المرصد السوري يكذّب البيان العراقي بشأن قتل الداعشي "أبو زينب" في الرقة.. انفوبلس تتقصى عن القصة
انفوبلس/ تقرير
عمل ضمن مفارز العبرة في الحدود العراقية السورية، واشترك بعمليات عدة على القطعات الأمنية في جزيرة الصينية بصلاح الدين وجزيرة البعاج، وهو عراقي الجنسية ينحدر من منطقة راوه بمحافظة الأنبار. من هو القيادي الداعشي المكنى (أبو زينب) الذي قُتل في سوريا؟ ولماذا كذّب المرصد السوري البيان الأمني العراقي؟
جاء الاعلان العراقي عن مقتل القيادي الداعشي "أبو زينب" بعد يوم واحد من الذكرى العاشرة لسقوط الموصل مركز محافظة نينوى وثاني كبرى مدن العراق.
*جهاز الأمن الوطني يعلن
أعلن جهاز الأمن الوطني العراقي، أمس الثلاثاء 11 حزيران/يونيو 2024، قتل القيادي بعصابات "داعش" الإرهابية المكنى (أبو زينب) بعد التنسيق مع التحالف الدولي في سوريا.
الجهاز ذكر في بيان ورد لـشبكة "انفوبلس"، انه "استنادا إلى معلومات استخبارية دقيقة، تمكنت مفارز خلية مكافحة الإرهاب في جهاز الأمن الوطني بعد استحصال الموافقات الرسمية من قتل قيادي بعصابات داعش الإرهابية في سوريا بعد التنسيق مع التحالف الدولي"، مشيرا الى ان "مفارزنا تابعت تحركات الإرهابي (خ.ش.ش) والمكنى (أبو زينب) خلال الأيام الماضية قبل أن تحاصره في منطقة البصيرة بالرقة السورية، ليتم قتله بعد اشتباكه مع القوة المنفذة".
الإرهابي عمل ضمن مفارز العبرة في الحدود العراقية السورية واشترك بعمليات عدة على القطعات الأمنية في جزيرة الصينية بصلاح الدين وجزيرة البعاج وكان مسؤولاً لـ(مفرزة العبرة) من العراق إلى سوريا فضلاً عن نقله الأسلحة والمواد المتفجرة، بحسب البيان الأمني العراقي.
ووصف عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي مهدي تقي، العملية الأمنية العراقية بأنها "تطور كبير"، في جهود العراق لملاحقة بقايا التنظيم. وقال إن تنفيذ عملية أمنية داخل الأراضي السورية "يؤكد القدرة الاستخبارية والقتالية للأجهزة الأمنية في متابعة الإرهابيين الموجودين داخل سورية"، مشيراً إلى "تنسيق عالي المستوى مع قوات التحالف الدولي الموجودة في سورية، لملاحقة كل الإرهابيين ومتابعتهم".
*المرصد السوري يكذّب
نفى المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشاركة القوات الأمنية العراقية في عملية قتل القيادي في "داعش" الإرهابي الملقب بـ "أبو زينب"، الذي أعلن عنه جهاز الأمن الوطني أمس الثلاثاء عبر بيان رسمي.
المرصد ذكر في بيان حصلت عليه شبكة "انفوبلس"، إن عملية قتل المدعو "أمجد الحسن"، الملقب بـ "أبو زينب"، وهو عراقي الجنسية ينحدر من منطقة راوه بالأنبار، نفّذت من قبل قوات مكافحة الإرهاب في قوات سوريا الديمقراطية بدعم جوي وميداني من قوات التحالف الدولي، في منتصف ليل 16/17 أيار/ مايو الماضي.
وأشار إلى أن المقتول "اشتبك مع قوات العملية التي حاصرته في منزل يسكنه بمدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي"، لافتا الى ان دوي الانفجارات متتالية سمع في المنطقة، نتيجة الاشتباكات التي جرت بين المطلوب (أبو زينب) والقوات المداهمة استمرت لساعات".
كما نفى المرصد السوري لحقوق الانسان - بحسب البيان - "مشاركة القوات العراقية بشكل مباشر بعملية قتل الإرهابي الذي كان متوارياً عن الأنظار في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي".
في سياق متصل، ذكر موقع تلفزيون سوريا تعقيباً على الإعلان العراقي ان مدينة البصيرة تقع في ريف دير الزور الشرقي، وليس في محافظة الرقة كما ورد في البيان العراقي، لافتا الى ان القيادي الداعشي المذكور قُتل، في 16 من أيار الماضي، خلال الاشتباكات مع قوات العملية التي حاصرته في منزله في البصيرة بعد عملية إنزال جوي للتحالف.
كما وفي الـ19 من شهر مايو الماضي 2024، أعلن المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مقتل الإرهابي "أمجد حسن" والملقب بأبي زينب. حيث ذكرت في بيان اطلعت عليه شبكة "انفوبلس"، انه استناداً إلى المعلومات الاستخباراتية الدقيقة التي جمعتها قواتنا؛ استهدفت وحدة من وحدات YAT بتاريخ 16 أيار، مسؤول خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي في بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي المدعو "أمجد حسن" والملقب بأبي زينب.
واضاف المركز، "حاصرت وحداتنا مكان وجود الإرهابي، وأطلقت له نداءً بالاستسلام، إلا أنه رفض وبدأ بإطلاق النار على مقاتلينا، ما استدعى الرد بالمثل، واندلعت اشتباكات معه، أسفرت عن مقتله"، مؤكدة ان "الإرهابيّ (أمجد) مسؤول عن التَّفجير الإرهابيّ الذي نفَّذه إرهابي انتحاري في 10 أيّار ضُدَّ إحدى نقاطنا العسكريّة في بلدة “الشحيل” استشهد فيه ثلاثة من مقاتلينا".
ولم يرد لغاية كتابة هذا التقرير، جهاز الامن الوطني العراقي أو الجهات الأمنية العراقية الاخرى، على البيان الذي صدر من المرصد السوري لحقوق الانسان. كما هذه ليست المرة الأولى التي ينفي فيها المرصد، اشتراك القوات الأمنية العراقية في عملية أمنية في سوريا.
وفي الأشهر الأخيرة، كثفت القوات الامنية العراقية عملياتها الأمنية لمنع تحركات عناصر "داعش" خاصة في "المحافظات المحررة" وهي الخالية من وجود التنظيم في العراق. وقد أعلنت قيادة الجيش أخيراً أن أعداد "الإرهابيين" الموجودين بالعراق حالياً لا يزيد عن 400 عنصر.
ومنذ مطلع العام الجاري 2024 أجرت السلطات الأمنية العراقية مراجعة للخطط العسكرية، وعملت على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطاً لـ"داعش". ووفقاً لمصادر أمنية "اتُّبعت أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر التنظيم وتحدّ من حركتهم، كما كُثِّفت الضربات الجوية التي تستهدف مخابئهم".
وفي الذكرى العاشرة لسقوط الموصل، استبعد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن يشكل الإرهاب خطراً على وجود الدولة العراقية. وقال إن "عصابات (داعش) الإرهابية ارتكبت قبل 10 سنوات، وفي ظل ظروف مُلتبسة، ودعمٍ من قوى الشّر والكراهية في العالم، جريمتها وعدوانها على أهلنا في الموصل، ورُوع سكّانها بهجمة همجية تغذيها الأهداف الدنيئة وخُرافة الوهم، والعداء لكل خطوة مُشرقة حققها الشعب العراقي إثر سقوط الديكتاتورية".
وبعد سيطرته في العام 2014 على مناطق واسعة من العراق وسوريا، تعرض تنظيم "داعش" الإرهابي بعد سلسلة من العمليات العسكرية ضده في البلدين إلى هزيمة.
وأعلن العراق انتصاره على التنظيم الارهابي في 2017، لكن لايزال عناصره ينشطون في مناطق ريفية ونائية في البلاد ويشنون هجمات متفرقة، فيما تنفذ القوات الأمنية خططاً متتابعة، تسعى من خلالها لتحجيم تحركات التنظيم وإحباط هجماته.