أميركا وداعش"
انفوبلس/ تقارير
يحمل شهادة البكالوريوس في العلوم الإسلامية، ويسكن في أزقة مدينة الصدر بمنزل مائل الجدران يكاد أن لا يتسع لبضع من الأفراد. يتيم، توفي والده وهو في الـ15 ربيعاً حتى كَبِرَ وبات شيبةً باركتها ميادين القتال ضد قوى الاستكبار وصنيعتها بدءاً من النظام المُباد مروراً بالاحتلال الأميركي وصولاً إلى داعش الإرهابي. يُعد أحد أبرز كوادر كتائب حزب الله في العراق ويملك العديد من البصمات الجهادية خارجه. القائد الشهيد أبو باقر الساعدي في سطور، مَن هو؟ وما أبرز محطات حياته؟ وما دوره في مقارعة قوى الظلام؟ إليك السيرة العطرة لحامل هم المستضعفين ومُذل المستكبرين، الشهيد القائد وسام محمد صابر الساعدي.
*مَن هو؟
وسام محمد صابر الساعدي، قائد بارز في المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله ومن الكوادر الأولى فيها، شارك في جميع معارك التحرير ضد داعش الارهابي فضلا عن معارك أخرى ضد قوات الاحتلال، كما له تاريخ طويل في مواجه النظام المباد.
وُلِد الشهيد أبو باقر في مدينة الصدر قطاع 31 عام 1974، وهو يتيم الأب حيث توفي والده وهو لا زال شابا يافعا يبلغ من العمر 15 سنة.
والشهيد أبو باقر هو ابن عم الشهيد حجة الإسلام والمسلمين الشيخ فاضل العمشاني حيث عمل في مجموعته على مواجهة النظام السابق.
*مواجهته للنظام السابق واعتقاله
لقد كان للشهيد أبو باقر الساعدي تاريخا مشرفا في مقارعة ومواجهة النظام البعثي، وسجّلَ له التاريخ بأحرف من ذهب وقوفه بوجه قوى الاستكبار آنذاك.
عمل الشهيد الساعدي مع ابن عمه الشهيد الشيخ فاضل العمشاني في مواجهة النظام السابق بشتى الطرق، تعرض خلالها للعديد من المضايقات والملاحقات حتى تم اعتقاله خلال الزيارة الشعبانية عام 1998.
بقي الشهيد الساعدي فترة ليست بالقليلة في سجون النظام السابق حتى تم الإفراج عنه بعدها، لكنه وعقب الإفراج تعرض للفصل من الوظيفة، وهذه كانت إحدى ممارسات النظام السابق لمناوئيه.
*من كوادر كتائب حزب الله
يُعد الشهيد المجاهد أبو باقر الساعدي من كوادر كتائب حزب الله الأولى وقاد العديد من المعارك في داخل العراق وخارجه، كما
أنه عمل كقائد أيضا في كتائب حزب الله خلال المرحلة الثانية من مواجهة الاحتلال الاميركي بعد تحقيق النصر على داعش.
*أبو باقر ديالى
وعن دور الشهيد أبو باقر الساعدي في محاربة الإرهاب، فتشهد له ساحات الوغى بذلك، حيث شارك في مختلف المعارك، لكن دوره برز بشكل كبير خلال مواجهة تنظيم القاعدة الإرهابي في محافظة ديالى.
ساهم الشهيد أبو باقر بشكل كبير في دحر تنظيم القاعدة في ديالى وخاض معارك ضارية مع الجماعات الإرهابية هناك حتى بزغ نجمه وبات يُلقب بـ"أبو باقر ديالى".
*دوره في سوريا
عمل الشهيد أبو باقر في سوريا على مرحلتين، تمثلت المرحلة الأولى في مواجهة الجماعات التكفيرية هناك وخوض معارك ضارية ضدهم دفاعاً عن حرم السيدة زينب (عليها السلام).
أما المرحلة الثانية من عمل الشهيد القائد أبو باقر في سوريا، فتمثلت بدوره الكبير في الحملة الإغاثية التي أطلقها الحشد الشعبي في مؤازرته لسوريا بمحنتها عندما ضربها الزلزال العام المنصرم، حيث لم يقتصر دوره على إدارة الحملات بل كان يشرف بشكل شخصي على وصول المساعدات للمتضررين السوريين، وقد عرفه السوريون عن قرب فأحبوه لما يتمتع بطيبة قلبه وتواضعه ومد يد المساعدة لإخوته السوريين في محنتهم وخاصة في مدينة حلب حيث أحبَّ الحلبيين وأحبوه.
وبهذا الصدد، قالت الصحفية السورية رنيم ددش، في منشور على فيسبوك تنعى فيه الشهيد الساعدي، "قبل 12 شهراً، عندما تسببت النبضة القاتلة بزلزال حلب، جاء بقميصه الأسود من العراق، أوقف الموكب ليتوضأ ويصلي، ألقى السلام عليَّ بكل احترام، وفي نقطة المشهد وبكل هيبته التي ارتجفتُ منها، تدخل في توزيع التمر على المتضررين بكل رحمة".
وأضافت ددش، "اغتالوا الرجال والأخيار.. بأمان الله.. بأمان الله ياحاج".
*دوره في معارك التحرير
كان الشهيد القائد أبو باقر الساعدي، شجاعا شرسا لا يهاب أحدا في المعارك، حيث لعب دورا بارزا في معارك التحرير ضد عصابات داعش الإرهابية عام 2014.
شارك الشهيد أبو باقر في جميع معارك التحرير وكان أحد قادة الكتائب آنذاك، حيث لم يترك معركةً إلا وسجل سلاحه حضورا فيها، واستمر هكذا حتى تحقق النصر عام 2017.
*دوره في المواجهة الثانية مع الاحتلال
لم يعتكف القائد الشهيد أبو باقر عقب إعلان النصر على عصابات داعش عام 2017، بل شرع بالمرحلة الثانية من رحلته الجهادية والتي تمثلت بمواجهة الاحتلال الأميركي منذ عام 2018 وحتى استشهاده في العراق.
عمل الشهيد أبو باقر خلال تلك الفترة بصفته أحد قادة كتائب حزب الله، وأشرف على العديد من العمليات ضد القوات الأميركية حتى أذاقهم الويل في العراق وسوريا وجعل دولاً بأكملها تلهث خلفه حتى تمكنت القوات الأميركية أخيراً من غدره بضربة جوية استهدفت عجلته المدنية في بغداد ليرتقي شهيدا ويلتحق بركب الشهداء على طريق الحسين (عليه السلام).